طارق الغديري (موسكو)
قرر الاتحاد التونسي لكرة القدم تغيير مقر إقامة منتخب نسور قرطاج بموسكو، قبل يومين من مواجهة بلجيكا ضمن الجولة الثانية للمجموعة السابعة في كاس العالم، وذلك بسبب الزحام المروري الخانق في العاصمة الروسية، وتفادياً لقطع كامل المسافة الفاصلة بين الضاحيتين من أجل الوصول إلى ملعب سبارتاك الذي سيحتضن غداً الحصة التدريبية الأخيرة على أرضية الملعب الذي يستضيف المباراة.
ويغادر الوفد التونسي منتجع «إمبيريال بارك» الذي أقام فيه منذ الوصول إلى موسكو يوم 9 يونيو، وسينتقل للإقامة ليل غدٍ إلى أحد فنادق الضاحية الجنوبية للمدينة، على أن تستمر الإقامة بنفس المكان حتى السادس والعشرين من الشهر الحالي، موعد السفر إلى مدينة سارانسك عاصمة جمهورية موردوفيا لمواجهة المنتخب البنمي، ضمن الجولة الثالثة من منافسات المجموعة السابعة.
وطوى المنتخب التونسي، صفحة مباراة إنجلترا بالعودة من فولجوجراد إلى موسكو وبدء التجهيز لمباراة بلجيكا بعد غدٍ، حيث استأنف تدريباته الفنية على ملعب سترويتال، وركز الجهاز الفني على تصحيح بعض الأخطاء التي ظهرت في المواجهة الماضية أمام إنجلترا، خاصة على مستوى ضعف التنشيط الهجومي، والفشل في الانتقال من الوضعية الدفاعية إلى الهجوم، مما أضعف كثيراً من أداء نسور قرطاج وحرمهم من تهديد مرمى المنافس.
وقرر مدرب المنتخب التونسي إقامة حصة تدريب اليوم مغلقة لتجربة الخطة التي سيواجه بها المنتخب البلجيكي، ومساعدة اللاعبين على استعادة أجواء التركيز ورفع درجة جاهزيتهم للمواجهة المصيرية المقبلة.
ويذكر أن الجماهير التونسية التي شاهدت مباراة تونس وإنجلترا بمدينة فولجوجراد، حرصت على توديع البعثة في المطار بعد المباراة، ورفع المعنويات وتشجيع اللاعبين على تجاوز عثرة البداية، والعمل على تقديم الأفضل في المواجهة المقبلة، الأمر الذي لقي ارتياحاً كبيراً على بعثة المنتخب من لاعبين وجهازين فني وإداري، وعكس الأجواء الإيجابية التي تربط بين المنتخب وجماهيره، والرغبة الكبيرة في ترك صورة مشرفة للكرة التونسية في هذا الحدث الكروي العالمي.
من جانبه، أبدى المدافع التونسي ياسين مرياح، حسرة شديدة على الخسارة أمام المنتخب الإنجليزي في افتتاح المشوار بكاس العالم، قائلاً: الخسارة موجعة بشكل كبير، خاصة أنها جاءت في الدقائق الأخيرة من المباراة، ومن كرة ثابتة.
وأضاف: الانهيار في الدقيقة الأخيرة مرجعه الإرهاق البدني بعد الجهد الكبير الذي بذله اللاعبون طوال اللقاء قائلاً: من فرط التعب لم يعد المخ قادراً على إصدار التوجيه الصحيح للجسم، وهكذا كان جزء من الثانية فقدنا فيه التركيز كافياً لوقوع الهفوة التي تسببت في الهزيمة.
وتحسر ياسين مرياح على البداية المرتبكة في المباراة، وذكر أن هدف إنجلترا الأول ساهم في تحفيز اللاعبين حتى يعودوا في اللعب ويقدموا الأداء الذي تعود عليه أنصارنا، وهو ما كان سبباً في تحقيق التعادل من ركلة جزاء.
وأشار مرياح إلى أن المنتخب التونسي كان أفضل في الشوط الثاني واستطاع أن يوقف الخطر الإنجليزي، الذي كان يهدد المرمى التونسي بلا هوادة، وواصل: بمرور الوقت أصبحنا أحسن تنظيماً في الدفاع ولكن هفوة حسمت نتيجة المباراة لفائدة منتخب الأسود الثلاثة.
ويرى المدافع التونسي بأن اللعب في المستوى العالي لا يسمح بأي خطأ أو تقصير، لأن أي تشتيت للانتباه يكفي لخسارة المواجهة وهو ما حدث للمنتخب التونسي في فولجوجراد.
ورفض مرياح التسليم بأن المنتخب التونسي كان سيئاً في مواجهة إنجلترا، وقال: أنا وزملائي قدمنا كل ما في وسعنا في تلك المباراة، ولكن تفاصيل صغيرة حسمتها.
ووعد المدافع التونسي بتصحيح الصورة في الجولتين المقبلتين، وذلك بالفوز في المباراتين القادمتين أمام المنتخبين البلجيكي والبنمي، مشيراً إلى أن تونس يكفيها فقط الإيمان بحظوظها في هذا المونديال والتقدم أكثر نحو الهجوم وخلق فرص تهديف لحسم المواجهتين لفائدة نسور قرطاج.
عدد اليوم
