الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

المتحف البريطاني.. خزانة تراث الشعوب

المتحف البريطاني.. خزانة تراث الشعوب
20 يونيو 2018 23:46
إعداد: عبير زيتون في قلب لندن يتربع «المتحف البريطاني» العريق كواحد من أقدم وأشهر المتاحف العالمية وأكبرها وأكثرها تنوعاً. تأسس المتحف عام 1753 اعتماداً على مقتنيات العالم الفيزيائي السير «هانز سلون» (1660 ـ 1753) الذي كان طبيباً وعالم طبيعة وجامعاً للقطع الأثرية، وقد جمع قبل وفاته عام 1753م أكثر من 71 ألف قطعة نادرة أوصى بأن تُهدى بكاملها للملك جورج الثاني، مقابل مبلغ 20 ألف جنيه استرليني تسدد لورثته. وتثمينا لهذه الهدية السخية أصدر البرلمان قانون تأسيس المتحف البريطاني في 7 يوليو 1753م. افتتح «المتحف البريطاني» أبوابه أمام الجمهور يوم 15 يناير 1759، في مقره الأصلي في قصر شُيِّد في القرن السابع عشر، ويسمى «مونتغيوهاوس»، بحي بلومزبري اللندني، في الموقع نفسه الذي يقوم عليه المتحف اليوم. ويضم المتحف اليوم أكثر من 13 مليون قطعة أثرية وفنية تمتد إلى مليوني سنة، وهي تمثل ثقافات الشعوب الأصلية ومن أنفسها «حجر رشيد». تكونت معظم مجموعات المتحف البريطانية الأساسية من الكتب والمخطوطات والعيّنات الطبيعية، مع بعض الآثار والقطع والمواد الإثنوغرافية. وأدى قيام الملك «جورج الرابع» عام 1823 منح مكتبة والده (مكتبة الملك) إلى الأمة البريطانية إلى تشييد مبنى المتحف الأصلي ذي الأضلاع الأربعة مع قاعة القراءة الدائرية، وبهدف توفير مساحات أكبر لحفظ مقتنيات المتحف المتزايدة، تم نقل مجموعات التاريخ الطبيعي إلى مبنى جديد في حي ساوث كنسينغتون اللندني، إبان ثمانينات القرن الـ 19، ليصبح فيما بعد متحف التاريخ الطبيعي الشهير. يتكون «المتحف البريطاني» من المبنى المستطيل، ومكتبة الملك التي تعتبر الجناح الأول الذي تم بناؤه من الأجنحة الأربعة التي صممها المعماري «سميرك» عام 1827، وقاعة وستون هول، وقاعة القراءة التي تشغل قلب المتحف النابض وهي تتربع وسط الفناء الكبير، وجناح وايت، ومعارض الملك ادوارد السابع، وقاعة دوفين، والفناء الكبير، الذي افتتحته الملكة إليزابيث في عام 2000. ويحتوي على العديد من الفنون الإسلامية الفخارية والمعدنية المميزة، ومعظمها تم الحصول عليها من شبه الجزيرة العربية. وتعبيراً عن الاهتمام المتنامي بالحضارة الإسلامية استضاف المتحف البريطاني في لندن عام 2012 أول معرض للحج في التاريخ حمل اسم «رحلة في قلب الإسلام»، تضمنت معروضاته أحد أقدم المصاحف في العالم، وخيمة المحمل، وقطع أثرية وصور فوتوغرافية وغيرها من المقتنيات الثمينة من التحف الإسلامية المستعارة من متحف الرياض الوطني، كما أعلن «نيل مكروغر» مدير المتحف عام 2015 عن عن إقامة جناح جديد للفن الإسلامي. وسيتم افتتاح الجناح الجديد حسب ما أعلن مكروغر في أكتوبر المقبل. وبحسب «مكروغر»، يقسم الجناح الجديد إلى قاعتين يعرض فيهما أعظم مجموعات الفن الإسلامي في العالم بعضها من مقتنيات المتحف، وبعضها الآخر استعارة من المتاحف الأخرى، بحيث تشكل امتداداً تاريخيا لقاعات أخرى تسلط الضوء فيها على العلاقات التاريخية المتشابكة بين الحضارة الإسلامية وأوروبا، وتأثير الحضارة الإسلامية على الحرفيين في أوروبا خلال القرن التاسع عشر، وتاريخ الفن الإسلامي حسب التسلسل التاريخي. يذكر أن المتحف البريطاني شارك في الكثير من الحفريات التنقيبية حول العالم، فكانت مجموعات مقتنياته الأشورية الأساس لفهم اللغة المسمارية القديمة وفك رموزها، وبالمثل كان حجر رشيد المفتاح الذي أسفر عن فض حُجُب الكتابة الهيروغليفية المصرية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©