الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الأكياس البلاستيكية» تدمر البيئة وتصيب الإنسان بالأمراض الخبيثة

«الأكياس البلاستيكية» تدمر البيئة وتصيب الإنسان بالأمراض الخبيثة
16 مايو 2011 20:02
تتواصل الحملات الإعلانية المضادة لاستخدام الأكياس البلاستيكية في الأسواق والجمعيات التعاونية، وغيرها من المحال التجارية، وذلك مع تفاقم خطورتها على البيئة والكائنات الحية على حدّ سواء، باعتبارها الوسيلة الأكثر شيوعاً واستخداماً من قبل الأفراد لحمل مشترياتهم وأغراضهم. وتشير نتائج الدراسات والأبحاث إلى أن الاستعمال المتزايد لهذه الأكياس، والتخلص منها في ‏‏القمامة العادية، ثم حرقها، ينتج عنها تصاعد العديد من المركبات الكيماوية السامة صعبة التحلل، وأخطرها ‏مادة “الديوكسين” المحرّمة دولياً، كما تبين وجود علاقة بين حرقها والإصابة بأمراض السرطان والجهاز التنفسي. وترجع خطورة استخدام أكياس البلاستيك للمادة الكيميائية التي تدخل في تركيبتها والتي تتفاعل مع المواد الغذائية وتتجانس مع الطعام، ما يعني ذوبان المواد الضارة في الغذاء، وقد أثبتت الدراسات أنها تتسبب في الإصابة بمرض السرطان، خصوصاً إذا ما تم تكرار استخدامها يومياً، كما أن الحفظ المتكرر للطعام بأكياس البلاستيك يؤدي لوجود متبقيات من مادة البلاستيك في دم الإنسان والتي تعتبر مسبباً أساسياً للأمراض الخبيثة. إلى ذلك، فإن أكياس البلاستيك تحتوي على مواد هيدروكربونية، وهي أحد منتجات البترول، وتحمل في طياتها بعض العناصر الثقيلة والخطرة التي تسبب أمراضاً للإنسان، خصوصاً إذا تعرضت لظروف مناخية شديدة، مثل الحرارة والرطوبة، لذلك ينصح بعدم شرب الشاي والقهوة في الأكواب البلاستيكية، والاستعاضة عنها بالورقية. أما بالنسبة لتأثيرها على البيئة، فيشير خبراء بيئيون إلى أن من عيوب هذه الأكياس أنها “بطيئة التحلل”، وتحتاج ما بين 400 و1000 عام كي تتحلل وتمتصها التربة، ما يجعلها تكوِّن وسطاً ضاراً بالبيئة تتولد فيه البكتيريا والميكروبات، كما أنها عندما تتفاعل مع بعض العناصر الكيميائية، خصوصاً في مدافن النفايات، قد تتسرب هذه المركبات إلى المياه الجوفية وتسبب مشاكل في البيئة المحيطة بها. وتشكل الأكياس البلاستيكية خطراً على البيئة البحرية أيضاً، حيث تلتف حول الشعاب المرجانية، ما يحرمها من ضوء الشمس ومن التيارات المائية المتجددة الداخلة والخارجة منها وإليها والتي تحمل لها الطعام والأكسجين، الأمر الذي يؤدي بالتالي إلى موتها، فضلاً عن ضررها على الحيوانات البرية والبحرية التي تتناولها، حيث تبين أن نحو 100 ألف حيوان بحري تموت سنوياً نتيجة ابتلاعها بطريق الخطأ، اعتقاداً منها أنها حبار أو قنديل بحر. ومن جانبها، فقد حذرت بلدية أبوظبي وتخطيط المدن من أضرار استخدام الأكياس البلاستيكية في احتياجات المنزل، وقالت في دراسة أعدتها إن جميع أنواع المواد المستخدمة في تصنيع البلاستيك تستخلص من مشتقات النفط المختلفة، خاصة التي تستخدم في صناعة الأثاث والملابس الشتوية وتوصيلات الكابلات وأغراض صناعة السيارات، مثل البطاريات والصحون، كما أن جميع أنواعها مصنعة من مشتقات البترول، وهي طاقة غير قابلة للتجدد، وعليه فإن إنتاج الكميات المحولة من الأكياس يعتبر هدراً للطاقة. وفي إطار الجهود المبذولة للحدّ من استعمال الأكياس البلاستيكية، فقد خطت بعض المحال التجارية خطوات جادة للحد من استخدام الأكياس البلاستيكية تمثل بإطلاق “أكياس صديقة البيئة”، وذلك لخفض انبعاث الغازات الناتجة عن الاحتباس الحراري بنسبة 20%. ويقدر الخبراء استهلاك الأكياس البلاستيكية بنحو 500 مليار كيس سنوياً، يستهلك العرب منها نحو 25 ملياراً، وفي الإمارات تبلغ حصة استهلاكها أكثر من مليار، وقد أدى ذلك لنفوق أكثر من 200 نوع من مختلف أسماك البحر والفقمات والسلاحف والحيتان بفعل اختناقها بالأكياس البلاستيكية، كما أدت إلى نفوق أعداد كبيرة من الجمال بسبب ابتلاعها لها، ومن هنا فقد تبنت وزارة البيئة والمياه مشروعاً استراتيجياً لتدوير الأكياس البلاستيكية في الدولة يهدف إلى إلغاء الأكياس المستعملة حالياً وتبديلها بأكياس بلاستيكية “صديقة للبيئة”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©