الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«كوربين» وسجالات حزب «العمال»

27 سبتمبر 2016 21:38
لم ينجح فوز «جيرمي كوربين» في سباق زعامة حزب «العمال» المعارض في بريطانيا، للمرة الثانية خلال 12 شهراً، سوى في حل خلافات قليلة بينه وبين أعضاء حزبه في البرلمان، وبينهم وبين أعضاء الحزب على مستوى القاعدة. وقد جاء حزب «العمال» بعد حزب «المحافظين» بزعامة رئيسة الوزراء «تيريزا ماي» بنحو 15 نقطة مئوية في استطلاعات الرأي، ما يشير إلى أنه من غير المرجح أن يكون قادراً على الإطاحة بالمحافظين من السلطة في ظل زعامة كوربين. ولكن بينما كان الحزب يبدأ مؤتمره السنوي في ليفربول، شمال غرب إنجلترا، طغى الجدل بشأن العمليات الداخلية على النقاشات بشأن الناخبين العاديين وكيفية الفوز بتأييدهم مرة أخرى. كانت هناك نقاشات بشأن تشكيل اللجنة الوطنية التنفيذية لحزب «العمال»، وحول تعيين أعضاء فريق المتحدثين باسم السياسة، والمعروفين باسم حكومة الظل، وحول كيفية اختيار المرشحين البرلمانيين. وعلى المحك في كل هذه النقاشات هو من الذي يسيطر على الحزب وسياساته - هل هو «كوربين» أم نوابه في البرلمان. وكانت الغالبية العظمى من نواب حزب «العمال» قد ذكرت في وقت سابق من هذا العام أنهم لا يثقون بـ«كوربين»، وأن إعادة انتخابه قد جعلت كلا الجانبين يواجه مسألة كيفية التوصل إلى تسوية. وفي حين أنه طالب هؤلاء الذين استقالوا من حكومة الظل بالعودة، قال النواب إنهم يريدون انتخاب ممثليهم في الفريق. وفي الوقت نفسه، فإنهم سعوا إلى تأكيد أن الزعيم لن يشجع نشطاء على استبدالهم بمرشحين أكثر قرباً من وجهات نظره بالنسبة إلى الانتخابات العامة المقبلة، المقرر إجراؤها عام 2020. وقد كان رد كوربين ملتبساً: «إن العلاقة بين أعضاء البرلمان ودوائرهم الانتخابية هي علاقة معقدة»، بحسب ما ذكر «كوربين» في برنامج «أندرو مار شو» الذي يذاع يوم الأحد على شبكة «بي بي سي». وأضاف: «دعونا نتناقش مناقشة ديمقراطية وأنا أعتقد أن الغالبية العظمى من أعضاء البرلمان ليس لديهم مشاكل على الإطلاق». وقالت «هايدي ألكسندر»، التي استقالت من منصبها كمتحدثة باسم الصحة احتجاجاً على زعامة كوربين، إن لديها مخاوف بشأن تحركات من قبل نشطاء حزب «العمال» لدفعها خارج دائرتها الانتخابية في جنوب لندن. وبسؤالها ما إذا كانت في خطر، قالت: «أتمنى ألا أكون كذلك، لكنني أعلم أن هناك أشخاصاً يتحركون ضدي». وأضافت أنها ليست مهيأة للعودة إلى (حكومة ظل) بقيادة كوربين. وأوضحت أن «ما يحتاج جيرمي فعله هو أن يثبت أن بإمكانه توحيد الحزب وصياغة رسالة يمكن أن تجذب البلاد». وأكد «تشوكا أومونا»، المتحدث السابق باسم قطاع الأعمال في حزب «العمال» أن إعادة انتخاب كوربين تعني أن «هذه القضية قد تم حسمها» وأن الحزب بحاجة إلى العمل معاً. وقال أومونا: «لقد تحدث الأعضاء وجميع الأعضاء من أجنحة الحزب المختلفة يريدون منا أن نتحد ونتطلع إلى الانتخابات العامة». وأضاف أن «التحدي الآن بالنسبة إلى القيادة هو كيف تجعل الناس يثقون بهم ولماذا يجب على الجماهير أن تثق بنا كحزب». وقد أوضح حدثان على الجانبين المختلفين من المدينة الفجوة في الحزب. الزخم، فقد نظمت جماعة الضغط الداخلية التي انبثقت من حملة كوربين الأولى للزعامة، مؤتمراً خاصاً بها لمدة أربعة أيام. كان المبنى مزدحماً للغاية مساء يوم الأحد لدرجة أن الناس اصطفوا في طوابير في الخارج. وكانت هناك صعوبة لا تذكر في الوصول إلى حشد «التقدم» المنافس، الذي يقع على مسيرة 15 دقيقة فقط. وهناك صعد نائب تلو الآخر من نواب حزب العمال إلى المنصة لتوجيه هجوم حاد إلى زعيم حزب العمال. وقالت «كارولين فلينت»، التي شغلت منصب وزير في ظل حكومة جوردون براون: «إن حزب العمال بعيد جداً عن السلطة». وقد وجد استطلاع للرأي أجراه مركز «كومريس» لصحيفة صنداي ميرور أن 16% فقط من الناس يقولون إن كوربين من المرجح أن يقود حزب العمال إلى النصر في الانتخابات القادمة. ووجد أيضاً أن 74% من الناس يقولون إن الحزب «أكثر انقساماً الآن أكثر من أي وقت مضى». وقال «باري ميتشل»، ممثل حزب «العمال» في مجلس اللوردات، إنه سيترك الحزب لأنه يشعر أن كوربين ليس مهتماً بمعالجة معاداة السامية بين مؤيديه. وأضاف في حديث لـ «بي بي سي»: «إنني يهودي حتى النخاع، وأنا أقول ذلك صراحة، ولا أشك إطلاقاً في أن جيرمي فاتر للغاية حيال ذلك، ولم يكن إطلاقاً صاخباً في إدانة المعاداة للسامية كما ينبغي أن يكون». وقال: «لكن الأكثر من ذلك أنه يحيط نفسه بزمرة من الناس الذين يحملون أفكاراً عنيفة ضد إسرائيل، وأنهم معادون لليهود، ولذا، فإنهم من وجهة نظري رفقاء سوء». وقد ذكر «كوربين» لـ«بي بي سي» أن تعليقات ميتشل كانت «مؤسفة». *محلل سياسي بريطاني ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©