السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

روسيا··· تحدٍ خارجي لأوباما

روسيا··· تحدٍ خارجي لأوباما
13 نوفمبر 2008 03:56
إذا كان أوباما قد ركز اهتمامه على روسيا فيما سبق، فإن ذلك التركيز لم يتجاوز اهتمامه الأساسي بموضوع المحافظة على مخزون الاتحاد السوفييتي السابق من الأسلحة النووية، وإبعاده عن أيدي المنظمات الإرهابية· بيد أن ما حدث الآن هو أن الرئيس الروسي'' ديمتري ميدفيديف'' ألقى بقفاز التحدي في وجه أميركا، كي يظهر لرئيسها المنتخب أن العصر الحالي ليس عصر ''ما بعد'' الحرب الباردة كما يعتقد البعض· ففي الوقت الذي كان قادة العالم يتسابقون للثناء على انتخاب أوباما يوم الأربعاء الماضي، ألقى الرئيس الروسي خطاباً عنيفاً في موسكو يحمل في طياته قدراً كبيراً من التحدي· لم يذكر ميدفيديف في خطابه السيناتور ''أوباما'' بالاسم، ولكنه قال إنه سينشر صواريخ قصيرة المدى بالقرب من بولندا، إذا ما مضت الولايات المتحدة قدماً في تنفيذ خططها الرامية لبناء درع دفاعية صاروخية في أوروبا· في ذلك الخطاب أحاط ''ميدفيديف'' أوباما علماً بموقف بلاده من جورجيا أيضاً عندما قال''إننا لن نتراجع في القوقاز''· وحتى الجملة الوحيدة التي حملت تهنئة لأوباما في ذلك الخطاب كانت فظة إلى حد ما حيث قال له فيها ''إنني اتطلع إلى إجراء حوار بناء معك مبنياً على الثقة والمراعاة المتبادلة للمصالح''· أوباما مطالب بأن يرد من جانبه على التحدي الروسي غير أن الأرجح هو أنه لن يفعل ذلك إلا بعد أن يتولى مهام منصبه رسمياً- كما ألمح مستشاروه· منذ إعلان فوزه في الانتخابات، بذل أعضاء فريق أوباما قصارى جهدهم لتفادي الإدلاء بأي تصريح علني يمكن أن يتخذ مؤشراً على طريقة تفكيره في العديد من مسائل السياسة الخارجية الرئيسية، وهو ما يمكن إرجاعه إلى سببين: الأول، أن العديد من هؤلاء المستشارين يسعون سراً إلى الحصول على مناصب في إدارة أوباما، ولا يريدون بالتالي تعريض فرصهم في ذلك للخطر من خلال الحديث علناً أمام الصحفيين· الثاني: أن أوباما في الوقت الراهن يمر بمرحلة انتقالية بين خطابه الانتخابي الحماسي، وخطابه الرئاسي الذي يجب أن يتسم بمقاربة أكثر ذكاء وهدوءاً في التعامل مع دولة من المؤكد أن علاقات بلاده بها ستكون ذات طابع خلافي· يشار هنا إلى أن بعض تعليقات أوباما أثناء الحملة الانتخابية قد تضع قيداً عليه فيما يتعلق بالتعامل مع روسيا: فعندما غزت روسيا جورجيا كان رد فعل أوباما الأول هادئاً ومتوازناً، حيث قال: على الدولتين أن يمارسا ضبط النفس· وعندما انتقد معسكر ماكين ـ الذي كان رد فعله عنيفاً ـ موقف أوباما واصفاً إياه بأنه كان ''مبالغا في حرصه''، فإن أوباما عمل على الفور على تصليب موقفه متهماً روسياً في تصريحه التالي بانتهاك سيادة جورجيا، وحملها مسؤولية تصعيد الموقف· وعندما حان موعد المناظرات الرئاسية، كان أوباما قد أصبح أكثر قرباً من ماكين في موقفه من روسيا وجورجيا، حيث حرص على التعبير عن موقفه المؤيد لانضمام جورجيا لحلف ''الناتو''· يقول ''ستيفن سيستانوفيتش''، الذي شغل منصب سفير أميركا المتجول في الاتحاد السوفييتي السابق خلال الفترة من 1997 إلى ،2000 والزميل حاليًا بمجلس العلاقات الخارجية الأميركي والذي عمل مستشاراً لحملة أوباما إن انتخاب أوباما'' ربما يكون قد سبب بعض القلق في روسيا''· واضاف سيستانوفيتش: ''القيادة الحالية في روسيا لا تجد راحة كبيرة في التعامل مع ذلك النمط من السياسات التي تأتي تعبيراً عن إرادة القواعد الشعبية'' وأوضح ما يعنيه بقوله:''وردتني رسالة بالبريد الإلكتروني من صديق روسي بعد انتخاب أوباما مباشرة يقول لي فيها إن الشعور السائد في روسيا تجاه ما جرى في الانتخابات الأميركية هو شعور بالحسد بعد أن رأى الروس كيف تعمل الديمقراطيات الحقيقية''· ويُشار إلى أن أوباما كان حريصاً على النأي بنفسه بعيداً عن التعليقات المتطرفة بشأن روسيا خلال الحملة الانتخابية وهو ما يمكنه من المضي قدماً عند توليه الحكم في تأييد فكرة انضمام جورجيا لعضوية حلف الناتوـ مثلاـ لأنه يعرف أن الأوروبيين لن يمضوا قدماً في تنفيذ تلك الخطة· كما يمكن لأوباما أن يعقد صفقة ترتاح لها موسكو، مثل الدفع مجدداً باتجاه ضم روسيا لمنظمة التجارة العالمية، والتعاون معها بشأن إيجاد طريقة للخروج من المأزق الخاص بالدرع الصاروخية الدفاعية، كأن يتقدم مثلاً باقتراح بتأجيل عملية نشر الدرع في بولندا إلى أن يتجســـد بالفعـــل تهديد نووي إيراني حقيقي على الأرض، بدلاً من القيام بذلـــك فوراً· ويمكن لإدارة بوش قبل رحيلها أن تقدم يد المساعدة لأوباما في هذا الشأن بعدة طرق منها ما قامت به بالفعل من تقديم لمقترحات جديدة إلى الروس تتضمن السماح لمفتشيهم بإجراء تدقيق على المنشآت الجديدة للمنظومات الصاروخية في بولندا وجمهورية التشيك· أما الشيء الذي لن يكون أوباما قادراً على عمله -كما يقول خبراء السياسة الخارجية- فهو السماح بعودة جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابقة، والدول التي كانت تابعة له في شرق أوروبا، مجدداً إلى الدوران في الفلك الذي يطيب للروس تسميته بـ'' الخارج القريب''· قائمة الخيارات المتاحة أمام أوباما للتعامل مع روسيا طويلة، وكلها تبعد عن الخيارات المتاحة لبلاده عقب أول انغماس له في الشأن الروسي عندما شارك لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي في زيارة لروسيا وأوكرانيا وأذربيجان في صيف عام 2005 رافقه فيها السيناتور الجمهوري ''ريتشارد لوجار'' عضو مجلس الشيوخ عن ولاية إنديانا والخبير في شؤون السياسة الخارجية·كان من الواضح أمام أعضاء مجلس الشيوخ خلال الجولات التي قام بها أعضاء اللجنة في المنشآت النووية الروسية، من هو الخبير في الشؤون السياسية الخارجية ومن هو المبتدئ(لوجار أم أوباما)· بعد العودة من تلك الزيارة بفترة شارك أوباما ''لوجار'' في تقديم اقتراح الغرض منه إبعاد مخزونات الأسلحة النووية في الدول التي كانت تشكل الاتحاد السوفييتي السابق عن أيدي الإرهابيين· كان ذلك فيما مضي ،أما الآن فإن عودته للتركيز على موضوع ''الأسلحة النووية السائبة'' سوف تبدو أمراً غريباً لحد كبير ـ بحسب خبراء السياسة الخارجية· هيلين كوبر- واشنطن ينشر بترتيب خاص مع خدمة نيويورك تايمز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©