الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

خليفة سليمان: أصبحنا نعيش عصر الرجل الخارق!

خليفة سليمان: أصبحنا نعيش عصر الرجل الخارق!
5 فبراير 2009 02:02
هو محلل كروي ثري·· احترم الناس فاحترموه، اليوم يدلي خليفة سليمان بدلوه في الحلقة الثالثة التي تغوص في أعماق المنتخب الوطني وعموم كرة الإمارات·· فخليفة يرى أن هناك أكثر من مشكلة تواجه كرة الإمارات وتتداخل مع بعضها البعض· يبدأ التشخيص بقوله: الرجل الخارق ظهر خلال الفترة الأخيرة في كرة الإمارات·· والرجل الخارق هو ما شاء الله متعدد المناصب·· يستطيع الوفاء بأي التزامات مهما كانت دون أن يكل أو يمل! الرجل الخارق غالباً يتم تعيينه وغالبا يكون من أصحاب الانتماءات! أنا شخصيا أرى أن أي مسؤول في إدارة كرة القدم سواء باتحاد الكرة أو أي مؤسسة رياضية أخرى من الأفضل أن يكون مستقلاً إن لم يكن حتمياً أن يكون كذلك! قلت له مقاطعاً ومن أين نأتي بالمستقلين؟ قال نعم إدرك أن فينا انتماءات للأندية·· لكن لو نظرت بتمعن للانتخابات الأخيرة سترى أن المرشحين صنفان·· أحدهما جاء بقوة وكان مدعوماً من ناديه الذي وقف إلى جواره مسانداً ومروجاً والصنف الثاني أراد النادي أن يتخلص منهم فأرسل بهم إلى اتحاد كرة القدم!! وبالمناسبة الصنفان نجحا ويتشكل منهما اتحاد الكرة حالياً! قلت له أراك تلمح أن الانتخابات لم تأت بالأفضل في اتحاد كرة القدم قال أنا لا ألمح بل أتحدث بصراحة لأنني تعودت على ذلك ولا مفر·· الانتخابات في اتحاد الكرة يا سيدي لم تأت بالأفضل·· وقد كان بالإمكان أفضل مما كان! مشكلة التفرغ وانتقل خليفة من العام إلى الخاص وبدأ في عد المشاكل الإدارية التي تعاني منها كرة الإمارات ومنتخب الإمارات·· قال لا تطور دون أن نكون متفرغين لقيادة اتحاد كرة القدم ولقيادة الرابطة وكافة مؤسساتنا الكروية·· نحن غير متفرغين·· هذه هي الحقيقة·· ونحن نترك أشغالنا ومهامنا لكي يؤديها بدلاً عنا الموظفون وهذه مصيبة!! ولا أقصد بالتفرغ أن نستقيل من أعمالنا مثلاً ·· لا أقصد ذلك على الإطلاق بل أقصد أن نؤدي مهامنا التي جئنا من أجلها·· أن نعقد الاجتماعات الدورية وأن نحضرها وأن نفعلها بالرأي والحضور والتواجد بدلاً من ترك الأمور هكذا للموظفين! ثم إننا في حاجة ماسة لكي نواجه مشاكلنا بشجاعة وشفافية، وأن لا نترك مشاكنا حتى تتفاقم ثم نعالجها بالمسكنات وليت المسكنات تجدي!! نحن يا سيدي قوم نكذب على أنفسنا·· ومرؤوسونا يكذبون على مرؤوسيهم وهكذا دواليك!! إننا مع بلوغ عصر الاحتراف ليس أمامنا سوى انتخاب الشخص الذي لديه قدرة على التفرغ مائة في المائة·· ومن هذا المنبر أناشد المنتخبين ببلادنا في كل زمان ومكان وأقول لهم: ''أرجوكم لا تنتخبوا السادة المشغولين!'' إنجازات بلا تخطيط! يقول خليفة بثقة مشكلتنا في الرجال·· إذا وضعنا الرجل المناسب في المكان المناسب فلن تكون لدينا مشكلة·· إذا تفرغنا لعملنا وأديناه على الوجه الأكمل، فلن تكون هناك مشكلة·· من المفترض عندما تكون هناك قضية تهم الوطن أن نكون جميعاً على الطاولة·· ومن العار أن نستجدي الناس!! هل تعلم أن كل إنجازاتنا التي تحققت فاجأتنا!! بمعنى أننا لا نخطط لإنجازاتنا·· بل هبطت علينا دون تخطيط، في مجلس الإدارة لا نخطط·· في اللجان التنفيذية والإدارية لا نخطط·· تعودنا على ذلك ومن أهم الأسباب لأننا غير متفرغين وغير مهتمين بما فيه الكفاية، وأسألك هل هناك اجتماعات دورية في أي مؤسسة رياضية·· الإجابة دون أن أفكر لا·· نحن مع الأحداث·· كلما كان هناك شيء نلتقي·· المفروض العكس·· المفروض نجلس ونفكر ونخطط·· إنني أتحدى من يكذبني في وجهة نظري·· نحن نتعامل مع المنتخب مثلاً في وقته·· نحن لا نبحث عن الإنجاز·· لكن عندما يهبط علينا الكل يظهر في الصورة! سألته هل تأتي الإنجازات بالصدفة·· قال لا·· هي لا تأتي بالصدفة بل نتاج عمل·· لكن هذا العمل يكون عشوائياً في أغلب الأحيان·· نحن نترك الأمور دون تخطيط وإذا جاء الإنجاز نفرح وإذا لم يأت نحزن!! متى نحل المشكلة قبل حدوثها ؟ ويمضي خليفة في رصد المشاكل الإدارية بقوله: هل تعلم انه حتى المسؤولين يتعاملون مع الإنجاز في وقته! في السابق لم يكن هناك دعم لا مادي ولا معنوي·· أما الآن تغير الوضع نسبياً·· أصبح هناك دعم مادي·· لكن ألم نسأل أنفسنا متى يحدث الدعم·· إنه مرتبط بالنتائج·· يتوفر الدعم متى تحققت النتائج والعكس من المفترض هو الصحيح! من المفترض أن هناك أموراً يجب مواجهتها قبل أن تحدث المشكلة·· لكن الواقع يقول إننا لا نحل المشكلة قبل وقوعها بل ننتظر حتى تقع المشكلة ثم نحاول حلها·· وغالباً ما نلجأ لأسلوب المسكنات·· ويضرب خليفة مثالاً على ذلك بقوله أثناء قيادة ميتسو لمنتخب الإمارات قام بتغيير مكان معسكر المنتخب قبل تصفيات كأس العالم وقام بتغيير مواعيد التجمع·· تركنا له الحبل على الغارب·· كان هو المسؤول الأوحد·· لم نشكل عليه أي رقابة·· أنا من أنصار أنه إذا وضعنا أي شخص تحت رقابة يكون إبداعه أكثر·· وإذا كانت كل أمورنا الإدارية والوظيفية موضوعة تحت رقابة لماذا نستثني الجهاز الفني! قلت له كيف تكون الرقابة قال: من أناس فنيين يتم اختيارهم بعناية وعن كفاءة·· لا يتم اختيارهم فقط لأنهم يسايرون الوضع·· أو لأنهم منتمون لمجموعة معينة·· صدقني هذا يحدث للأسف الشديد وهذه مشكلة·· نعود لميتسو ونقول لقد خلق مشكلة وهو يعمل وأنا شخصياً حذرت أنه يمهد للرحيل·· فهل واجه اتحاد الكرة المشكلة قبل أن تحدث! للأسف لم نتحرك إلا بعد أن تركنا وراح! ولأننا نتصرف هكذا بلا تخطيط وبلا مقدمات·· فلقد أصبحت الرياضة بالنسبة للمسؤولين ليست في مجال اهتماماتهم الأولى·· أي الرياضة ليست في أولويات المسؤول·· رغم أنه هناك مقولة رياضية معروفة تقول ''أكثر من بناء المنشآت الرياضية تقلل من بناء المستشفيات''· ويقول خليفة هناك شق آخر من المشكلة الإدارية يتعلق بالأندية·· فهناك بعض الأندية يذهب فيها مجهود اللاعب المثالي لمصلحة ناديه على حساب المنتخب! وحتى أكون منصفاً ودقيقاً أقول إن ذلك يتم بصورة غير علنية·· أي أنه غير معلن·· لكن بعض الأندية تتبع ذلك! الأغلبية من الأندية لا تجاهر بهذا الإحساس·· لكن هذا الإحساس أصبح معروفاً ومقبولاً عند اللاعب·· وبناء عليه فليس من المستغرب أن تكون إنتاجية اللاعب في ناديه أكثر بكثير من المنتخب! وبمزيد من التوضيح يقول خليفة سليمان·· لا أحد في الأندية يقول صراحة للاعبيه لا تذهبوا للمنتخب لكن هناك تسريب يقصد به إحساس اللاعب بأن لياقته لن تتطور إلا في ناديه·· وهذا التسريب يؤدي لاشعوريا إلى إساءة علاقة اللاعب بالمنتخب حتى لو كان يؤدي!·· هل سمعت مرة أن هناك مسؤولاً وجه نقداً للاعبيه بعد عوتهم من المنتخب·· أتحدى أن يكون ذلك قد حدث ولو مرة واحدة لكن العكس هو الذي يحدث فالمنتخب هو الذي يلام عندما يصاب اللاعب وعندما تقل لياقته وهكذا·· وهذه الأشياء تتسرب لعقول اللاعبين وتؤدي إلى الحالة التي نشاهدها جميعاً ونعرفها جميعاً! وحتى لا نقع في فخ التعميم أقول إن هناك لاعبين لا يفعلون ذلك بل يشكرون المنتخب ويحافظون على أنفسهم خارج الملعب·· لأن التجهيز للمباراة لا يتم فقط من الوحدات التدريبية·· بل الحفاظ على النفس دون رقيب أمانة وأقول هذه هي الأمانة وهذا هو الانتماء! قل لي ما هو السبب! ويختم خليفة سليمان حواره معنا بقوله بقيت نقطة مهمة وهي اتخاذ قرارات مهمة أو مصيرية أو إلغاء قرارات في نفس الوقت·· نقول إن ذلك يتم أحياناً دون أن نقول للناس الأسباب! وعندما يسألوننا لا نعرف الإجابة ونتذرع بالمسؤولين ونقول إن الجماعة يريدون ذلك·· ونحن نقول إننا نرفض ذلك حتى من المسؤول نفسه·· ونرفض اختباء البعض في جلباب المسؤولين! على سبيل المثال لا الحصر من الذي جاء بقرار اللاعب الأجنبي الثالث ولماذا·· حتى الآن لا نعرف وهذا لا يليق! إذا كان هناك بديل جاهز أطالب برحيل دومينيك فوراً سألت خليفة سليمان سؤالاً محدداً يقول هل يرحل دومينيك أم يبقى؟ قال: يرحل على الفور بشرط أن يكون لدينا البديل الجاهز، حتى لوكان مواطناً؟ بالتأكيد حتى لوكان مواطناً بشرط أن نلغي مفهوم مدرب الطوارئ من عقول الجميع·· من المدرب نفسه ومن اللاعبين ومن الشارع الرياضي الكبير·· هل تريد الصراحة- يقول خليفة- لقد سئمنا·· لقد كرهنا مصطلح المدرب المواطن لأنه يفقدنا الثقة في أنفسنا·· ويا ليت نلغي من قاموسنا هذا المصطلح حتى نريح ونستريح! قلت له إن الخبير الإيطالي رومي جاي قال إنه مع الخبرة العربية في هذا التوقيت الفاصل بين الهواية والاحتراف·· لأنه توقيت العقلية·· فقال أنا معه ولكن دون أن تأخذنا العاطفة·· علينا أن نختار الكفاءة وإبعاد كل السماسرة عن الموضوع·· ويجب أن لا يكون القرار عند شخص واحد حتى لو كان رئيس الاتحاد! ولان الشيء بالشيء يذكر ففي مسائل التدريب يجب أن يقول المجلس كله رأيه·· ويجب أن نناقش أيضاً اختيارات أي مدرب للاعبين لأنه على حد علمي هناك مجاملات في الاختيار لبعض الفرق الكبيرة· اللاعبون ضحية المعيشة المرفهة!! قلت لخليفة سليمان هل هناك من يدين اللاعبين··؟ قال هذا الجيل ضحية الوفرة·· ضحية الرفاهية·· ضحية ''الاتكالية'' التي أصبحنا عليها نحن أبناء الإمارات·· فالذي عنده والذي ليس عنده يوجد في بيته ''3 بشاكير'' علمونا الاتكالية والاعتماد على الغير·· والواحد فينا لا يفعل شيئا أكثر من ''ضرب'' الفرشاة في اسنانه عندما يستيقظ·· وحتى هذه لو وجدنا فيها اتكالية لفعلنا·· لقد أصبح حالنا حال·· ولابد أن ينعكس ذلك على الملعب·· هل تعلم لماذا ذهبنا لكأس العالم لأنه جيل مختلف جيل السبعينات الذي نشأ على الشدة والقوة وعدم الدلع! هل تريد حلاً لهذا الجيل·· ليس امامه سوى الاحتراف خارج الحدود لكنه لن يفعل·· هل تعرف لماذا·· لأن الحياة في الإمارات حلوة وجميلة ومريحة! ليست لدينا حرية صحافة والعيب في المجتمع والصحفيين ! طلب خليفة الحديث عن حرية الصحافة الرياضية في الإمارات فقال للأسف ليس عندنا حرية صحافة بالمعنى المعروف·· فهناك قضايا وأخبار لا نقترب منها لا من بعيد ولا من قريب·· وسألته من المسؤول المجتمع أم الصحفي فقال المجتمع في المقام الأول وفي المقام الثاني الصحفي نفسه·· ثم قال أعلم أن هناك محاولات لكنها غير كافية·· وأعلم أن هناك من دفع الثمن وفقد وظيفته لكني أهيب بالمجتمع أن يساعد في هذا الاتجاه وعلى الصحفي أيضا أن يدرك أن الحرية لا توهب بل تنتزع! أتفق مع عيسى على فكرة الحوار المسؤول وأختلف مع غراب! قال خليفة سليمان أتفق مع أحمد عيسى ''الأستاذ'' فيما طرحه من حاجتنا لحوار مسؤول على طاولة اتحاد كرة القدم لأن ذلك في مضمونه رقابة مهمة على العمل لكني أختلف مع محمد مطر غراب عندما قال إن عقلية اللاعبين بدأت في التغير من 4 أشهر وأقول له إن العقلية بدأت تتغير من 4 سنين وليس شهوراً وقال على سبيل المثال فإن منتخب الشباب الذي تأهل بجدارة إلى كأس العالم بدأ بإعداده من 4 سنين، وكنت أحد المشاركين في إعداده، وبالمناسبة فلم يتغير جهازيه الإداري أو الفني من وقتها حتى الآن·· حتى المدرب مهدي عندما تولى المسؤولية بدلا من جمعة ربيع كان مهدي من نفس الجهاز·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©