الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الاقتصاد القطري يعيش أزمة حقيقية

الاقتصاد القطري يعيش أزمة حقيقية
10 أغسطس 2017 02:24
يوسف العربي (دبي) أجمع خبراء وإعلاميون مشاركون في ندوة «الأزمة مع قطر» التي نظمها رجل الأعمال خلف أحمد الحبتور، مؤسس ورئيس مجلس إدارة مجموعة «الحبتور»، على رفضهم الإساءة إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مؤكدين أنه رمز وطني عربي تتجلى إسهاماته في حماية الدول العربية، وصون مكتسباتها ومساندتها على التعمير والبناء. وقالوا خلال الندوة التي عقدت بمقر شركة الحبتور في دبي أمس إن دولة قطر تعيش أزمة اقتصادية حقيقية تتمثل في انهيار أداء القطاعات الاقتصادية كافة، وعلى رأسها السياحة والطيران والعقارات فضلا عن ضعف أداء أسواق المال وتراجع سعر العملة مشددين على أن إنكار وسائل الإعلام القطرية لن يغير من حقيقة الأمور في شيء. وأضافوا أن قرارات المقاطعة التي اتخذتها الإمارات والسعودية، ومصر، والبحرين، أتت ثمارها أسرع من المتوقع حيث تراجعت العمليات الإرهابية في مصر، والعراق، واليمن، وليبيا، في انعكاس منطقي لانقطاع التمويل وانغماس القيادة القطرية في شؤونها الداخلية وانكفائها على نفسها لحلحلة الورطة التي وضعت نفسها فيها. وتوقعوا أن تستمر مقاطعة الرباعية العربية لدولة القطرية لعدة سنوات مقبلة بغض النظر عن المواقف الغربية والأميركية من الأزمة، حيث تقف الدول المقاطعة على قلب رجل واحد في إصرار بدى جلياً للجميع بأنها لن تقبل بأنصاف المواقف أو التعهدات السياسية الخالية من الضمانات والمتابعات اللازمة. وشارك في اللقاء الفكري كوكبة من رموز الإعلام والفكر والمسؤولين في العالم العربي، وهم عبد الخالق عبد الله، أستاذ العلوم السياسية، وفهد الشليمي المحلل السياسي، رئيس المنتدى الخليجي للأمن والسلام، وأحمد الجار الله، رئيس تحرير صحيفة السياسة الكويتية، وفيصل جلال عباس، رئيس تحرير صحيفة «عرب نيوز» وعبد الله المطوع، مدير مكتب قناة العربية الإخبارية في دبي والإعلامي طارق الزرعوني. دعائم اقتصادية  وقال خلف الحبتور، خلال الندوة إن اقتصاد الإمارات يستند على دعائم قوية ولم يتأثر بالأوضاع الناجمة عن الأزمة القطرية مشيراً إلى أن الاقتصاد الوطني سبق أن واصل نموه وتطوره في ظل ظروف أصعب كثيراً تمثلت في الحرب بين العراق وإيران وحرب الخليج. وأكد أن اقتصاد الإمارات غير قائم على اقتصاديات الدول الأخرى وبخاصة قطر لافتاً إلى تحسن المؤشرات الاقتصادية في الدولة على صعيد التجارة والسياحة، مضيفاً أن هناك زيادة كبيرة في حركة السياح والإشغال الفندقي بالتزامن مع تدفق الوفود السياحية القادمة من آسيا وأوروبا وأميركا. وسياسياً قال الحبتور إن الإمارات تعرف منذ اللحظة الأولى وقبل نحو 20 عاما ما تحيكه القيادة القطرية لجيرانها إلا أن الحكمة والحلم اللذين تتمتع بهما القيادة الإماراتية دفعا بها إلى محاولة تقويم المسار القطري المنحرف من خلال المفاوضات والاجتماعات المتتالية والاتصالات إلا أن تبين إصرار القطرين على موقفهم الداعم للإرهاب.  وأضاف أنه من المعروف عن القيادة القطرية أنها تتصرف وتتعامل بوجهين، وأنها تقول أمراً وتفعل نقيضه وهو الأمر الذي تمثل في تعهدات الدوحة في الرياض التي سرعان من انقلبت عليها الدوحة وأظهرت زيف وخداع الابتسامات والرسائل الدبلوماسية الإيجابية التي صدرت عن قيادتها والتي كانت تخفي وراءها الصفقات المشبوهة للبلاد التي تلعب على الحبلين.  وأشار إلى أن الدوحة حاولت على مدار العقدين الماضيين «اللعب على الحبلين» فتدعي فُضِح الصداقة تجاه المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات ومملكة البحرين، وتقوم في الوقت نفسه بدور الحليف المخلص لإيران، مشيرا إلى أن الأمر لم ينطل أبداً على دولنا حيث كنا نرصد ونراقب الأفعال والتناقضات القطرية المليئة بالشر.  وقال الحبتور إن جميع قرارات المقاطعة لا تتعلق بالقطريين الذين يعدون جزءا من المجتمع الخليجي يشاركوننا ثقافتنا وتقاليدنا لافتا إلى أن المقاطعة تستهدف القيادة القطرية التي ضلت الطريق وأصرت على إلحاق الأذى بجيرانها العرب.  وقال إن «الحمدين» دفعا بقطر نحو الاتجاه الخطأ، واستخدما ثروتها الطائلة لأغراض شائنة مشيرا إلى وجود أشخاص شرفاء آخرين في أسرة آل ثاني قادرين على إعادة قطر إلى الصراط المستقيم.  ودعا الحبتور قطر إلى الاعتذار وتصويب سياستها الخارجية بما ينسجم مع السياسة التي تتبعها جميع الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي، موضحاً أنه إلى حين أن يحدث ذلك ينبغي على الإمارات وحلفائها العرب أن يفعلوا ما يتوجّب عليهم لحماية شعوبهم.  تدخلات سافرة ومن جانبه قال الكاتب الصحفي أحمد الجار الله، عميد الصحفيين الكويتيين ورئيس تحرير صحيفة السياسة الكويتية، إن قطر لديها تاريخ طويل من التدخلات السافرة في شؤون الدول العربية ولكن المتابع للسياسة الخارجية لقطر سيجد أن تدخلها في شؤون الدول العربية بدأ منذ 20 عاماً، أي بعد تولي الأمير السابق حمد بن خليفة مقاليد الحكم.  ولفت الجار الله، في كلمته خلال الندوة أن أبرز من عانوا من هذا التدخل القطري مصر والأشقاء العرب، حيث تمادت الدوحة في مواقفها وأفعالها بسبب عدم وجود رد فعل عربي قوي تجاهها، نتيجة «مجاملة» الحكام العرب لبعضهم.  وأشار الجار الله، إلى أن هناك من استفادوا من أموال قطر فكان الموقف العربي منقسماً بين الصمت أو التأييد لسياسات الدوحة، مضيفا أن النظام القطري توهم أنه قادر على إسقاط الحكم في المملكة العربية السعودية في غضون 15 عاماً، لكنه فشل فشلاً ذريعاً في تحقيق هذه الغاية».   مقاطعة طويلة  ومن ناحيته قال عبد الخالق عبد الله، أستاذ العلوم السياسية إن دولة الإمارات ترصد التحركات القطرية التي تستهدف النيل من أمن واستقرار المنطقة منذ نحو 20 عاما إلا أن القيادة الإماراتية دائماً ما كانت تؤثر الصبر عسى أن تعود القيادة القطرية للطريق القويم وهو الأمر الذي لم يحدث ومن ثم كان الموقف الإماراتي الحاسم.  وتوقع عبدالله أن تستمر مقاطعة الرباعية العربية لدولة القطرية لعدة سنوات مقبلة بغض النظر عن المواقف الغربية والأميركية من الأزمة، حيث تقف الدول المقاطعة على قلب رجل واحد في إصرار بدى جلياً للجميع بانها لن تقبل بأنصاف المواقف أو التعهدات السياسية الخالية من الضمانات والمتابعات اللازمة. رمز عربي  ومن ناحيته قال المحامي والإعلامي المصري خالد أبوبكر، إن مصر من أكثر الدول التي عانت من الإرهاب القطري مشيرا إلى وجود العديد من الدلائل والبراهين التي تمتلكها مصر حول التورط القطري في العمليات الإرهابية في مصر منها تسجيلات لضباط مخابرات قطريين يتفقون مع إرهابيين على توفير التمويلات لقتل مصريين.  وقال إن حديث أمير قطر السابق وتآمره على الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود وعلى الرغم من ذلك قام الملك عبدالله نفسه بمنح فرصة لقطر من خلال اتفاق الرياض الذي سرعان ما انقلبت عليه قطر مرة أخرى. وأكد أن ثورة 30 يونيو كانت بمثابة إنقاذ حقيقي للدول العربية مشيرا إلى أن الإمارات والمملكة العربية السعودية كانا لهما دور كبير جداً في تحقيق هذا الإنجاز.  وقال إن القطريين يسيئون اليوم إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وهو رمز عربي قدم الكثير لحفظ أمن ومكتسبات أمته العربية مشيرا أن التصالح مع من أهانوا رموزنا لن يكون مقبولاً. ومن جانبه أكد الإعلامي المصري خيري رمضان الذي أكد في مداخلته خلال الندوة على أهمية وجود زراع إعلامية عربية لإيصال الصورة الحقيقية للعالم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©