الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

تشكيليون عرب يعرضون الحرب وحرف النون والقضايا الاجتماعية

تشكيليون عرب يعرضون الحرب وحرف النون والقضايا الاجتماعية
29 يوليو 2010 23:57
يقام في دبي حالياً معرض مشترك لعدد من الفنانين العرب، حيث تحضر في المعرض أعمال كل من أحمد معلا وتغريد درغوث وحكيم الغزالي وأسامة بعلبكي وشوقي يوسف ورفيق مجذوب. ويستمر المعرض المقام في “جرين آرت جاليري” حتى الخامس والعشرين من سبتمبر المقبل، ويشارك الفنان السوري أحمد معلا بعدد من أعماله ذات الحجم الكبير، والتي تتميز بحضور المجاميع البشرية الهائلة، وألوانها الغامضة التي تحيل إلى طقوس ميزت أعمال معلا منذ المراحل الأولى لتكوينه وتجربته، فهو يميل إلى تناول مواضيع وحوادث اجتماعية وسياسية حساسة، ولكن من دون سقوط في المباشرة، فالفن عند معلا يحمل إلى المتلقي رسالة إنسانية وأخرى فنية بصرية، ليدخل في حوار مع اللوحة ومكوناتها وعناصرها اللونية والتكوينية، من خلال قراءته العميقة لهذا النص الفني المتمثل في اللوحة، وذلك كله بعفوية وبلا أية مبالغات فنية أو معنوية. وللفنان مشاركات عربية ودولية معروفة، وربما ما زلنا نتذكر معرضه الذي أقامه في دمشق أواخر التسعينيات من القرن الماضي وأطلق عليه “تحية إلى سعد الله ونوس”. ويلعب حكيم الغزالي على حرف النون، فيخلق منه تشكيلات “هلالية”، إذا جاز التعبير، ويقوم بتكرار هذه الثيمة بأعداد مختلفة في كل لوحة، كما أنه يستخدم لهذا الهدف مواد مختلفة، فمرة يستخدم أزرار الملابس بألوان عدة، ومرة ثانية يستخدم المواد المعدنية بلونها الرمادي، ومن هذا كله يخلق الفنان مناخاً بصرياً يرتبط بالعقيدة الصوفية، وهو بذلك شديد الثراء ويدعو للتأمل بعمق. كما يبدو في استعمال الحرف على هذا النحو قدرا من تجسيد الحالة الأنثوية من المنظور الصوفي أيضاً، حيث الليونة والانحناءات في حرف النون توحي بمثل هذه القراءة دون مبالغة. وللفنان المغربي حكيم الغزالي المولود عام 1963 مشاركات في عدد كبير من المعارض العربية والدولية. كما أنه حاصل على عدد من الجوائز أبرزها جائزة 2007 شركة بوردا (أبوظبي وزارة الثقافة). أما الفنان أسامة بعلبكي المولود في بيروت عام 1978 فيقدم تجربة شديدة الارتباط بوقائع الحرب اللبنانية التي ولد في أتونها، وشكلت صورها هاجساً أساسياً في عمله، فلوحاته هي استكشاف للآثار الانفعالية لكل ما حوله بما في ذلك الجمادات. كما أن بعض أعماله لا تصرح بالوقائع بل تتضمن تلميحات. وفي هذا المعرض يقدم أسامة اثنين من أعماله الأكثر قوة، حيث يجسد صورة للمحارب ويبين الجزء العلوي منه عارياً، لكنه يصور من خلاله صورة توحي بأنه في حالة الموت. يغلب على ألوان الفنان اللون الرمادي وظلاله، لكن الألوان الأخرى تحضر بصورة ما، كما هو حال فراشة صفراء تحط على ذراع المحارب. إنها أعمال كما يسميها الفنان تعبر عن “كرنفال جهنمي”. وبالانتقال إلى الفنانة تغريد درغوث فهي تعرض أعمالاً تقارب من خلالها بعض القضايا الاجتماعية المثيرة للجدل، سواء في بلدها لبنان أو في الشرق الأوسط بصورة عامة. كما أن أعمالها تمثل صوراً من بلدها، وتسلط الضوء على النساء والرجال الذين يذهبون لإجراء جراحة التجميل، وهذه ظاهرة سائدة في لبنان، حيث يلجأ كثيرون لتغيير أشكالهم، خصوصاً فيما يتعلق بأنوفهم. كما تهتم الفنانة المولودة في صيدا عام 1979 برسم وجوه الأطفال، إضافة إلى تناول قضايا الخادمات الآسيويات العاملات في لبنان وغير ذلك من الموضوعات. ويعرض الفنان شوقي يوسف المولود في لبنان عام 1973 تجربة من الرسم على الورق والقماش، وتحت عنوان “التواصل مع السماء” يقدم لوحات تقارب حوار الأديان، مستفيداً من تجربته مع الإعلام. وأخيراً نجد لدى الفنان رفيق مجذوب المولود عام 1971 أعمالاً ترتكز على شخوص ووجوه مختلفة، وجوه تعبر عن الألم والمعاناة والصراخ، لكنها تتسم أيضا بقدر من السخرية والتوتر، فنحن أمام عذابات بشرية عبر التكوين الحاد للوجه والألوان الغامقة التي تعزز وتعمق الشعور بالألم.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©