الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الثورات العربية والأقليات

الثورات العربية والأقليات
12 مايو 2012
يقول د. شملان يوسف العيسى: يتميز عالمنا المعاصر في القرن الحادي والعشرين بالتعددية الثقافية التي أصبحت السمة الغالبة لمعظم دول العالم، ولا تخلو أية دولة من تعدد وتنوع السكان عرقيّاً وقوميّاً ودينيّاً ومذهبيّاً وإقليميّاً، حتى أصبح التجانس الثقافي شرطاً أساسيّاً لتحقيق الاستقرار السياسي، وتعتبر المصلحة الاقتصادية هي العامل الأساسي وراء وحدة الدول الأوروبية. ماذا عن الأوضاع في الوطن العربي؟ وخصوصاً أن بعض دول هذه المنطقة قبل قدوم الثورات العربية كانت تسود فيها أنظمة استبدادية صادرت الحريات وحقوق الجميع من المواطنين بما فيهم الأقليات. التعليم الذي يوحدنا يقول د. خليفة السويدي: إن الإمارات من أرقى الدول العربية التي يضرب بها المثل في العدالة الاجتماعية واللحمة الوطنية والأمن الاجتماعي، الذي باتت تفتقد ذلك الكثير من الدول العربية اليوم، هذا الأمر لم يكن ليتحقق لولا توجيهات القيادة السامية بأن المواطن هو أساس التنمية الحقيقية في الإمارات. وعندما بدأ حراك المجتمع الإماراتي بإنشاء مجالس للتعليم على مستوى الإمارات، وقد شرفت بالعمل في مجلسين منهما، كانت التوجيهات التي تأتينا من أصحاب السمو الحُكام أن هذه المجالس لن تحل محل وزارة التربية والتعليم في الدولة، بل هي رديف لها في تطوير التعليم، الذي أراه اليوم أن بعض هذه المجالس لم تعد تفكر بهذه العقلية بل أصبحت وزارة للتربية والتعليم لها رؤيتها ورسالتها وأهدافها، بل وحتى مناهجها الخاصة وهنا تكمن المشكلة. المراوحة المصرية بين الانسداد والفوضى أشار د. رضوان السيد إلى أن الفقيه الدستوري المعروف أحمد كمال أبو المجد، وصف ما يجري في مصر بأنه وقوعٌ بين مذعور(= المجلس العسكري) ومسعور (= الإخوان المسلمون). فالمجلس العسكريُّ استولى عليه الذعْرُ نتيجة حدوث غير المتوقع، وانفضاض الإجماع من حوله. والإخوان المسلمون يقعون بين إحساسين: الإحساس بدُنوّ السلطة منهم، والإحساس بأنّ المجلس العسكريَّ وأطرافاً لم يسمُّها تريدُ حرمانهم منها! أمّا الأطراف الأخرى المسمَّاة بالجهات المدنية فإنّ أمورها تعود للانتظام بعد أن شعرت بالضياع فيما بين الاستفتاء على الإعلان الدستوري، وانتخابات مجلسَي الشعب والشورى. وأبرزُ مظاهر هذا الانتظام المتبلورة ظهور حزب الدستور بزعامة البرادعي بعد طول تردُّد. 150 عاماً على الوحدة الإيطالية يشير د. عبدالله المدني إلى أن تجربة الوحدة القـُطـْرية الإيطالية تعطينا نحن العرب، في الخليج وخارجه، دروساً مفيدة لعل أبرزها أن الطريق إلى الرخاء والازدهار والقوة يبدأ أولاً بتحقيق الوحدة الوطنية الداخلية ما بين مكونات المجتمع المختلفة إثنياً ومذهبياً وثقافياً وجهوياً، قبل أن نتطلع إلى الحلم الذي راود الكثيرين من المفكرين القوميين العرب منذ بواكير القرن العشرين في تحقيق الوحدة العربية الشاملة من المحيط إلى الخليج. العرب بين الأصوليات والتحديث! حسب د. سعيد حارب، لم يشهد العالم العربي تجربة نهضوية تنويرية واضحة، بل ربما أدت بعض المواقف الفكرية لصدام بين تلك المشاريع التحديثية والمجتمع العربي. وقد عزز ذلك الكثير من الكتابات والمؤلفات التي كانت تعالج القضايا الدينية بروية تتجاوز الروية النقدية للفكرة إلى نقد الدين ذاته، مما أوجد حالة من الصدام بين ما يمكن تسميته بـ"القوى المحافظة " والقوى "التنويرية"، التي عُلقت على شماعتها كل التجاوزات التي ترتكب في هذه المواجهة، كما أن القوى التنويرية والتحديثة العربية لم تفرز بين الفكرة "التحديث" والممارسات التي يمكن أن تتم تحت هذه اللافتة، فترسخت في مخيلة كثير من العرب أن التحديث أو التنوير هما ضد الدين، فانكفاء البعض إلى "الدين" لأنه أكثر ترسخاً وتأثيراً في حياته، جعل العالم العربي يخسر قوى يمكن أن تسهم في إيجاد تيار تنويري يقوم بعملية التحديث ويخرج العرب من أزمتهم الحضارية. خالدون في قلوبنا... ولكن! سلّطت د. ميثاء الهاملي الضوء على حوادث المرور ، واقتبست تقريراً مفاده أن : "حصيلة وفيات الحوادث المرورية في المنطقة الغربية بإمارة أبوظبي، بلغت خلال الربع الأول من العام الجاري،7وفيات مقارنة بـ 25 حالة وفاة، خلال الفترة الزمنية نفسها من العام الماضي ". طالعتنا بهذا الخبر صحفنا يوم 5 مايو الجاري، فتجددت أوجاع الرحيل وندوب الذكرى المؤلمة التي تجرعناها وذقناها في هذه المنطقة الغالية من بلادي، بل وكل شبر في بلادي الحبيبة الإمارات، يتجدد الوجع النازف حسرة، فتعود ملامحهم الغالية لتتصدر منصة ومساحات مآقينا وقلوبنا وهم الذين لم يغيبوا عنها بأرواحهم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©