الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«قصار القامة» تطالب بمنحهم حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة ال“المعاقين”

«قصار القامة» تطالب بمنحهم حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة ال“المعاقين”
29 يوليو 2010 21:19
طالب رئيس الجمعية المصرية لقصار القامة حسن بخيت بتغيير وجهة نظر المجتمع تجاه الأقزام، والنظر إليهم كبشر عاديين مثل أصحاب الاحتياجات الخاصة، منتقداً السخرية منهم، وتجاهل منحهم الحقوق أسوة بالمعاقين، وعدم توفير وظائف لهم ما يعرقل تمتعهم بحياة كريمة ويدفع بهم تحت خط الفقر بالإضافة إلى عدم توافر ملابس وتسهيلات في المباني والمساكن تناسب أحجامهم. انتقد رئيس الجمعية المصرية لقصار القامة حسن بخيت التجاهل الرسمي التام لحقوق الأقزام، وعدم اعتراف الدولة بهم كمعاقين وحقهم في نسبة الـ 5 في المائة للتعيين في وظائف القطاع العام، وقال بخيت في حوار أجرته معه “الاتحاد” إن العالم مشغول دائماً بالدفاع عن حقوق الإنسان الأبيض والأقليات الدينية والمعاقين والتعاطف معهم، ويغفل عن جهل أو عمد حقوق قصار القامة ويلقي بهم في سلة المهملات. مشاكل ومعيقات طالب بخيب، الذي لا يتجاوز طوله 95 سم، بتشجيع قصار القامة على التعلم على أن تدفع الدولة لهم مرتبات طوال فترة تعلمهم، لكي لا يتسربوا من التعليم من أجل العمل لتوفير القوت مع إتاحة فرص عمل لهم في المصانع والشركات والمصالح الحكومية أسوة بالمعاقين، ويسعى الأقزام لتوصيل أصواتهم إلى المسؤولين لرفع المعاناة عنهم بتوفير مساكن خاصة بهم لا تزيد على الطابق الأرضي وتخصيص محال للملابس والأحذية لهم لعدم عثورهم على ما يلائمهم منها في الأسواق، حيث يذهبون إلى محال ملابس الأطفال التي تتناسب وأحجامهم. وعن أبرز مشاكل الأقزام، قال بخيت “هناك صعوبات عدة يواجهها قصار القامة في مصر مثل سخرية الناس منهم في أي مكان يحلون فيه وسماع كلمات استهزاء كلما ساروا في الشارع”. وأضاف أن من بين المشاكل صعوبة التعامل مع زر المصعد الكهربائي الذي لا يطاله أي منهم فضلاً عن ارتفاع سلالم المترو ووسائل المواصلات المختلفة، ما يعرضهم لمتاعب شديدة وحرج أمام الآخرين وقلة حيلة في الوقت نفسه، إذ أن مقاعد وسائل المواصلات كالحافلات والتاكسيات والقطارات مصممة للأشخاص العاديين فقط ما يجعلهم يغوصون فيها فلا يراهم أحد، فضلاً عن الحواجز الصناعية والأرصفة المرتفعة في الشوارع التي تعوقهم عن تسلقها ما يجعلهم لا يرون سوى غابات من السيقان أثناء السير في الشارع، خصوصاً في الأماكن المزدحمة فضلاً عن ارتفاع معدلات العنوسة بينهم لظروفهم الاجتماعية والاقتصادية. ليسوا أقزاماً قال بخيت (45 سنة) إن “الأقزام في مصر يتجاوز عددهم أكثر من 75 ألفاً معظمهم في الصعيد، يتعرضون للاضطهاد من دون ذنب اقترفوه سوى أنهم ولدوا قصاراً جداً”، مشيراً إلى أن قصر القامة ليس عيباً بل صفة قد تكون ميزة ومحل فخر واعتزاز لأي قزم وليس الخجل منها والانطواء واعتزال الحياة. وتحفظ بخيت على استخدام البعض كلمة قزم بدلاً من قصير القامة، قائلاً إن “قزم” كلمة تعتبر لمزاً وانتقاصاً وهو وصف يستخدمه السياسيون بلا انقطاع ضد خصومهم، ولا بد من مراعاة مشاعر من يتصف بهذه الصفة. وانتقد رئيس جمعية قصار القامة اتجاه بعض الأقزام للعمل في مجال التمثيل سواء في السينما أو المسرح أو التلفزيون، خصوصاً ممن لا يمتلكون الموهبة لأنهم يقدمون أدواراً هزلية وساخرة هدفها إضحاك الناس ما يسيء لهم بشكل خاص ويسيء للأقزام بشكل عام، مشدداً على ضرورة عدم عمل أي قزم في الفن إلا بعد الحصول على مؤهل مناسب في هذا التخصص، وأوضح “من يسيئون إلينا من الأقزام العاملين في مجال التمثيل من أجل الاسترزاق عليهم أن يبتعدوا عنا وليبحثوا عن عمل آخر”. وعن الجمعية، قال بخيت إنه تم إشهارها في عام 1995 بهدف توفير الرعاية الاجتماعية والنفسية والصحية لقصار القامة في مصر والتدخل لدى المسؤولين لتوفير فرص عمل لهم، للاستفادة من طاقاتهم لأنهم جزء من المجتمع إلا أن الحكومة قامت بحل الجمعية وفقاً لقانون الجمعيات الأهلية الجديد لعدم توفيق أوضاعها لعدم وجود مقر أو موارد مالية لديها. وأضاف “التقيت وزيرة الشؤون الاجتماعية المصرية السابقة الدكتورة آمال عثمان إبان توليها هذا المنصب وعرضت عليها دعم الجمعية فطلبت مني جمع تبرعات لهذا الغرض وعندما رفضت الفكرة، امتنعت عن الدعم”. وأكد أنه يرفض التسول لأنه من واجب الدولة دعم ومساندة الأقزام أسوة بالمعاقين وليس البخل والقسوة عليهم، ودعا وسائل الإعلام إلى تقديم قصار القامة في شكل محترم وتغيير النظرة الاجتماعية المتدنية تجاههم لكسر حاجز الخوف الرهيب الذي يصيب الأقزام من الاختلاط بأفراد المجتمع، ما يدفعهم في أحيان كثيرة للاعتزال. ويقول بخيت، الذي يحمل الجنسية الألمانية، إنه يستعد حالياً لإصدار كتاب باللغة الألمانية عن مشوار حياته مع الأقزام.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©