القمة الثلاثية في بيروت اليوم أمام اختبار تبريد الخلافات اللبنانية

تشكل القمة الثلاثية العربية المقررة بعد ظهر اليوم الجمعة في القصر الجمهوري بين الرئيسين اللبناني العماد ميشال سليمان والسوري الدكتور بشار الأسد، وخادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، الاختبار الأول لمعادلة الـ”سين سين” في إرساء الاستقرار في لبنان، وإظهار مدى تأثير الزعيمين العربيين السعودي والسوري في المعادلة اللبنانية وفق مصادر دبلوماسية عربية لـ”الاتحاد”. فالعاهل السعودي الذي زار بيروت آخر مرة عام 2002، حيث شارك في القمة العربية، والرئيس السوري الذي لم يزر لبنان منذ عام 2005، سيصلان على متن طائرة واحدة بعد قمة جمعتهما في دمشق أمس، ليكونا أول من يدخل على خط الأزمة اللبنانية مباشرة على خلفية السجال الذي ثار بين أقطاب 8 و14 مارس حول القرار الظني للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان المتوقع صدوره قريباً. وقالت المصادر الدبلوماسية نفسها لـ”الاتحاد” إن زعيمي السعودية وسوريا قد يحملان معهما حلولاً معينة للازمة بعد طمأنة القلقين “حزب الله” بوقوفهما بقوة وصلابة ضد أي قرار ظني لا يبنى على أدلة ثابتة ودامغة ولا تقبل التأويل، وهما واثقان من أن جهودهما ستثمر عن سحب فتيل التوتر. وكان رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري قد أبلغ المجلس رسمياً خلال جلسته العادية التي عقدت ليل أمس في السرايا الحكومي بموعد القمة الثلاثية. وأوضحت مصادر القصر الجمهوري بدورها أن دوائر الرئاسة الأولى عدلت الدعوات التي وجهتها سابقاً للقادة السياسيين من رؤساء ووزراء ونواب وقادة أحزاب وشخصيات اجتماعية على ضوء تأكيد مرافقة الرئيس الأسد للعاهل السعودي في الزيارة. وعشية القمة، التقى الرئيس سليمان الرئيس الحريري، وتركز البحث على الأوضاع العامة وآخر المستجدات، لا سيما الزيارة المشتركة لخادم الحرمين الشريفين والرئيس الأسد إلى لبنان اليوم الجمعة. ووزعت الدائرة الإعلامية في القصر الجمهوري أمس برنامج وصول الضيفين السعودي والسوري. وقالت: “إن الرئيس الأسد والملك عبدالله سيصلان معاً إلى مطار بيروت الدولي قرابة الساعة الواحدة ظهراً وبعد مراسم التشريفات الرسمية وإطلاق 21 قذيفة تحية للزائرين ينتقل الزعيمان إلى القصر الجمهوري لعقد قمة مع الرئيس سليمان بحضور الوفود المرافقة، ويعقبها لقاء منفصل بين القادة الثلاثة، ويلي ذلك مأدبة غداء يقيمها رئيس الجمهورية على شرف ضيوفه ويشارك فيها 150 شخصية سياسية. وفي سياق متصل، يصل عصر اليوم الجمعة أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في زيارة رسمية مقررة إلى لبنان، حيث سيعقد لقاء قمة مع الرئيس سليمان تليـها مأدبة عشاء على أن تكون لأمير قطــر جولة جنوبية غداً السبت يتسلم خلالها مفاتيح عدد من المدن والبلدات التي أعــادت قطر بـناءها بعد أن دمرها العدوان الإسرائيلي في يوليو 2006. ورجحت مصادر القصر الجمهوري أن يرافق الرئيس سليمان ضيفه القطري في جولته الجنوبية وتتخللها مأدبة غداء يقيمها رئيس البرلمان نبيه بري في دارته في المصيلح إلى الجنوب الشرقي من صيدا تكريماً لأمير قطر.