الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

ليلة سقوط «الفراعنة»

21 يونيو 2018 01:22
من الذي نلوم على هذه الانتكاسة السريعة لمنتخب مصر، الذي يجد نفسه بعد مباراتين خارج السباق، ومحكوماً عليه بقوة الهزيمتين أمام أوروجواي وروسيا، بمغادرة المونديال من دوره الأول؟ ما الذي عجل بهذه النهاية الدرامية والبئيسة لرحلة حلم مصري، كان كثيرنا يتوقع أن تكون لها فصول مثيرة في هذا المونديال، بوجود الفرعون الصغير محمد صلاح؟ وإذا كنا قد لعنا الحظ التعيس على أنه خاصم المنتخب المصري في الرمق الأخير من مباراته أمام أوروجواي، فجرده من كل النقاط وحكم عليه بالخروج من الجولة الأولى خالي الوفاض، فأي شيء نلعن والمنتخب المصري يصمم مباراة سيئة للغاية أمام روسيا؟ كثيرة هي الأسئلة التي تطرق بالرؤوس، فتحدث فيها ما يشبه الفرقعة، تماماً كما جلب لنا سيناريو مباراة مصر وروسيا الكثير من الوجع، وبعد شوط كامل كان خلاله المنتخب المصري متماسكاً دفاعياً على الأقل، يجيد تنظيف المنطقة ويكسر كل المحاولات الروسية التي وجدت منطلقاً لها الجهة اليمنى من دفاع مصر، ليس لضعف اعترى أداء أحمد فتحي، ولكن التأخر والتغطية، وأيضاً لوجود جانب كبير من المهارة في التنشيط الهجومي الروسي. بعد جولة أولى، كانت نزالاً بين النزعة الهجومية المتوازنة للمنتخب الروسي والتنظيم الدفاعي المصري بعلامة الامتياز الكاملة، جاءت الجولة الثانية بما يشبه الانقلاب التكتيكي الذي سينقل المباراة إلى مدارات تكتيكية تختبر الجانب المغيب في أسلوب لعب فراعنة النيل، التنشيط الهجومي، من واحدة من الجمل الهجومية الجريئة للمنتخب الروسي، ستصيب أحمد فتحي نفس اللعنة التي أصابت المغربي بوحدوز وغيره من اللاعبين في هذا المونديال، سيرمي بالخطأ كرة في مرمى حارسه الشناوي، ليكون الهدف الأول لروسيا، والذي ستكون له تكلفة باهظة على «فراعنة النيل». هذا الهدف اختبر أولاً قدرة المنتخب المصري على تصريف حالة الارتجاج النفسي، واختبر ثانياً القدرة على إبداء ردة الفعل، واختبر ثالثاً القدرة على تنشيط الجانب الهجومي في منظومة اللعب، بعد أن أصبحت المباراة تفرض العودة سريعاً في النتيجة. للأسف لا قدرة ظهرت للاعبي مصر في إخراج الأنياب الهجومية، ولا قدرة كانت لهم لتجاوز حالة الانكسار، والنتيجة أن منتخب روسيا حفر عميقاً في المباراة ليأتي بالهدفين الثاني والثالث ويوصد الأبواب، ولا يترك لمنتخب مصري ما يقتات به غير الفتات، ضربة الجزاء التي منها سجل صلاح هدفاً ولم يسجل موقفاً جماعياً. إن كان منتخب مصر قد ودع المونديال من دوره الأول، فقد ودعه بسبب بخله الهجومي، وبسبب غياب روح المجموعة التي تحبط كل الظروف، وبسبب أن الفكر الفني لهيكتور كوبر لم يستطع الارتقاء بمنتخب مصر للمستويات العالمية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©