«ما وراء السطح» يبرز رؤى الفنانين الشباب

ضمن موسمه الصيفي، يقيم جاليري “thejamjar” في دبي معرضا لمجموعة من الفنانين الشباب يحمل عنوان “ما وراء السطح”، وذلك بالتعاون مع عدد من مدارس دبي هي: ريبتون، وكلية جميرا والمدرسة الأميركية الدولية وويلينجتون العالمي. يقدم الشباب الذين يقومون بدراسة الفن في المدارس المذكورة من خلال هذا المعرض الذي يختتم غدا، أعمالا يحاولون من خلالها الذهاب إلى ما بعد السطح، فتبرز في أعمال المعرض سمة التنوع في الأسلوب والمواد المستخدمة في الرسم والتلوين، ويغلب عليها طابع الغرابة والدهشة التي تبدو في الوجوه الطاغية على مناخ المعرض. كما أن أعمال هذا المعرض هي دعوة للتأمل والتعمق في ما يحيط بنا في حياتنا اليوميــة، فهي تصـور ملامح الإنســان في صور غير الصورة الواقعية أو الطبيعية والمألوفة. هي أعمال تغوص في مشاعر وأحاسيس عميقة، ولا تكتفي بالتناول السطحي والخارجي للشخص، بل تعبر بالألوان والتكوينات عن أعماقه البعيدة، وتظهر آثار الزمن في وجهه وملامحه، فمن خلال اللون والخطوط نتعرف على هذه الوجوه وما تخفيه خلفها، نتعرف على مشاعر الحزن والألم التي تبرز في خطوط الوجه أو في العينين. وتعد هذه محاولة من هؤلاء الفنانين الشباب للتجريب في حقل جديد يسعون من خلاله لتدمير السطح واستكشاف إمكانياتهم وقدرتهم على التعمق والتأمل، كما أنها محاولة لاستكشاف العالم من حولهم من خلال حفر أنفاق في الحياة يلجون من خلالها إلى عوالم عميقة وحميمة، سواء كانت هذه العوالم سياسية أم إنسانية. أما في ما يتعلق بالأساليب المتبعة في أعمال هؤلاء الفنانين فهي تنم على وعي بالمدارس الفنية، فتظهر في لوحاتهم تأثيرات الفنانين من المدارس كافة، لكنها تعكس رغبة في تكوين هوية خاصة لكل منهم، ونجد ذلك في الأسلوب الذي يتبعه كل فنان، وتتعدد الأساليب ما بين الواقعي والسريالي وما بينهما. ويأتي هذا المعرض كما يقول القائمون على جاليري thejamjar خطوة على سبيل تعزيز علاقات الجاليري مع المؤسسات التعليمية من جميع المستويات، اعتقادا منهم أن هذا أمر ضروري لتنمية تقدير وفهم الفنون في دولة الإمارات، ودعم للفنانين الشباب، وفرصة لعرض مواهبهم وتشجيع أعمالهم الواعدة.