محمد الدمرداش (القاهرة)
كعادة المصريين في البطولات والتجمعات الكروية الكبيرة، تحلو المشاهدة وسط التجمعات الأسرية وبين الأصدقاء والأحباب، حتى يتعانق الجميع في حالة الفوز، ويتبادل الكل عبارات المواساة في حالة الخسارة.. وهو بالفعل مع فعله حسين الشحات نجم منتخب مصر ولاعب العين، خلال إجازته التي يقضيها بالقاهرة حالياً، وتحديداً بالعين السخنة، وأثناء مباراة المنتخب المصري مع نظيره الروسي في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الأولى بكأس العالم 2018 بروسيا، وبالتحديد على ملعب سان بطرسبرج.
وجبة عائلية تسابق أهل البيت في إعدادها للضيوف من الأقارب وأصدقاء الشحات سبقت المباراة، حتى خيم الحزن على الجميع فور الهزيمة وتبخر الحلم المصري تدريجياً.
وكان الشحات قد انضم للقائمة المنتخب في معسكره الأوروبي، حيث شارك في لقاء اليونان الودي، قبل أن يثير استبعاده جدلاً واسعاً في الشارع الرياضي المصري، خصوصاً وأن اللاعب قدم عروضاً رائعة مع العين، وكان قبل قدومه هدافاً للدوري المصري رغم لعبه للمقاصة.
«الاتحاد» قضت تلك الساعات مع نجم العين، ورصدت ما دار، وحرصت على مقابلته والتعرف على وجهة نظره في اللقاء كاملة، حيث دار الحديث قبيل المباراة عن التوقعات لسيناريو ونتيجة المباراة، وهنا طلب جميع الحضور من النجم حسين الشحات توقعه لنتيجة اللقاء، وهو ما رفضه الأخير، مؤكداً أنه متفائل بتحقيق الفراعنة نتيجة طيبة، وهو ما تبدد بعد الهدف الثاني.
وعقب الخسارة الثانية للمنتخب المصري في المونديال، ارتسمت علامات الحزن والشعور بالضيق علي وجه لاعب العين، مؤكداً أن المنتخب قدم في اللقاء الافتتاحي عرضاً جيداً في ضوء غياب محمد صلاح، وكذلك في الشوط الأول لمباراة روسيا، لكنه تراجع كثيراً مع بداية الشوط الثاني، وأرى أن 15 دقيقة أضاعت الحلم.
وأبدى الشحات حزنه البالغ على النتيجة، وأكد أن الشعب المصري كان في حاجة ماسة إلى الفوز كي ترتسم على وجوه الجماهير الفرحة المنتظرة، ويتمسك الجميع أكثر وأكثر بهدف التأهل للدور الثاني من المنافسات في إنجاز يحسب للكرة المصرية بالطبع.. ولكن الأخطاء التي ظهرت اغتالت الحلم بالفعل، ووجد الحزن طريقه السهل لنا.
رفض الشحات تحميل الخسارة الثانية لأي من أعضاء الجهاز الفني أو حتى اللاعبين، وقال إن المسؤولية مشتركة، ولا يجب تلخيصها في فرد واحد، الحدث هام وعظيم وكان يستحق منا الكثير.
كما أكد لاعب العين أنه ليس من المنطقي اتهام أحد بالتقصير، فالمجال لا يحتمل ذلك، وكل نجم يسعى للتألق والظهور في أحسن حال ممكن في كأس العالم، ولا يمكن مجرد التفكير في تقصير أو تكاسل أو عدم جدية أي لاعب.
وأشار نجم العين إلى أن حالة الحزن التي خيمت على الشعب المصري طبيعية، فأحلام الجماهير تزايدت بشكل كبير عقب التأهل لكأس العالم بعد غياب 28 عاماً، وبعد المستوى المتميز الذي ظهر عليه محمد صلاح نجم ليفربول الإنجليزي، وحصوله على العديد من الألقاب في الدوري الإنجليزي، والحديث عن منافسته على الكرة الذهبية.
أما عن تجمعات المباراة في المنازل والمقاهي والميادين العامة، قال إن حب كرة القدم يبدو على الصغير والكبير في الشعب المصري، وأن هذه التجمعات تخلق حالة من البهجة، ولذلك يحرص عليها دائماً حال وجوده في منزله.
الولاء للعين في «العين»
من العين السخنة، حيث ووجد الشحات، جدد اللاعب حبه وتقديره لجماهير ومسؤولي العين، قائلاً: سعيد بالاحتراف في أحد أكبر الأندية العربية، مؤكداً أن اختياره للنادي الإماراتي وتفضيله على الانتقال إلى أحد أندية القمة المصرية جاء موفقاً، بعدما لمس بمجرد الانتقال نجاح المنظومة العيناوية.
وقال: تأقلمي مع الفريق وظهوري بشكل طيب بمجرد الانتقال، جاء بسبب النجاح التنظيمي والجماهيري الذي يتمتع به النادي، وأضاف: مخطئ من يعتقد سهولة الدوري الإماراتي، فهو يضم أندية قوية وتدعم صفوفها باستمرار.
وتمنى الشحات الاستمرار مع الزعيم العيناوي، مؤكداً أنه يطمح لحصد مزيد من الألقاب مع الفريق، وإسعاد جماهيره، كونها تستحق الكثير.
مساندة الفريق
جدد حسين الشحات مساندته للجهاز الفني وزملائه اللاعبين، رغم استبعاده من القائمة النهائية بعد مشاركته في الجولة الودية الأوروبية التي شملت مباراتي البرتغال واليونان، وقال: كنت أتمنى التواجد مع المنتخب في تلك الفترة، وحزنت كثيراً لاستبعادي من القائمة، ولكن ذلك سيكون دافعاً لي في المستقبل لأمثل الفريق.
وأضاف: تمنيت ولا زلت أتمنى التوفيق للمنتخب على مستوى الأداء والنتائج في الفترة المقبلة، بصرف النظر عن وجودي من عدمه.
واستطرد: اجتهدت كثيراً في الفترة الماضية، وتعبت هذا الموسم، وكنت هدافاً للدوري المصري قبل الرحيل إلى العين، وساعدت فريقي قدر الإمكان في الفوز بالدوري والكأس، وحصلت على لقب أفضل لاعب. وقال الشحات: حددت أهدافي في الفترة المقبلة، وهو الاستمرار في حصد البطولات مع العين والتواجد بصفة دائمة مع المنتخب، ولذا سأبذل قصارى جهدي لتحقيق الهدفين. ووجه اللاعب التحية والتقدير لكل اللاعبين في قائمة الفريق، مؤكداً أن الجميع حتى من لم يشارك قدم ما عليه، وتوقع أن يصعد المنتخب في البطولة المقبلة، بعدما ذاق الجميع حلاوة الوجود في المحفل العالمي.
عدد اليوم
