الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مستوطنون يحتلون بناية تطل على «الأقصى»

مستوطنون يحتلون بناية تطل على «الأقصى»
30 يوليو 2010 00:11
احتل متطرفون يهود ومستوطنون فجر أمس عمارة سكنية فلسطينية في مدينة القدس المحتلة بعد اقتحامها بمساندة الشرطة الإسرائيلية، وقاموا بطرد 12 أسرة فلسطينية من بناية بحي السعدية الذي يبعد 300 متر من المسجد الأقصى المبارك. وتم السماح لمستوطنين يهود بالاستيلاء على المبنى وتم تطويقه، ودخل مستوطنون المنزل فجر أمس وتحت جنح الظلام بحماية قوات الاحتلال وأخرجوا قاطنيه وألقوا بهم في قارعة الطريق، ثم قام الجنود بتطويق العقار لتوفير الحماية للمستوطنين. ويتألف المبنى من 21 غرفة وكان يستخدم -قبل الاحتلال الإسرائيلي للقدس عام 1967- مدرسة، لكنه قسم لاحقاً إلى غرف ودور سكنية وتقطنه سبع عائلات مكونة من خمسين فرداً كانت استأجرت العقار من مالكه، وهو مقدسي هاجر من القدس ويسكن في الولايات المتحدة. وأكدت الإذاعة الفلسطينية نقلاً عن شهود عيان “ان المهاجمين حطموا الأبواب الخارجية للعمارة واخرجوا عدداً من سكانه بعد محاصرته”. كما عمل هؤلاء المتطرفون على إلقاء اثاث الشقق التي اقتحموها بعد الاعتداء على سكانها في الشوارع المحيطة فيها في الوقت الذي يعتصم فيه عدد من سكانها خاصة من النساء والاطفال ويرفضون الخروج منه. ويتردد في القدس أن المستوطنين يخططون لتحويل هذه العمارة السكنية الى مدرسة دينية تلمودية لهم لقربها من المسجد الأقصى. ويدعي المستوطنون ملكيتهم للعقار وأن المالك باعهم إياه قبل عدة سنوات، ويبدو أن المحكمة الإسرائيلية أقرت بملكيتهم للعقار في البلدة القديمة مع أنها كانت وفرت الحماية للمستأجرين بصفتهم استأجروه قبل فترة طويلة. وقال مازن قرش الذي يسكن حارة السعدية في القدس القديمة إن مستوطنين يهوداً اقتحموا ليل الاربعاء الخميس بيوت افراد عائلته الذين كانوا يحضرون حفل زفاف احد اقربائهم وكسروا الابواب ودخلوا الغرف وتحصنوا فيها تحت حماية افراد الشرطة. وقال قرش لوكالة فرانس برس “لم نذهب أنا وعائلتي الى حفل الزفاف بسبب مرضي بينما كان ثمانية من اخوتي واولاد عمي وعائلاتهم، اي نحو خمسين شخصاً، في حفل الزفاف”. واضاف “اتصلت بالشرطة واقربائي للقدوم لحماية بيوتهم الا ان المستوطنين والشرطة منعوهم من دخول البيوت”. وأوضح مازن “نحن موجودون في هذا البيت منذ 1936 ولدينا عقود ايجار واستئجار”، مؤكدا “فوجئنا بعملية الاقتحام”. وتسكن تسع من عائلات قرش في المبنى المكون من طابقين. من جهته، ادعى المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية ميكي روزنفيلد أن “عائلتين يهوديتين انتقلتا الى المنزل استناداً الى حقيقة انهما يحملان وثائق تشير الى انهما يملكان المنزل”. واضاف روزنفيلد “نحن ندرس الوثائق لتحديد ما اذا كانت قانونية ونزيهة ومن هو صاحب هذا المنزل”. وأوضح مازن ان مستوطنين من جمعية “عطيرت كوهانيم” ادعوا انهم في 1987 اشتروا البيت من ورثة سليمان حنضل صاحب البيت الموجود في الولايات المتحدة. واضاف ان “الجمعية قامت بتسجيل البيت في «السجل العقاري» وفي الحقيقة نحن لا نعرف إذا اشتروه حقيقة أم أنهم زيفوا البيع لأن الأوراق هي التي تقدم في المحاكم”. وقال مازن قرش “خضنا معارك قانونية طويلة مع المستوطنين الذين طالبوا بإجلائنا وربحنا القضية منذ عامين”. وأوضح مازن قرش “ذهبت الى الشرطة وقدمت شكوى. قالت الشرطة يبقى الوضع على حاله بمعنى بقاء المستوطنين الى حين الحصول على امر من المحكمة لإجلاء المستوطنين”. وتابع “تقدمنا بطلب مستعجل للمحكمة لإجلائهم من بيوت عائلتي”. وتجمعت العائلات امام باب المبنى حيث جلست النساء على كراسي مقابل المنزل وهن يبكين وقد احمرت عيونهن. وبين الحين والآخر تصرخ امرأة مسنة “الله اكبر”. أما المستوطنون، فيدخلون ويخرجون من المبنى بحرية. ويقف رجال الشرطة في المكان لمنع اي مواجهات بين العرب والمستوطنين. ويقوم أفرادها من حين لآخر بتفتيش اغراض يحملها اطفال ليسمح لهم المستوطنون بالدخول. وبين هؤلاء الأطفال ابن مازن قرش الذي لم يسمح له بالدخول. ويتكرر هذا المشهد بين الحين والآخر في القدس القديمة عندما يقتحم المستوطنون البيوت ليلاً ويلقون بالأثاث في الشارع بحجة ان البيت بيع قبل سنوات طويلة ويكون البائع في معظم الاحيان قد فارق الحياة. وقالت ليال قرش وهي تبكي “نحن هنا منذ الثانية ليلاً. نحن وأطفالنا. الشرطة تسمح للمستوطنين بالدخول والخروج ولا تسمح لنا بذلك”. أما زوجها عدلي قرش الذي سمحت له الشرطة بدخول المبنى بعد أن تقدم بشكوى، فقال “لم أدخل بيتي. فقط اشرت للشرطة عن مكان بيتي. رأيت ان المستوطنين هدموا الحائط بين بيتي وبيت ابن عمي صلاح ووضعوا خزائن في زاوية وكدسوا الأغراض عليه كما سيجوا الدار والأسطح بالسياج الشائك”. يذكر أن هذا العقار ليس الأول الذي يستولي عليه المستوطنون في حي السعدية بل هو الخامس، وهو يضاف إلى 75 عقاراً آخر داخل البلدة القديمة –التي تعد صمام الأمان وخط الدفاع الأول عن الحرم القدسي الشريف- استولى عليها المستوطنون بحماية قوات الاحتلال. إلى ذلك نددت كل من الرئاسة الفلسطينية وحركة “حماس” باستيلاء جماعة يهودية على مبني عائلة فلسطينية في مدينة القدس الشرقية. وقال رئيس وحدة القدس في الرئاسة أحمد الرويضي إن استيلاء جماعات يهودية على المبني “يشكل عملية قرصنة حقيقية”. وأضاف أن “الإطار القانوني الإسرائيلي يمنع دخول المستوطنين إلى المنزل، باعتبار أن وجود العائلة الفلسطينية في منزلهم قانوني بناء على قرارات المحاكم الإسرائيلية بمختلف درجاتها خلال عشرين عاماً من القضايا التي تخص هذا المنزل”. من جهتها وصفت حركة “حماس” عملية الاستيلاء على منزل العائلة الفلسطينية في القدس بأنه “إجراء عنصري وجريمة تطهير عرقي”. وقالت الحركة “إن طرد الفلسطينيين من مدينة القدس هو استهداف مباشر للمدينة والمسجد الأقصى، ودليل على خطيئة المفاوضات العبثية التي يستغلها الاحتلال مظلة لسياساته التهويدية”. من جانبها شجبت الأمم المتحدة بشدة امس إستيلاء مستوطنين إسرائيليين على مبنى لمواطنين فلسطينيين في مدينة القدس وطرد سكانه الأصليين منه. وجاء في بيان أصدره روبرت سيري منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط أن المنظمة الدولية تشجب بقوة هذا العمل غير المقبول من قبل المستوطنين الإسرائيليين المسلحين الذين استولوا بالقوة. ودعا البيان إسرائيل إلى إخراج المستوطنين من المبنى على الفور والعمل على اعادة اصحابه الفلسطينيين اليه وإعادة الوضع لما كان عليه سابقا.
المصدر: وكالات
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©