مواجهات دامية في ذكرى النكبة بالضفة وغزة

استشهد شاب فلسطيني وأصيب نحو 300 آخرين بجروح أمس جراء إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي قذائف المدفعية والرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط وقنابل الغاز المسيل للدموع على مسيرات في قطاع غزة والضفة الغربية بمناسبة ذكرى احتلال فلسطين عام 1948. وقالت مصادر فلسطينية متطابقة إن تظاهرة حاشدة انطلقت نحو حاجز بيت حانون شمالي قطاع غزة على الحزام العسكري الإسرائيلي المحيط بقطاع غزة، ورفع المشاركون فيها الأعلام الفلسطينية ولافتات تؤكد التمسك بحق العودة للاجئين وحاولوا اجتياز السياج الحدودي ورشقوا القوات الإسرائيلية المرابطة عليه بالحجارة، وردت قوات الاحتلال بإطلاق 3 قذائف مدفعية والرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع عليهم. وأعلن الناطق باسم اللجنة العليا للإسعاف والطوارئ في القطاع أدهم أبو سلمية استشهاد شاب عمره 18 عاماً وإصابة 172 متظاهراً بجروح وحالات اختناق، بينهم 70 مصاباً بالغاز السام جراء الاستهداف الإسرائيلي لمسيرات العودة في شمال قطاع غزة. وتظاهر مئات الفلسطينيين قبالة معبر رفح على الحدود بين قطاع غزة ومصر، وهم يرفعون العلمين الفلسطيني والمصري وطالبوا بتمكين الشعوب العربية من الوصول إلى فلسطين من أجل تحريرها، وتدخل عناصر من شرطة حركة حماس لتفريق التظاهرة سلمياً. في السياق نفسه، أصيب أكثر من 100 فلسطيني بجروح وحالات اختناق جراء إطلاق قوات الاحتلال الرصاص وقنابل الغاز المسيل للدموع خلال مواجهات عنيفة عند حاجزها العسكري في قلنديا بين مدينتي رام الله والقدس في الضفة الغربية، استمرت لساعات عدة عقب محاولة متظاهرين اجتياز الحاجز. وبالتزامن، اندلعت مواجهات عنيفة بين الشبان الفلسطينيين وقوات الجيش الإسرائيلي عند حاجز عطارة شمال رام الله، وقام جنود الاحتلال بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي صوب المتظاهرين مما أدى إلى إصابة عدد من الشبان بالإغماء. وجرت في القدس الشرقية والخليل وبيت لحم ونابلس وطولكرم ومخيم شعفاط للاجئين الفلسطينيين مواجهات مماثلة، أسفرت عن إصابة عدد من الفلسطينيين ومتضامنين أجانب بحالات اختناق بعد تفريقها بالقوة. واعتقلت الشرطة الإسرائيلية 13 فلسطينياً على الأقل في أنحاء القدس الشرقية. وقد أحيا الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة الذكرى السنوية الثالثة والستين للنكبة بفعاليات عديدة ومتنوعة، بينها مهرجانان رئيسيان في رام الله وغزة ومهرجانات فرعية في بقية مدن الضفة الغربية، ومنذ صباح أمس، بدأت الجماهير الفلسطينية والقيادات الفلسطينية الاستنفار في الشوارع وانطلقت صافرة الحداد الساعة الثانية عشرة منتصف النهار بتوقيت فلسطين لتتوقف الحركة بشكل كامل، ووضع أكليل من الزهور على ضريح الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في رام الله. وانطلقت المسيرات الشعبية في المدن والبلدات ومخيمات اللاجئين والقرى بعد ذلك. وألقيت خلالها الكلمات المؤكدة حق عودة اللاجئين إلى ديارهم التي هجروا منها. وقال الخطباء إن الساحة الفلسطينية والعربية تشهد حراكاً سياسياً وشعبياً بمناسبة ذكرى النكبة من أجل إعادة الحقوق الفلسطينية المسلوبة لأصحابها. ودعوا إلى تطبيق قرارات الشرعية الدولية لحل القضية الفلسطينية، مؤكدين أنه لا بديل عن حق عودة اللاجئين. وكانت قوات الاحتلال أعلنت حالة التأهب الأمني القصوى وفرضت حصاراً عسكرياً مشدداً على الأراضي الفلسطينية منذ أمس الأول وحتى فجر اليوم الاثنين، استعداداً لقمع مسيرات إحياء ذكرى النكبة، وتحولت القدس الشرقية بالذات إلى ثُكنة عسكرية بعد نشر القوات في الشوارع والأزقة، وتم عزل المسجد الأقصى المبارك والبلدة القديمة فيها عن محيطهما.