الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محمد الشامسي: اقتنائي للسيارات الكلاسيكية «هواية» تحوّلت إلى احتراف

محمد الشامسي: اقتنائي للسيارات الكلاسيكية «هواية» تحوّلت إلى احتراف
16 مايو 2011 20:01
بات العالم صغيراً ولم يعد هواة جمع واقتناء السيارات الكلاسيكية القديمة يعانون في البحث عنها لشرائها.. فمن خلال كبسة زر على المواقع المخصصة لهذه السيارات على الإنترنت، يطالع الهاوي أو المحترف المتوفر في السوق فيعاين ويطلب ويشحن السيارة التي يريد.. ولكن هذا لا يعني أن هذه السيارات لم تعد نادرة أو أنها فقدت قيمتها لسهولة البحث عنها.. بل على العكس، فقد تزيد قيمتها مع مرور الزمن وبفعل التقادم وبمدى العناية بها إلى درجة تبدو فيها أنها خرجت لتوّها من المصنع الذي جمّع قطعها واعتنى بمحرّكها كي تسير كأنها عروساً على الطريق. ويعد محمد سالم الشامسي عاشقا للسيارات الكلاسيكية، فامتلاكها واقتناؤها من هواياته القديمة والمفضلة. بدأ اهتمام محمد سالم الشامسي بالسيارات الكلاسيكية منذ بداية نشأته، ويقول “هي هواية قديمة لديّ ولكن بوسعي القول إنني تعاملت مع هذه الهواية بجدية منذ العام 1974، والبدايات كانت صعبة في البحث والتقصّي لإيجاد السيارة التي تستحق أن نعمل عليها ونعيدها كما كانت لدى خروجها من المصنع من دون إدخال قطع حديثة عليها كما يفعل البعض. واليوم بات العالم بالفعل صغيراً بواسطة شبكة الإنترنت وبات الأمر أسهل ولم أعد أحتاج إلى السفر والبحث”. ليست باهظة الثمن ويشير الشامسي إلى أنه واحد من ضمن مجموعة تعرّف أعضاؤها على بعضهم البعض بفضل هواية شراء السيارات الكلاسيكية القديمة وتحسين حالتها كي تبدو جديدة. وعدد هؤلاء نحو ستة إلى سبعة أشخاص من الإمارات، يتواصلون دائماً ويساعدون بعضهم البعض، خصوصاً أن هواية الشامسي في جمع السيارات القديمة وإصراره على تحسينها بالقطع الأصلية من دون إدخال أي قطع حديثة عليها، جعله ومن دون أن يدري، شيئا فشيئاً، جامعا للقطع الأصلية للسيارات الكلاسيكية على السواء. ولا يحب الشامسي القول بأن السيارات الكلاسيكية القديمة باهظة الثمن، ويقول “نحن لا نقول عنها أنها باهظة الثمن، إنما لها قيمة تاريخية”. وهو لا يتعامل مع هوايته بأسلوب تجاري بمعنى أنه لا يدخل في سوق البيع والشراء كمهنة، إنما يتابع هوايته ويدفع من جيبه لأجلها، وبطبيعة الحال يتوصل إلى إضافة قيمة على السيارة التي يقتنيها حين يعمل على تصليحها مصرّاً على عدم استخدام قطع إلا تلك الأصلية، ولكن إذا رغب أحد أقاربه بشراء سيارته لا يمانع ويضع كلفة عمله والقطع وما دفعه لهذه السيارة من دون أن يبالغ في الثمن. مشاركات في المعارض ويقول “بعض الأصحاب وبعض الأقارب يطلبون استخدام السيارات الكلاسيكية التي أقتنيها، ولا أمانع أبداً. وأنا أعتبر نفسي هاوٍ ولا أدخل المجال تجارياً. ولكن كوني بت اقتني أيضاً قطعاً أصلية لهذه السيارات تلجأ إليّ بعض الشركات ليشتروا ما يحتاجون إليه ممّا جمعته، وأحياناً يطلبون منّي عرض سيارة كلاسيكية أمتلكها في معارضهم التي ينظّمونها، فأفعل ذلك”. وتعد بريطانيا وأميركا وهولندا، هي البلدان التي يبحث فيها الشامسي عن السيارات التي يهوى اقتناءها وعن القطع الأصلية لها. يقول “كون الإمارات دولة حديثة، فمن الصعب أن يتوفّر لي ما أحتاج إليه في السوق هنا، فألجأ إلى هذه البلدان وأجد في الغالب ما أريده، ولكن هذا لا يعني أن الأمر يتمّ بسهولة، فبعض السيارات تحتاج فعلياً إلى أربع سنوات أو أكثر ليكتمل العمل عليها، فأنا أعتني بالهيكل والمحرّك وكل شيء وصولاً إلى الفرش الداخلي”. سياراته في السينما ولا يعتبر الشامسي أن السيارة لكلاسيكية قديمة إلا إذا كانت بكل ما فيها أصليا ويعود للتاريخ نفسه، أي من “المصدّع الأمامي إلى المصدّع الخلفي، من فرش ومحرّك وهيكل.. وسواها من الإكسسوارات”، ويرى أن ثمة الكثيرين الذين يعملون على قطع غير أصلية ويسمّون سياراتهم كلاسيكية قديمة فيما هو يعتبرها محدّثة وغير أصلية، وسيارته المرسيدس موديل العام 1972 وسيارتا اللاندروفر اللتان تعودان إلى العام 1954، هي أصلية بكل التصليحات التي أحدثت عليها. ويقول لدي سيارة لاند روفر 1954 سلسلة 1، استغرق العمل عليها مدة أربع سنوات، بين شحن وبحث عن قطع أصلية وشرائها والعمل على الميكانيكية والهيكل والفرش. وهناك ثمن السيارة لدى الشراء والشحن إلى الإمارات، وثمن تصليحها بالمواصفات التي لا يتنازل فيها قيد أنملة، فتصبح السيارة ذات قيمة أعلى وبرأيه لا تثمّن لأنها لديه هواية وليست للتجارة. ويقول “الذين يعملون على السيارات الكلاسيكية القديمة يعرفون تماماً كيف نحوّلها من “خردة” إلى سيارة جميلة.. وأكثر من ذلك سيارة صالحة للاستعمال”، غير أن الشامسي لا يحبّ أن يجوب بسياراته الكلاسيكية القديمة في الشوارع، ويكفيه أنه يقتنيها ويعتني بها.. وهذا لا يمنع أنه يقرضها للأقارب إذا طلبوا إحداها لمناسبة معيّنة، كما طلب منه مرة استخدامها في برنامج تلفزيوني ووافق، ولكن إلى اليوم لم يطلب منه أحد استخدام سياراته لفيلم أو مسلسل تلفزيوني، ولكنّه لا يمانع إذا ما احتاج أحد المنتجين إلى استخدامها. شكوى زوجتي ولكن الشامسي يلاحظ أن بعض المسلسلات التي يفترض أنها تحكي عن فترة تاريخية معيّنة، قد تستخدم فيها سيارات أحدث من تاريخ المسلسل المفترض، وهو يلتقط ذلك مباشرة لدى مشاهدته للمسلسل، ويقول “يصبح هاوي جمع واقتناء السيارات الكلاسيكية القديمة خبيراً في تحديد أنواع السيارات وموديلاتها وتاريخ صنعها”. ويعمل الشامسي حالياً على سيارة مرسيدس “كوبيه” تعود إلى العام 1966، وقد استغرق العمل على اصلاح السيارة وإعادتها إلى حالة متألقة سنتين، ولا تزال تحتاج إلى المزيد من الجهد والوقت، وهو يتعامل مع كاراجات التصليح التي تعوّد عليها ويعرفون أنه لا يقبل إلا باستبدال القطع بقطع أصلية وهو من يأتي لهم بهذه القطع وإن استغرق الأمر بعض الوقت للبحث وإيجاد هذه القطع مع طلبها وشحنها. أما تشطيب السيارة والعمل عليها من الداخل، فهذا من اختصاصه، ويهوى أن يقوم بهذه المهمّة بنفسه. ولا شك أن هذه الهواية تأخذ من وقته وماله، ويضحك قائلاً “أسمع الشكوى من زوجتي في بعض الأحيان لاستغراقي في هذه الهواية. ولكنّها تعرف كم تعني هذه السيارات الكلاسيكية القديمة لي، وكم هي قيمتها التاريخية عالية”. في انتظار الـ «كوبيه» يوزّع محمد سالم الشامسي السيارات الكلاسيكية القديمة التي يقتنيها بين أبوظبي والعين، وفي غالب الأحيان يدع سيارتين في بيته في أبوظبي، ولكنّه ومن أجل المقابلة مع “الاتحاد”، أتى بسيارات أخرى لتصويرها وهو يركّز في هوايته على نوعين من السيارات الكلاسيكية هما المرسيدس واللاند روفر.. ونحن في انتظار انتهائه من العمل على سيارته المرسيدس الـ”كوبيه” كي يكون لنا حولها لقاء آخر.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©