السجاد المعاصر يتخطى الأرضيات إلى آفاق البيئة الأنيقة

قطع تحاكي روح العصـر، وتجعل الجمال يفترش مساحة من الفراغ الداخلي، ليطلق فيضاً من الأناقة المعقودة بخطوط الموضة الحديثة في عالم السجاد المعاصر. وتزين أرضيات الغرف والمكاتب. وتضيف تألقاً خاصاً على باقي قطع الديكور المرتبة في المكان. مجموعة ثرية من التصاميم والتشكيلات الفنية المختلفة، تأخذنا للتمعن في طيات هذه القطع الفريدة المكملة لتفاصيل الديكور الداخلي، حيث تمنح الفراغ الذي ستشغله أجواء دافئة، لترسم حكاية الأناقة وتشدو بروعة وجمال ألوانها النابضة بالحياة، عبر الخطوط العريضة والزخارف التي تسير على وتيرة الحداثة، بعد أن قامت العديد من شركات الهندسة الداخلية بالمزج ما بين تقنيات صناعة السجاد التقليدية والحديثة، ولاستلهام مجموعاتها المبدعة من ألوان الموضة المعاصرة وأقمشتها الزاهية. تشير منى مكتبي، مديرة إحدى الشركات العالمية، المعنية بصناعة السجاد المعاصر، إلى أن السجاد عنصر محوري في عالم الهندسة الداخلية، لا يمكن غض الطرف عن دوره وأهميته. تقول مكتبي: السجاد قطعة موجودة في كل المنازل، ووضعها على الأرضيات الداخلية يوفر قدراً من الدفء والفخامة والجمال، ويخلق جواً متكاملاً يولد فيضاً من الأحاسيس الفريدة التي تعكس أناقة التصاميم وسحر الألوان وتنوع الأقمشة. مميزاتها تتابع: يتميز السجاد المعاصر بلغة الحداثة التي نلمسها عبر المزج ما بين تقنيات صناعة السجاد التقليدية منها والحديثة، ووضع الأفكار المستوحاة من تفاصيل التصميم الداخلي للفراغ، لنشكل من قطع السجاد المختلفة أفكاراً جديدة، اعتماداً على ألوانها الحيوية وأقمشتها الراقية وزخرفاتها الأنيقة التي تحدد خطوط الموضة العريضة في عالم السجاد اليوم. تصنع قطع السجاد الحديث بمواصفات وخصائص تمنحها قدراً من القوة والمتانة، فهي عالية المقاومة للتلف، مما ينعكس على قدرتها على الاحتفاظ بشكلها ويرفع مستوى عمرها الاستهلاكي، كما أنها تتميز بإمكانية إنتاج أشكال وأحجام مختلفة وبأطوال مناسبة وفق رغبة الزبون. وترى مكتبي أن نوع الخامة من العوامل المؤثرة على مواصفات المنتج المستخدم في الإماكن والوحدات، ويعتبر اختيار الصوف هو الاختيار الأمثل، حيث تنعكس خواصه الطبيعية والميكانيكية على خواص الأقمشة المنتجة منه، ومنها على ملمس ومظهرية السجاد. وأن هناك بعض الاعتبارات الواجب مراعاتها عند انتقاء السجاد، وتتمثل تلك الخواص من حيث الوزن الإجمالي للوبر الذي تحتويه كل من مساحة أسطح المنسوج، وعادة ما يتناسب وزن الوبرة طردياً مع متانة وتحمل الأقمشة للاجهادات الواقعة عليها سواء التي تتعرض لبعض الأحمال الساكنة أو المتحركة، وأيضاً مدى سمك الوبرة وكثافة العقدة، وهي عادة ما تمثل عدد العقد بالوحدة، والخاصية الأخرى، وهي المتانة، وعادة ما تعبر عن عمر استهلاك السجاد، ويعبر العمر الاستهلاكي عن الزمن اللازم لانفصال الوبرة عن الأرضية، كما تعبر المتانة عن مقدار صمود الوبرة أمام الاحتكاكات الميكانيكية أثناء استعمال سطح قياسي متحرك يحتك مع العينة تحت ضغط معين. وتنتج الأقمشة الوبرية المنسوجة إما وبرة مقلمة أو غير مقلمة، تبعاً لطريقة الإنتاج، ويتصف السجاد الوبري ذو الوبرة المقصوصة بزيادة العمر الاستهلاكي، وتعتبر كثافة وبرة السطح من العوامل الأساسية للمقارنة بين النوعيات المختلفة، ولا يرجع ذلك إلى تأثيرها على المتانة وقوة التحمل فقط، ولكن تأثيرها أيضاً على مظهر المنسوج. كما تعبر كثافة السطح عن العلاقة بين وزن الوبرة وطولها، ويمكن القول إن الأكثر كثافة من المنسوجات الوبرية هو الأطول عمراً، والأفضل مظهراً، وذلك نتيجة زيادة مقدرة الأقمشة على مقاومة الاجهادات والاحتكاك المستمر عليه. وترتبط دقة المفروشات بالطبع مع كثافة الوبرة، حيث يستخدم هذا العمل للتفرقة بين مميزات الأقمشة الوبرية في السجاد. الحفاظ على المظهر أما عنصر المظهر، وهو مؤشر مدى مقاومة الاتساخ والاحتكاك والضوء، بالإضافة إلى سهولة التنظيف، فإنه يوفر عنصر الأمان، نظراً لكونه يتحمل درجات حرارة عالية، وتستخدم خامات عدة للخلط مع الصوف بنسب مختلفة، حسب طبيعة الغرض المطلوب، مثل الاكريلك أو البولستر، وغيرها الكثير، حيث يؤثر نوع الخامة المخلوطة مع الصوف ونسبتها مباشرة على ملمس ومظهر المنتج. اختيار الألوان وتعتبر مكتبي اختيار الألون من الأساسيات المطلوب معرفتها عند اختيار مفروشات الأرضيات، وتقول في ذلك: ترجع أهمية اختيار الألوان إلى مقدرة الألوان على إخفاء البقع والأتربة التي تصيب المنسوجات، مما ينعكس على مظهرها. وعادة ما يسبب استخدام الألوان الساطعة، كالأبيض والأصفر والبرتقالي والأحمر وألوان الباستيل، ظهوراً واضحاً للبقع، وبالتالي يسبب أثراً سيئاً لمظهر المفروشات، خاصة عند استخدام المفروشات السادة. إلى جانب أن اختيار اللون في حاجة إلى استخدام مصادر متعددة للضوء، حيث يؤدي اختلاف مصدرها وشدتها وطبيعتها على اختلاف مظهر المنسوج ولونه. اعتبارات السلامة ويجب أيضاً مراعاة ثبات الألوان المستخدمة ضد طبيعة الاستخدام ومتطلباته، ويعتبر ثبات الألوان ضد السوائل المختلفة والاحتكاك الجاف والرطب، فضلاً عن الثبات ضد المواد المذيبة من العوامل المهمة التي يجب أن تتمتع بها قطع السجاد أو فرش الأرضية. كما لابد من تتوافر فيها خاصية مقاومة الاشتعال، وتستخدم في كثير من الأحيان الخامات الطبيعية، كالقطن أو الألياف الزجاجية، لعمل نسيج الأرضية، مما يقلل من معدل الاشتعال للأقمشة المنتجة. من المواصفات المهمة أيضاً أن تكون مضادة لتكون الكهرباء الاستاتيكية وتتوافر قطع سجاد مصنوعة من الشعيرات الطبيعية في تركيب الظهر ويمكن استخدام مواد كربونية بلصقها على ظهر المفروشات. تأثير إيجابي وتؤكد مكتبي وجود بعض المواصفات الايجابية للمفروشات الأرضية، مثل تقليلها للضوضاء عبر التأثير على قوة التصـادم الصوتي، ومنعه من الانتقال إلى الأجزاء الأخرى من المنزل. كما أنها تعمل على امتصاص الرطوبة، حيث نجد الشعيرات الطبيعية، خاصة في الصوف، لها قدرة كبيرة على امتصاص الرطوبة عند استخدام هذه الشعيرات كوبرة لأقمشة المفروشات، مما يؤثر على مستوى الرطوبة في المكان، بالإضافة إلى أنها تساهم في التقليل من تلوث الهواء، حيث قامت بعض دور الأبحاث بإجراء تجارب لقياس نسبة الغاز خارج وداخل الفراغ الذي يحوي على فرش الأرضية أو السجاد، حيث تبين أن انخفاض نسبة هذا الغاز داخل الفراغ، نتيجة لامتصاصه من خلال أسطح المفروشات النسيجية. العناية بالسجاد تشرح مكتبي بعض أسس العناية بالسجاد، فتقول: تشمل العناية بالسجاد ثلاث مراحل، وهي العناية أثناء الاستخدام، والعناية أثناء التنظيف، والعناية عند التخزين، وترجع درجة الأهمية أثناء العناية تبعاً لنوع الخامة المصنوعة منها، ومن أفضل الطرق التي يعتمد عليها المستهلك هي بطاقة المعلومات التي تعد ضرورية للعناية بالمنسوج مما يكون الأمر واضح وسهل على المستهلك في التعامل مع هذه القطعة. كما لابد على المستهلك أن يكون على دراية تامة بأنواع المنظفات المستخدمة للعناية بالمنتجات النسيجية، وقد نجد أن بعض المستهلكين يضيفون مواد منوعة للنسيج تعمل على تحسين من ملمسه، ولكنه يسبب مشاكل عدة كونه يقلل من خاصية الامتصاص مما يؤثر على الأقمشة المجهزة ضد الاشتعال ويمنحها ملمساً زيتياً. وهناك بعض العوامل التي تسرع من قدم الألياف والخامات النسيجية والعمر الاستهلاكي له، منها ضوء الشمس والرطوبة ودرجة الحرارة.