الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

أنقرة توقف 9 أشخاص في التفجيرات وتؤكد صلتهم بدمشق

أنقرة توقف 9 أشخاص في التفجيرات وتؤكد صلتهم بدمشق
13 مايو 2013 16:06
عواصم (وكالات) - أكدت السلطات التركية أمس، ارتفاع ضحايا التفجيرين الإرهابيين اللذين نفذا بسيارتين مفخختين في مدينة الريحانية التركية قرب الحدود السورية، ارتفع إلى 46 قتيلاً ونحو 100 جريح، وأعلنت أنها اعتقلت 9 أشخاص كلهم أتراك من منظمة يسارية على صلة بالاستخبارات السورية، مشيرة إلى إدلاء بعضهم باعترافات. من جهته، نفى وزير الإعلام السوري عمران الزعبي، ضلوع بلاده في الاعتداء، محملاً الحكومة التركية المسؤولية، وطالب رئيسها رجب طيب أردوغان بـ «التنحي كقاتل وسفاح ليس من حقه أبداً أن يبني أمجاده على دماء الأتراك والسوريين». في الأثناء، حذر أردوغان من أن نظام دمشق يحاول جر تركيا إلى «سيناريو كارثي»، داعياً شعبه إلى «التنبه وضبط النفس في مواجهة أي استفزاز يهدف لجر البلاد للمستنقع السوري». في حين قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إن «صمت العالم» إزاء النزاع السوري هو السبب في هذا العمل الإرهابي الوحشي، مشدداً على أن الاعتداء يحمل بصمات منفذي مجزرة بانياس السورية منذ نحو أسبوعين، وأن منفذيه «سيدفعون الثمن» من أينما أتوا، مؤكداً أن أنقرة تحتفظ بالحق في اتخاذ «كل أنواع الإجراءات». وغداة الاعتداء الدامي الذي أثار المخاوف من توسع رقعة النزاع السوري، أعلن نائب رئيس الوزراء التركي بشير اتالاي أن الأشخاص التسعة الذين تم اعتقالهم على ذمة التفجير، وكلهم أتراك ينتمون إلى «منظمة إرهابية على اتصال مع أجهزة الاستخبارات السورية»، مضيفاً أن بعضهم أدلى «باعترافات». وقال اتالاي أيضاً أن 38 من القتلى الـ46 تم التعرف إلى هوياتهم وبينهم 35 تركياً و3 سوريين. وكان وزير الداخلية التركية معمر غولر أعن عقب ساعات من وقوع التفجيرين أمس الأول، أن المسؤولين عن الاعتداء في الريحانية حيث يقيم العديد من اللاجئين السوريين، «على علاقة بمنظمات تدعم النظام السوري وأجهزة مخابراته». وأوضح اتالاي أن منفذي الهجوم لم يأتوا من الجهة الأخرى من الحدود، بل كانوا موجودين في تركيا. وأمس، رفض غولر الإدلاء بمزيد من المعلومات حول هوية المشتبه بهم وطبيعة مجموعتهم، لكنه قال إنهم ناشطون «نعرف أسماءهم وأنشطتهم واتصالاتهم الوثيقة بنظام دمشق. وأضاف «لقد كشفنا هويات هؤلاء المنظمين والذين قاموا بعمليات الاستطلاع والذين أودعوا السيارات». من جهته، أكد رئيس الوزراء التركي أمس، أن النظام السوري يحاول جر تركيا إلى «سيناريو كارثي» عبر هجمات منها ما شهدته بلدة الريحانية. وأضاف أردوغان خلال لقاء في اسطنبول، «أنهم يريدون جرنا إلى سيناريو كارثي» داعياً الشعب إلى «التنبه وضبط النفس في مواجهة أي استفزاز يهدف إلى جر تركيا إلى المستنقع السوري». من جهته، أكد وزير الخارجية التركي خلال مؤتمر صحفي في برلين أمس، أنه حان الوقت ليتخذ المجتمع الدولي إجراءات تجاه النظام السورية. وأشار داود أوغلو إلى أن النزاع السوري بات يهدد تركيا والدول المجاورة أكثر فأكثر، قائلاً إن «صمت العالم حيال النزاع في سوريا هو السبب في العمل الإرهابي الوحشي» الذي حصد العشرات قرب الحدود التركية السورية. وشدد داود أوغلو في برلين على أن «الهجوم الأخير يظهر كيف تتحول شرارة إلى حريق عندما يظل المجتمع الدولي صامتاً ويفشل مجلس الأمن الدولي في التحرك». وأضاف «من غير المقبول أن يدفع الشعبان السوري والتركي ثمن ذلك». ووصف الوزير هذا الهجوم بأنه انتهاك لـ«الخط الأحمر» الذي وضعته تركيا وقال «حان الوقت لأن يتخذ المجتمع الدولي موقفاً مشتركاً ضد النظام السوري فوراً ودون أي تأخير». كما دعا داود أوغلو إلى إطلاق «مبادرة عاجلة ودبلوماسية تهدف إلى تحقيق النتائج»، للعثور على حل للأزمة السورية، مضيفاً أن «تركيا لديها الحق في القيام بأي إجراء» رداً على تفجيرات الريحانية. قال لصحفيين في برلين إن «مرتكبي التفجير سيدفعون ثمن فعلتهم، سواء أتوا من داخل البلاد أم من خارجها». ولدى سؤاله بشأن ضرورة الدعوة إلى تحرك حلف شمال الأطلسي قال داود أوغلو «ذلك ليس ضرورياً في الوقت الحاضر». وفي تلميح ضمني إلى حلفاء النظام السوري بمن فيهم طهران، قال الوزير التركي «دعونا على الدوام أولئك الذين يدعمون النظام السوري إلى عدم التحالف مع الذين يرتكبون جريمة ضد الإنسانية». وشدد الوزير التركي على أن بلاده لن تغير في سياستها لناحية إيواء اللاجئين السوريين، مؤكداً أن «كل من يلجأ إلى هنا هو ضيفنا». في الأثناء، تزايدت الانتقادات في الصحافة التركية ولدى المعارضة حول سياسة دعم المعارضة السورية واستقبال اللاجئين السوريين. وقال كاتب الافتتاحية كان دوندار في صحيفة «ميلييت» أمس «يبدو أن تركيا تغرق في المستنقع السوري...منذ أشهر أصبحت طرفاً في هذه الحرب الأهلية عبر دعمها المعارضة مباشرة». وأضاف «كان يفترض بالحكومة أن تتوقع رد فعل دمشق وأن تتخذ الإجراءات اللازمة لحماية السكان». من جهته اعتبر اورهان بورسلي في صحيفة «جمهورييت» المعارضة أن «هذه المجزرة هي نتيجة السياسات الحربية للسلطة التركية». من جانبه دعا زعيم المعارضة الاشتراكية-الديمقراطية كمال كيليجار أوغلو الحكومة إلى «إعادة النظر في سياستها الخارجية». كما حذر عبد الحميد بيليشي الكاتب في صحيفة «زمان» المقربة من الحكومة من «أننا نخوض حرباً غير معلنة مع سوريا التي لدينا حدود معها تبلغ 910 كلم. يمكن في كل لحظة أن نكون في مواجهة هجمات أسوأ من هذا». وفي الريحانية حيث جرى دفن أولى الضحايا أمس، كان التوتر شديداً بين السكان وعدد من السوريين المقيمين في المدينة وفي مخيم قريب للاجئين، مما استدعى نشر الشرطة حول عدد من المخيمات. وقال أحد السكان ويدعى أحمد كسكين«نريد فقط أن يرحلوا، لم يكن ليحصل أي شيء من هذا القبيل لو لم يكونوا هنا». وأمس الأول، اضطرت الشرطة لإطلاق النار في الهواء لتفريق مجموعات شبان أرادت مهاجمة سوريين. إلى ذلك، نفت دمشق أمس، الاتهامات التركية لها بالوقوف خلف التفجيرين بسيارتين مفخختين، وذلك بحسب تصريحات لوزير الإعلام السوري عمران الزعبي. وقال الزعبي «منذ مئة عام لدينا مشاكل مع تركيا ولم تقدم سوريا بكل حكوماتها وجيشها وأجهزتها على سلوك هكذا تصرف أو فعل ليس لأننا لا نستطيع، بل لأن تربيتنا وأخلاقنا وسلوكنا وقيمنا لا تسمح»، وذلك بحسب تصريحات نقلها التلفزيون الرسمي. وأضاف وزير الإعلام أن «ليس من حق أحد أن يطلق اتهامات جزافاً»، مشيراً إلى أن «وزير الداخلية التركي يقول إن الاتهام موجه إلى سوريا وسوف نثبت عندما نصل إلى أدلة». أضاف أن الأخير «يطلق اتهامات ثم يريد أن يبحث عن أدلة..بمعنى آخر يريد أن يصنع أدلة». وحمل الزعبي الحكومة التركية «المسؤولية الكاملة عما حدث»، مشيراً إلى أنها ورئيسها أردوغان والوزراء ولا سيما وزير الداخلية «يتحملون مسؤولية مباشرة سياسية وأخلاقية تجاه الشعب التركي والمنطقة وتجاه الشعب السوري والعالم»، مطالباً إياهم بالتنحي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©