(أبوظبي)
ترتسم على أرض المنطقة الثقافية في جزيرة السعديات، لوحة فنية مستوحاة من الصحراء الإماراتية، تأخذ الزائر إلى رحلة عبر الكثبان الرملية الذهبية التي شكلتها الرياح واكتسبت ألوانها من أشعة الشمس.
فزوار “جناح الإمارات”، الذي يقع بالقرب من منارة السعديات، سيجدون بناء في غاية الروعة صنع من الفولاذ واستوحي تصميمه من الصحراء، ويومض ويغير لون سقفه تحت أشعة الشمس، في وقت يتيح الاستمتاع بالمعارض الفنية والثقافية المتنوعة التي تنظم داخله.
وبُني جناح الإمارات في الأصل في مدينة شنغهاي الصينية للمشاركة في “معرض إكسبو العالمي 2010”، حيث قدم معروضات مختلفة سلطت الضوء على تاريخ الإمارات وتراثها العريق، ثم تم نقله بعد ذلك الى جزيرة السعديات وأعيد تركيبه واكتمل بناؤه في نوفمبر الماضي.
واحتضن الجناح معرض “فن أبوظبي” في نوفمبر الماضي كأول حدث يستضيفه بشكل دائم. ويلقى الجناح اهتماماً عالمياً ومحلياً، حيث تشكل منارة السعديات وجناح الإمارات وجهة ثقافية للسياح في جزيرة السعديات، وذلك للتواصل الثقافي والتبادل الحضاري بين الإمارات والعالم، إضافة الى تشجيع التفاعل بين الناس من مختلف الخلفيات الثقافية، وتقوية الروابط المشتركة فيما بينهم. ونجح الجناح بفضل تصميمه المميز في استقطاب ما يقارب المليوني زائر، وحاز جوائز دولية عدة. وتماشياً مع مبدأ الاستدامة الذي تتبناه الدولة، تمت إعادة بناء الجناح في جزيرة السعديات بأبوظبي تحت إشراف شركة التطوير والاستثمار السياحي.
وتبلغ مساحة الأرض المخصصة للجناح 3200 متر مربع، بينما تبلغ مساحة سطح الجناح 6 آلاف متر مربع.
ويصل ارتفاع مبنى الجناح إلى 23 متراً. وتولت شركة “فوستر آند بارتنرز” تصميم الجناح، وكان مخططاً له منذ البداية أن يتم نقله إلى أبوظبي بعد إكمال مهمته في شنغهاي، لذلك روعي في تصميمه أن يكون قابلاً للتفكيك وإعادة التركيب. ويعد جناح الإمارات الوحيد الذي يتم نقله للعرض في مكان آخر.
ومن ناحية بيئية، لاقى هذا المشروع استحساناً نظراً لتصميمه المستدام الذي يقوم على تقليل امتصاص الحرارة الخارجية.
ويتكوّن سطح الجناح من ألواح مثلثة الشكل تسمح بدخول الإضاءة وتمنع دخول الحرارة، أما الواجهة الشمالية، فتتميز بمساميتها التي تتيح مرور الضوء الطبيعي، بينما تقلل الواجهة الجنوبية الصلبة من وصول أشعة الشمس إلى الداخل. ويعتبر جناح الإمارات، المشروع الأول التابع لشركة التطوير والاستثمار السياحي، الذي يحصل على درجتي لؤلؤ ضمن تصنيف برنامج “استدامة” لتقييم المباني. وتسهم إعادة استخدام مواد البناء نفسها لمبنى الجناح في تقليل النفايات والحد من التأثير السلبي على البيئة. ويوفر الجناح 50% من الطاقة.
عدد اليوم
