السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الاستخبارات.. سباق على أمن المعلومات

27 سبتمبر 2016 21:37
تسعى وكالات المخابرات الأميركية إلى اللحاق بالركب من خلال قبولها تدريجياً تكنولوجيا القرن الحادي والعشرين، وذلك بتركيب شبكات لاسلكية في المنشآت المؤمنة، واستخدام هواتف «آيفون» والكمبيوترات اللوحية، حسبما أكد مسؤول في وكالة «الاستخبارات الوطنية للتصوير والمسح الجغرافي» الأميركية. وقال «مات كونر»، نائب مدير الأمن المعلوماتي في الوكالة: «لقد كنا نضر أنفسنا ضرراً بالغاً برفض استخدام مثل هذه الأدوات»، وتزود وكالة الاستخبارات الوطنية للتصوير والمسح الجغرافي أفرع الحكومة الأخرى بخرائط وصور يتم التقاطها عبر الأقمار الصناعية للكوارث المحلية. وهي من بين الوكالات التي تتعاون مع مدير المخابرات الوطنية لدراسة كيفية الاستفادة من الشبكات والأجهزة اللاسلكية، مع الحفاظ على الغطاء الذي يحتاجه الجواسيس. وأكد «كونر» أن الوكالة وفّرت بالفعل شبكة لا سلكية للصف الأول من قياداتها في مقرها العملاق بـ«سبرنجفيلد» في فيرجينيا، خارج واشنطن، وأضاف: «إن أجهزة الحماية التي تجعل الأنظمة اللاسلكية آمنة مكلفة، وهناك أشخاص يُشككون في قيمتها»، و«كونر»، مسؤول الأمن المعلوماتي السابق لدى مؤسسة «جنرال داينامكس»، وآخرون في «وكالة الاستخبارات الوطنية للتصوير والمسح الجغرافي» تحولوا العام الماضي من استخدام هواتف «بلاكبيري» إلى «آيفون»، لكن لا يزال من المحظور عليهم استخدامها في مقر الوكالة. وأشار إلى أن الوكالة «تتجه بشكل سريع» إلى الاستفادة من «خدمات الحوسبة السحابية» بالتعاون مع شركة «أمازون» لخدمات المواقع الإلكترونية، في كل من شبكتها السرية المشفرة، وشبكتها غير السرية، إلى جانب التعاون مع شركة «مايكروسوفت»، وعلاوة على ذلك، طورت الوكالة تطبيقات هواتف داخلية للعاملين فيها، إضافة إلى بعض التطبيقات المحدودة المتوافرة للجمهور ضمن خدمات «آب ستور» و«جوجل بلاي»، ويساعد تطبيقها البيئي «جيونت» المتضررين في الكوارث الطبيعية على تحميل تقارير ميدانية، وتسجيل صور وفيديوهات ومقاطع صوتية ومشاركتها مع الآخرين. وفتحت الوكالة مقراً في وادي السيليكون، فيما يحاول موظفوها الاستفادة من شركات التكنولوجيا، والشركات الناشئة، التي تبتكر أجهزة مسح وتصوير جغرافي متطورة ومتوافرة بصورة تجارية، مثل برنامج «جوجل إيرث» الشهير. وبنت الوكالة، في ظل وزارة الدفاع، نموذجاً للمجمع الذي كان يتحصن فيه زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن في باكستان، واستخدمه الجيش لأغراض التدريب، قبل الغارة التي قتلته في عام 2011. وخلال العام الجاري، قدمت الوكالة معلومات استخباراتية للسلطات أثناء دورة الألعاب الأوليمبية في مدينة ريو البرازيلية. ويشرف «كونر» على الأمن الإلكتروني لأرشيفات رقمية عملاقة ونقل بيانات مخابراتية. وتستخدم الوكالة التشفير في الاتصالات الطويلة بين الوكالات، وكذلك الصور والمنتجات الموجودة في مكتباتها. ويتعين على فريق «كونر» المكون من مئات الموظفين المدنيين والمتعهدين «تعقيم» البيانات التي تجمعها الوكالة من وسائل التواصل الاجتماعي ومصادر البيانات الأخرى المفتوحة، والتأكد من خلوها من البرامج الخبيثة. ومثل الوكالات العسكرية الأخرى، يتم استهداف الشبكات الحاسوبية لوكالة الاستخبارات الوطنية للتصوير والمسح الجغرافي من قبل دول أخرى، حسبما أكد «كونر»، الذي رفض تسمية دول بعينها، لكنه قال: «من المحتمل أن تكون الدول التي تفكرون فيها». وأكد مصدر مطلع على تحقيقات أميركية، أن لدى مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف. بي. آي) ثقة كبيرة في أن روسيا دبرت هجمات القرصنة الأخيرة على الجهات السياسية وأجهزة الانتخابات الأميركية، ورفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاتهامات، ونوّه «كونر» إلى أن تقارير مهمة بشأن عمليات القرصنة «سلطت الضوء بشدة على عمله»، مضيفاً: «لقد كنت أمزح قائلاً: (إنها لمشكة جيدة)، لأنها جذبت اهتمام مسؤولين رفيعي المستوى لبرنامجنا بشأن الأمن الإلكتروني». وتأخذ الوكالة احتمال وجود تهديدات من الداخل على محمل الجد، لاسيما بعد تسريبات «إدوارد سنودن»، الذي كان يعمل مستشاراً لدى وكالة الأمن القومي. *كاتبة متخصصة في الأمن الرقمي يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©