السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

بطاقة حمراء للمزعجين في البرلمان البريطاني

29 يوليو 2010 23:55
صاح رئيس مجلس العموم البريطاني جون بيركو في أعضاء المجلس قائلاً “الهدوء! الهدوء! أرجو الهدوء!”، في محاولة منه لحفظ النظام في المجلس، بل إنه اضطر فيما بعد لمناشدة نواب المجلس عدم الصياح بكامل طاقتهم أثناء الحديث “حرصا على صحتهم”، وفيما يتعلق بأمر الضوضاء في مجلس العموم البريطاني فإن بيركو قد ضاق ذرعا بصياح زملائه في المجلس، ووصفه بأنه “صياح تعتبر أصوات الفوفوزيلا في كأس العالم إلى جانبه بمثابة همس بعيد”، وتقع على عاتق بيركو بصفته المتحدث باسم مجلس العموم البريطاني مسؤولية الحفاظ على سير النقاشات في المجلس بسلاسة ودون مشاكل، ما دفعه مؤخرا للمطالبة باعتماد وسائل نظامية في البرلمان على غرار البطاقة الصفراء والحمراء المستخدمتين في كرة القدم. ويترقب بيركو الوقت المخصص لرد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون على استفسارات أعضاء المعارضة وانتقاداتهم، هذه الدقائق الثلاثون المخصصة لردود رئيس الوزراء على المعارضة هي التي جعلت رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير يتألق أمام خصومه، وهي نفسها التي أتاحت لكاميرون فرصة إحراج رئيس الوزراء السابق جوردون براون وجعله يتصبب عرقا عندما كان كاميرون زعيماً للمعارضة. ويعتبر بيركو هذه الدقائق التي بدأ اعتمادها عام 1961 بمثابة “واجهة لمجلس العموم” وهو ما جعله يرى أن أي “تصرف طفولي وساذج” خلالها لبعض نواب المجلس يضر بسمعة المجلس لدى الناخبين، والحقيقة أن الناخب البريطاني يركز أكثر على الوقت المخصص لرئيس الوزراء في مجلس العموم، وهو النقاش الذي ينقله التلفاز ويتابعه البعض من خلال المقاعد المخصصة للزوار في المجلس، كما أن نواب المجلس أنفسهم يتعاملون مع هذا الوقت بكل جدية، فلا يكاد يرى المجلس مكتظا بأعضائه كما يحدث في الوقت المخصص لرد رئيس الوزراء على المعارضة، ولا تكاد هذه الدقائق تنتهي حتى يهرول الكثير من النواب مسرعين بشكل جماعي خارج قاعة المجلس وذلك على الرغم من أن الجلسة لا تزال مستمرة. واضطر بيركو مؤخرا لتوبيخ أحد النواب لأنه وصف وزير التعليم البريطاني مايكل جوف بأنه “قزم مثير للشفقة”، وكان أحد النواب قد هاجم بيركو نفسه قبل ذلك بأيام قائلا إنه قزم غبي، وكان وزير الصحة البريطاني سيمون بيرنس هو الجاني هذه المرة، هذه الإهانات معروفة في مجلس النواب البريطاني منذ وقت طويل وعانت منها “المرأة الحديدية” مارجريت تاتشر ذات يوم عندما شببها أحد النواب بأنها “جامحة جنسياً”، وعانى منها توني بلير عندما وصفه أحد النواب بأنه “رجل غبي”. ومن أكثر الإهانات شيوعا في مجلس العموم البريطاني كلمة “كذاب” و كلمة “وغد” و كلمة “منافق”، ويراهن بيركو على التلفاز في نجاح اقتراحاته الرامية لحفظ النظام في مجلس العموم على اعتماد بطاقات إنذار وبطاقات إخراج من المجلس، وليس من حق كاميرات التلفزيون في الوقت الحالي تسليط الكاميرا إلا على النائب الذي أعطيت له الكلمة، وذلك للحيلولة دون أن ينظر جميع البريطانيين على سبيل المثال إلى أحد النواب وهو يضع اصبعه في أنفه عند شعوره بالملل دون أن يدرك أن ضوء الكاميرا مسلط عليه. ولكن بعض النواب يستغل غياب الكاميرا في توجيه الإهانات لنائب آخر عبر لغة الإشارة، ويسعى بيركو للسماح بالمزيد من الكاميرات في المجلس وأروقته لمنع هؤلاء المسيئين من توجيه الإساءة لغيرهم. ويخشى منتقدو هذا الاقتراح أن تزيد هذه الكاميرات من الإضرار بسمعة البرلمان، لأنها يمكن أن تضبط النواب وقد غلبهم النعاس أو عندما يدخلون في دردشة فيما بينهم. ويريد بيركو العمل على أن تعود ساعة استجواب رئيس الوزراء لتأدية دورها الأصلي، ألا وهو السماح للنواب أصحاب الصفوف الخلفية في المجلس بالتحدث، لذا فإن بيركو يقترح السماح لزعيم المعارضة بتوجيه 4 أسئلة فقط لرئيس الوزراء كما كان عليه الحال أيام تاتشر بدلا من 6 أسئلة حسب الوضع الحالي، ومن البدائل المطروحة مد وقت استجواب رئيس الوزراء ليصبح ساعة بدلا من نصف ساعة.
المصدر: لندن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©