الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خطوة.. خطوة

13 مايو 2012
لا أظن أن هناك هاجساً يشغل الآباء والأمهات يسبق حرصهم على تعلم أطفالهم القراءة والكتابة مع أول خطوة يخطوها الطفل في دار الحضانة أو روضة الأطفال. ويحضرني هنا محاولات مبكرة لزميل دأب على تعليم طفله في عمر الثالثة أن يكتب الحروف في الهواء بحركات معينة باستخدام إصبعه “السبابة” في الهواء، ومدى ما يحظى به الطفل من تشجيع جعله يتقن كتابة حروف الهجاء وكثيراً من الكلمات بنفس الطريقة التي تعتمد على معرفة شكل الحرف، وخيال الطفل ودقة تحريكه للسبابة في الهواء، مما جعله يتقن الكتابة إملائياً وهو في مستهل عامه الأول بدار الحضانة! لقد أشار علماء التربية المتخصصون إلى أهمية التحفيز والتشجيع في كل مراحل التعلم، وحذروا أيضاً من الضغط على الطفل لتعلم الكتابة في سن مبكرة. لكن.. ما الهدف من ذهاب الطفل إلى الروضة في سن الرابعة إن لم يكن للقراءة والكتابة ؟ الجواب يكمن في طبيعة هذه المرحلة من عمر الطفل ومتطلباتها، فالطفل في هذا الوقت يحتاج إلى تدريب ذهني ويدوي وحركي ليصبح مهيأ لهذه العملية الهامة، وهناك كثير من التدريبات المهيئة لعملية تعليم القراءة والكتابة التي يحتاجها الطفل في هذا الوقت، في مقدمتها الإعداد الجيد والمتدرج للقراءة، بتدريب الطفل على النظر إلى شكل الأشياء، ومن ثم تدريبه على تتبع الخطوط الرفيعة في الرسم وتتبع الحركة فيه، والنظر إلى الصور والتدقيق في تفاصيلها والتحدث عنها، وتمرسه في ألعاب التشابه والاختلاف التي يخرجها الطفل من الصور، وإدراك الأكبر والأصغر بين الأشياء، وملاحظة الأحجام المتفاوتة، وتنمية قدرته على ملاحظة مكان الأشياء، وألوانها، والقدرة على إعادة سرد القصص المسموعة، وتصنيف الكلمات وتقسيمها إلى مجموعات، تدل كل مجموعة على مفهوم عام ـ مثل كلمات تدل على الطعام - الملابس .. وهكذا، وتقليد أصوات الحيوانات والطيور أو تمييزها، والتعرف على صورها، وفوائدها، وقد يتعلم حفظ سور قصيرة من القرآن الكريم. بعد ذلك تأتي مرحلة الإعداد للكتابة، باستخدام التشكيل بالصلصال، وتلوين الصور بالورق الملون من خلال القص واللصق، والسير على النقاط لتظهر صورة حيوان أو طائر، واللعب بصندوق الرمال والكتابة بالإصبع في الرمل، والتلوين والرسم، وتكوين الأشكال من أعواد الثقاب. في المرحلة التالية يمكن تهيئة الطفل للقراءة، من خلال إشراكه في الرحلات لزيادة نمو حصيلة الطفل اللغوية وتزويده بمفردات كثيرة ومتنوعة عن الموضوعات المتعلقة بالرحلات فمن خلالها يحصل الطفل على خبرات جديدة عن طريق المشاهدات والحس والإدراك وتعرفه بالبيئة المحيطة به، وإشراكه في اللعب الدرامي، وتمثيل أدوار الكبار، لتنمية قدرته على الاستماع وإثارة الانتباه، وتعليمه رواية القصة باعتبارها وسيلة محببة توفر له التسلية والاستمتاع لإثراء قاموسه اللغوي وتغذي عقله وتفكيره وتوسع خياله وتساعده على الإبداع وتدربه على الفهم والتفكير وتنمي قدرته على التعبير من خلال إعادة سرد القصة بعد سماعها، ومن ثم يمكن ممارسته للألعاب الهجائية، وحفظ الأناشيد واستخدام كتابة الجمل بمجموعة من البطاقات، والاستعانة بالدمى والعرائس، واللعب الحر. إنها مثابرة ومسؤولية وعلينا ألا نتعجل النتائج. خورشيد حرفوش | kho rshied.harfo sh@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©