الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الاحتراف أولاً وأخيراً

21 يونيو 2018 01:06
في كل مرة تخفق المنتخبات العربية في استحقاقاتها القارية والعالمية تدور الأسطوانة القديمة، حيث الغناء على الاحتراف، والأكاديميات، والمسابقات، ودوريات المدارس، وساحات الحواري، والإدارة الرياضية، وغيرها من الأمور التي مللنا سماعها في الخليج، كما في مصر والمغرب العربي. في عام 2002 ضرب الساحة الرياضية في السعودية زلزال خسارة المنتخب الوطني من منتخب ألمانيا بثمانية أهداف نظيفة في نهائيات كأس العالم التي استضافتها كوريا واليابان، ففتح الجميع أبواب المحاسبة، وعلقوا مشانق النقد، فصدر القرار السامي بتشكيل لجنة تعنى بدراسة وتطوير الرياضة السعودية، وولدت اللجنة الأم لجان أخرى، وبعد سلسلة من المؤتمرات والندوات والاجتماعات والتوصيات انتهت الأمور إلى لا شيء، واستمرت الحال كما كانت عليه. ما حدث في السعودية حدث في غالبية الدول العربية، إن لم يكن جميعها، ولأننا نتقن فن التنظير، على حساب العمل، فكل تلك الأحاديث ذرتها الرياح، فتكررت الأخطاء، واستنسخت الانتكاسات، على الرغم من أن معادلة كرة القدم تبدأ وتنتهي بالاحتراف الذي لم نعرفه حتى الآن، وإن عرفناه فلم تتجاوز معرفتنا به الاسم مجرداً من المضمون. النجم الهولندي يوهان كرويف يصف الاحتراف بأنه أسلوب حياة، فبدونه لا قيمة ولا معنى للرياضة التنافسية، ثم يعلق على حياة لاعب كرة القدم المحترف فيقول: لاعب كرة القدم اليوم بين خيارين، فإما أن يكون محترفاً يمارس الاحتراف بكل معانيه ودلالاته وقيمه، أو فليبقى إلى جانب بيته يركل الكرة في جدرانه على سبيل التسلية. مشكلتنا الكبرى مع الاحتراف أننا لم نعرف أياً من مساراته، فأضعنا الطريق إليه، فالدول العربية ذات القدرات المادية الهائلة سعت إلى تفصيل احتراف على مقاسها وفشلت، وشاطرتها في الفشل الدول الأخرى ذات القدرات المادية الضعيفة، فلا هي التي استطاعت بناء منظومة احترافية لها، ولا هي التي تبنت مشروع تصدير مواهبها للخارج. هذا الواقع الكروي السيئ للكرة العربية، يقابله واقع آخر يحمل ذات المواصفات مع اختلاف نمط العمل، وهو ما أوجد نجاحاً لافتاً، وأعني بذلك تجربة اليابان، سواء في احترافها الداخلي، أو في تصدير مواهبها لأوروبا، وتجارب الدول الأفريقية، مثل نيجيريا وكوت ديفوار والسنغال وغانا التي جعلت من أوروبا بوابتها الكبرى للدخول لعالم الاحتراف. يخطئ من يتصور أن الحضور العربي المخيب في مونديال روسيا كان مفاجئاً، بل هو تجسيد للواقع الفعلي، أما المفاجأة فهي أن تنجح المنتخبات العربية في إحداث اختراق في جدار الواقع، وما عداه فهو قفز على واقع الحال، وطبيعة الأمور، وسيبقى الحال على ما هو عليه حتى يحين موعدها مع الاحتراف الحقيقي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©