أبواب الريح يصور في مدينة إيطالية بتونس

تم بتونس خلال الأشهر الماضية تصوير فيلم ايطالي ضخم يحمل عنوان ''ابواب الريح''، تبلغ ميزانيته أكثر من 25 مليون يورو، وهو من إخراج جيوزيني تورناتوري، الذي يعد أحد كبار وأشهر المخرجين الايطاليين، ويشارك في إنتاجه التونسي طارق بن عمار الذي يملك شركات كبرى للإنتاج السينمائي والتلفزيوني في فرنسا وايطاليا وتونس· لقد تم بمصنع مهجور للانابيب إنشاء ديكور لمدينة ايطالية بأكملها، بأحيائها، وشوارعها، ومنازلها، ومقاهيها تكلف وحده 6 مليون دولار· ويروي فيلم ''ابواب الريح'' الذي من المنتظر عرضه في مهرجان ''كان'' القادم قصّة واقعية لأسرة المخرج الايطالي نفسه التي عاشت في مدينة ''باريا'' بجزيرة صقلية في ظل هيمنة عصابات المافيا، ويتخلل ذلك قصة حب على خلفية اوضاع سياسية واجتماعية مرت بها ايطاليا، كما يكشف الفيلم عن الكثير من خفايا أخطبوط المافيا في الفترة الممتدة بين 1930 و·1970 ويصور فترة حاسمة من التاريخ الاجتماعي والسياسي الايطالي· وحرص المخرج نورتاتوري الذي يعد أحد أبرز السينمائيين في العالم، باتفاق مع المنتج طارق بن عمار على ان يكون الديكور الذي تم تصميمه مشابها تماما للمدينة الايطالية التي تجري بها الاحداث· وفعلا فقد تم تصميم شارع على امتداد نصف كيلومتر بأكمله مطابقا تماما للشارع الموجود في المدينة الاصلية التي تجري بها احداث الفيلم· والمخرج الايطالي (51 عاما) متحصل على 25 جائزة دولية من أهمها جائزة اوسكار أفضل فيلم أجنبي عام 1989 عن فيلمه: ''سينما باراديزو''، ومن آخر أفلامه شريط ''المجهولة''، ويروي قصة امرأة من أوكرانيا لها ماض قاس ومرعب هاجرت الى إيطاليا بحثا عن السعادة ولكنها عرفت معاناة مرة وعاشت ظروفا صعبة في ايطاليا· ومن بين اهم الاسباب التي تشجع المنتجين والسينمائيين الغربيين على تصوير افلامهم بتونس او بالمغرب او بمصر هي رخص التكلفة مقارنة بالتكلفة في اوروبا أو الولايات المتحدة الاميركية· فالديكور الذي أنجزه التونسيون للفيلم الايطالي: ''أبواب الريح'' تكلف عشرات المرات أرخص مما لو تم انجازه في ايطاليا· كما يتم عند تصوير الافلام الاجنبية بتونس الاستعانة بعدد من التقنيين والفنيين التونسيين المختصين في الاضاءة والتقاط الصوت مثلا اعتبارا لخبرتهم ومهارتهم ولتكلفتهم التي تقل عن تكلفة نظرائهم من الاوروبيين· كما انه يتم تشريك بعض الممثلين التونسيين في أدوار ثانوية وهو ما يكسبهم تجربة باحتكاكهم مع نجوم عالميين ومخرجين مشهورين· وفي فيلم ''أبواب الريح'' تم تشريك 12000 كومبارس· ويخضع تصوير الافلام الاجنبية في تونس لترتيبات وقوانين من بينها ضرورة تسليم وزارة الثقافة والمحافظة على التراث نسخة من سيناريو الفيلم المزمع تصويره وذلك من باب الحيطة حتى لا يتم تصوير أفلام مسيئة للحضارة العربية أو للدين·