الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«معاً نرتقي بسلوك أبنائنا» يقدم حلولاً ناجعة لمشاكل تربية النشء

«معاً نرتقي بسلوك أبنائنا» يقدم حلولاً ناجعة لمشاكل تربية النشء
13 مايو 2012
تعمل بعض الجهات المؤثرة وصاحبة القرار على إصدار بعض الكتيبات التي تلخص قوانين أو توجيه رسائل أو تقويم سلوكيات في المجتمع، وتوجه هذه الكتيبات التي تحوي عادة مادة مركزة وملخصة تعتبر عصارة خبرات كبيرة لعدد من المختصين، لكل أفراد المجتمع وتشمل هذه المواد الحديث عن الطفل والمراهق والنساء والرجال. وفي هذا الإطار نستعرض اليوم كتيبا يحمل عنوان «معاً نرتقي بسلوك أبنائنا»، وهو صادر عن إدارة حقوق الإنسان، مركز رعاية الأحداث، بالقيادة العامة لشرطة أبوظبي. أبوظبي (الاتحاد) - شمل الكتيب ستة عناوين كبرى تتفرع إلى أخرى صغيرة، منها مقدمة، أسس الأساليب التربوية، الأساليب الفكرية المؤثرة في عقل الطفل، الأساليب النفسية المؤثرة في نفس وعقل الطفل، أسس تأديب الأطفال، أسس بناء شخصية الطفل، وأسس تربية الأطفال المراهقين. وجاء في مقدمة كتيب «معا نرتقي بسلوك أبنائنا»، حيث تشير الحقائق المسلم بها إلى أن الأطفال والشباب هم أعظم موارد وثروات أي وطن، فهم أبناؤنا فلذات أكبادنا، أمانة في أعناقنا، وقد حثنا ديننا الحنيف على تفقد أحوالهم وتوجيههم التوجيه السليم، حيث يقول الله تعالى: «يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة» (سورة التحريم: الآية رقم 6)، وعندما تتحول أعداد منهم إلى طريق الانحراف فينبغي لنا أن نعمل على إعادة إصلاحهم وتقويم سلوكهم وجعلهم أناساً نافعين لأنفسهم ومجتمعاتهم، وهو ما يحتاج بكل تأكيد إلى وقت وجهد كبيرين ومبالغ مالية طائلة. ويعد تضافر جهود الدولة وأولياء أمور الأحداث من أهم الأساليب التي تساعد في تقويم السلوك، وفي إعادة الأحداث كمواطنين نافعين لأنفسهم ومجتمعهم، ولكي يصلحوا كآباء للمستقبل، ومن هنا فقد تولدت فكرة هذا الكتيب لتضع القيادة العامة لشرطة أبوظبي بين دفتيه أهم الإرشادات الخاصة بأساليب التربية المســـتقاة من السيرة النبوية الشريفة، والتي يمكن أن ينتهجها أولياء الأمور في سبيل إعادة تأهيل وتقويم سلوك أبنائهم، وجاء فيه أيضا «سوف نحاول من خلال هذا الكتيب أن نوجه رسالتنا إلى أولياء الأمور، لكي يشاركونا في الحفاظ على ثرواتهم وثروات الوطن ألا وهم الأبناء، وندعوهم إلى المشاركة الإيجابية لكي نرتقي معاً بسلوك أبنائنا». القدوة الحسنة والتوجيه وجاء في أول عنوان أسس الأساليب التربوية: «فلنكن قدوة حسنة لأبنائنا، وتم التأكيد فيه على القدوة الحسنة وقيل إنها مبدأ تربوي هام، يؤثر في تحسين سلوك الأبناء»، فكثيراً ما يقلد الطفل والديه حتى أنهما يطبعان فيه أقوى الأثر. ولنعي أن الطفل في مراقبة مستمرة لوالديه صباح مساء، وقدرته على الالتقاط الواعي وغير الواعي كبيرة جداً، وأكبر مما نظن عادة، فلا يجب أن ننظر إليه على أنه كائن صغير لا يدرك ولا يعي». كما تمت الإشارة إلى أن اختيار الوقت المناسب لتوجيه الطفل يسهل كثيراً العملية التربوية، فقد وجهنا ديننا الحنيف إلى أن هناك ثلاثة أوقات مناسبة لتوجيه الطفل وتصحيح سلوكه الخاطئ وبناء سلوكه القويم وهي: وقت النزهة في الهواء الطلق، حيث تكون نفس الطفل أشد استعداداً لتلقي وقبول النصيحة.. وقت الطعام: حيث ينطلق فيه الطفل على سجيته ويضعف أمام شهوة الطعام، فيكون محتاجاً ومستعداً للتلقين والتعليم.. وقت مرض الطفل: حيث يجمع الطفل فيه بين فطرة الطفولة البريئة ورقة القلب والنفس، فيكون مستعداً لتلقي النصائح. العدل بين الأطفال وشدد الكتيب على ضرورة العدل والمساواة بين الأطفال وعدم التمييز بينهم مادياً أو معنوياً، وقيل إن ذلك له عظيم الأثر في مسارعة الأبناء إلى البر والطاعة، ويجب أن نعلم أن شعور الطفل بميل أحد والديه تجاه أحد إخوته قد يجعله يتسم بالشراسة ولا يمكن كبح جماحه، وأبرز دليل على ذلك ما فعله إخوة يوسف عليه السلام حينما أدركوا من أباهم يميل قلبه إلى يوسف، فكادوا له وأقدموا على فعلتهم الشائنة تجاه أخيهم. في حين تم الحديث في عنوان الاستجابة لحقوق الأطفال، أن إعطاء الطفل حقه وقبول الحق منه يغرس في نفسه شعوراً إيجابياً نحو الحياة. ويتعلم أن الحياة أخذ وعطاء، كما أنه تدريب للطفل على الخضوع للحق فيرى أمامه قدوة صالحة، وتفتح طاقته لترسم طريق العدل والحق في التعبير عن نفسه، كما أن الدعاء للطفل من الأركان الأساسية في صلاح الطفل، فبالدعاء تتمكن الرحمة والرأفة من قلبي الوالدين، والابتهال إلى الله عز وجل في إصلاح الطفل ومستقبله، وقد نهى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم الوالدين عن الدعاء على أبنائهما لأن هذا مناف للخلق الإسلامي ويخالف التربية النبوية، ويبتعد عن المنهج النبوي في دعوة الناس إلى الإسلام، حتى أن النبي عليه الصلاة والسلام لم يدع على مشركي الطائف، وقال لجبريل عليه السلام: «لعل الله أن يخرج من أصلابهم من يعبده، وقد حقق الله تعالى رجاءه». شراء اللعب للأطفال وتطرق الكتيب إلى العديد من الأساليب العلمية التي توجه الأهل التوجيه السليم وهي مستمدة من تعاليم ديننا، في هذا الصد قيل، إنه لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة، حيث اشترى الرسول صلى الله عليه وسلم لعبة لعائشة رضي الله عنها وكانت تلعب بها، وهذا يدلنا على حاجة الطفل وحبه للمجسمات الصغيرة، وعلى الوالدين أن يحسنا اختيار الألعاب التي تتناسب مع عمر الطفل وقدرته، والمفيدة لتنمية قدراته وتفكيره وتحقق تسليته في ذات الوقت. كما يجب مساعدة الطفل على البر والطاعة، وتهيئة أسبابهما له، بحيث إن تهيئة الأسباب للطفل حتى يبر والديه ويطيع أوامر الله تعالى تساعد الطفل على البر والطاعة وتنشطه للاستجابة والعمل، وتقع على عاتق الوالدين مسؤولية كبيرة في إعانة طفلهما على برهما، وذلك بالحكمة في التصرف معه وتوعيته بالموعظة الحسنة بمخاطر عقوق الوالدين. الابتعاد عن اللوم والعتاب نصح كتيب «معا نرتقي بسلوك أبنائنا»، بضرورة الابتعاد عن كثرة اللوم والعقاب، وقيل في هذا الإطار، إن من أهم الأسس السليمة في التربية الابتعاد عن كثرة اللوم والعتاب، وهو ما حرص الرسول صلى الله عليه وسلم على اتباعه، حيث لم يكن يكثر العتاب على تصرفات وأعمال الأطفال، ولم يكن يلجأ كثيراً إلى التوبيخ والتأنيب، وقد قال أنس رضي الله عنه «خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين، فلم يضربني ضربة قط، ولم يسبني ولم يعبس في وجهي»، والابتعاد عن كثرة اللوم والعتاب يؤدي إلى زرع دقة الملاحظة لدى الطفل وروح الحياء، بينما تؤدي كثرة التأنيب وإظهار عيوب الطفل إلى أن تهون عليه الملامة، ويصبح التأنيب واللوم سلوكاً مألوفاً لديه، وهو ما يباعد بينه وبين الحياء ورهافة الإحساس، وفي الجهة المقابلة فإنه يجب التركيز على تنمية المهارات الحياتية للأبناء ومن أهمها كما جاء في الكتيب: مهارات إدارة وتقدير الذات، مهارات بناء الثقة في النفس، مهارات الاتصال والحوار والعرض، مهارات التواصل والعلاقات بين الأشخاص، مهارات الذكاء العاطفي، مهارات صنع القرار وحل المشكلات، مهارات الاتيكيت والذوق الرفيع، مهارات المال والأعمال، مهارات كسب واختيار الأصدقاء، مهارات تحمل المسؤولية، مهارات التفكير الناقد والإبداعي، ومهارات النجاح والتفوق الدراسي، كما تحدث الكتيب عن أساليب أخرى حول علمية تطوير مهارات الطفل في العناوين المتبقية منه سيتم الحديث عنها لاحقا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©