هالة الخياط (أبوظبي)
تنفذ حكومة أبوظبي خطة استراتيجية لمعالجة وإعادة استخدام كامل مياه الصرف الصحي لأغراض ري الغابات والمزارع والحدائق بحلول عام 2018، وذلك من خلال تنفيذ مشاريع لتأسيس خطوط أنابيب نقل مياه الصرف الصحي المعالجة.
تأتي الخطة في سبيل ترشيد استخدام المياه الجوفية والحدّ من استنزافها، وسيتولى تنفيذها عدد من الهيئات الحكومية في أبوظبي، ممثلة في هيئة البيئة في أبوظبي، شركة أبوظبي لخدمات الصرف الصحي، هيئة مياه وكهرباء أبوظبي، البلديات في إمارة أبوظبي وجهاز أبوظبي للرقابة الغذائية.
ووفقاً للمعلومات الواردة في نشرة أصدرتها هيئة البيئة في أبوظبي بشأن الحفاظ على المياه، فإنه يتم إعادة استخدام أكثر من 60? من مياه الصرف الصحي المعالجة سنوياً في إمارة أبوظبي، بينما يتم تصريف الباقي في البحر أو الصحراء ما يؤثر سلباً على البيئة ويؤدي إلى هدر أهم الموارد الثمينة.
ولحماية البيئة والموارد المائية في نفس الوقت، وجدت الجهات المعنية بقطاع المياه أن إيجاد طرق أخرى لاستخدام مياه الصرف الصحي المعالجة في قطاع الزراعة وري الغابات وتوفير المياه لوجهات الترفيه والمتنزهات، يلغي الحاجة إلى إنتاج كميات إضافية، سواء من المياه الجوفية، أو من المياه الناتجة عن عمليات تحلية مياه البحر.
وأشارت الهيئة إلى أن هناك تحديات تقف أمام معالجة واستخدام كامل كميات مياه الصرف الصحي، وصولًا إلى نسبة 100?، وتتمثل في عدم وجود البنية التحتية اللازمة لنقل مياه الصرف الصحي من محطات المعالجة إلى المناطق المنتفعة.
بالإضافة إلى حجم التكاليف المادية التي يتطلبها بناء خطوط أنابيب لتوزيع ونقل تلك المياه والفترات الزمنية الطويلة التي يستغرقها، لكن وعلى الرغم من كل تلك الصعوبات، فهناك مشروعان يتم تنفيذهما حاليا سيساهمان في تذليل العقبات، وهما مشروع طريق دبي، ومشروع طريق العين للشاحنات الجديدان من خلالهما سيتم نقل مياه الصرف الصحي المعالجة من حيث يتم إنتاجها إلى حيث تبرز الحاجة الماسة لها.
وأشارت إلى أن مشروع طريق العين مثلاً، سيوفر نحو 73,000 متر مكعب من المياه الجوفية التي يجري حالياً استخدامها لأغراض الري، ما يؤدي إلى توفير التكاليف المرتبطة بتشغيل وصيانة أكثر من 2500 بئر، وهذا سيخفف أيضاً الحاجة إلى حفر آبار جديدة، ويتيح إمكانية تجدد موارد المياه الجوفية.
ولكن الفوائد لا تقتصر على إمدادات المياه الجوفية المهددة للغاية في الإمارة، فما تقوم به هيئة البيئة - أبوظبي من حيث التوفير في الطلب على المياه المحلاة أدى إلى تحسين جودة المياه البحرية، ونوعية الهواء، وإلى الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في إطار نهج مثمر شامل.
عدد اليوم
