الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«جوجنهايم-أبوظبي» متحف جامع لحوارات الفنون وإبداعاتها

«جوجنهايم-أبوظبي» متحف جامع لحوارات الفنون وإبداعاتها
14 مايو 2013 00:03
مع ترقب موعد افتتاح «متحف جوجنهايم - أبوظبي»، الذي يعد الأضخم من بين 5 متاحف في العالم تحمل الاسم نفسه، تنجذب الأنظار باتجاهه للتعرف إلى ما سيكون عليه محتواه الفني، وكانت آخر الفعاليات ذات الصلة سلسلة النقاشات المتخصصة ضمن «حوارات الفنون» التي استضافتها منارة السعديات للإضاءة على تفاصيل الموضوعات التي سيقدمها المتحف في المستقبل. ورش عمل وجلسات نقاش ركزت على دقة اختيار المعروضات التي سيتم استقدامها إلى متحف جوجنهايم من باب الدلالة على المستوى الراقي لهذا الصرح الثقافي كأحد معالم النسيج الإبداعي في إمارة أبوظبي. وأهم ما سجلته المحاضرات التي شهدت تفاعلاً جماهيرياً من متذوقي الأعمال الاستثنائية، الحديث عن «الثقافة الشعبية والصورة الوسيطة»، وفيها محاولة لتبسيط المساقات المتشعبة لأقسام المتحف، وأسلوب عملي للتعريف بأهمية الأبعاد الحيوية التي تشكلها الصور المصنوعة وفقا لمفاهيم مبتكرة. أعمال فنية وشهدت المناقشات الحديث عن «النظام والعملية والمفهوم»، وكذلك «التاريخ والذاكرة والسرد»، وهي عناوين عميقة تباينت حولها الآراء، لتصب أخيراً في خانة الولوج حتى آخر رمق في ترجمة الأعمال الفنية التي تحتمل عشرات التفسيرات. وقد سجل المشاركون في جلسات الحوار وورش العمل من كبار الفنانين المعاصرين الرواد، ملاحظاتهم الإيجابية حول متحف «جوجنهايم - أبوظبي»، والتي جاءت بالتوازي مع الحديث عن تجربتهم. والتي ستكون حاضرة مستقبلاً ضمن المجموعة الفنية للمتحف من خلال أعمالهم. وهم من أجيال وجنسيات مختلفة مما يدعم أهداف «جوجنهايم - أبوظبي»، الذي يعكس بأسلوبه تاريخ الفن من منظور عابر للحدود، مع الإقرار بوجود ديناميات لصناعة الفن عبر المناطق الجغرافية والفترات الزمنية المختلفة. تعددية فكرية ويتحدث الفنان الصيني فنج مينجبو عن ولعه بالتنقل في أعماله بين المدن والعواصم العالمية، وذلك لإيمانه بأن الفنون لا تكتسب إلا بالترحال، حيث يكون الإلهام في قمة بريقه. وهو مع انتشاره في أهم بيوت المتاحف وصالات العرض الدولية، لا يزال يتمتع بتواضع الكبار، إذ يتمنى أن تنال أعماله المعروضة في «جوجنهايم - أبوظبي» إعجاب متتبعي الحركة الثقافية في البلاد. ويبدي الفنان مينجبو إعجابه بأسلوب اختيار المعروضات التي سيكون عليها المتحف عند افتتاحه، والتي تلبي مختلف المدارس الفنية، مع التركيز على التعددية الفكرية. وكذلك الأمر بالنسبة لاختيار الفنانين المشاركين من جنسيات متعددة، تمثل منابر الإبداع في المناطق المعروفة ثقافياً، كما في المناطق المغمورة. ويذكر الفنان الصيني المعاصر عددا من المعارض التي نظمها، ومنها في متاحف بكين وشنغهاي وهونج كونج. إضافة إلى مركز ديا للفنون في نيويورك، والمعرض الفني الدولي في «بينالي البندقية»، و«ترينالي الفن المعاصر» في آسيا - الباسيفيك. دعم الثقافات ويعلق الفنان يوسف نبيل المقيم حالياً في ولاية نيويورك الأميركية على المستوى المرموق الذي وصلت إليه إمارة أبوظبي، ولاسيما في إطار دعمها للثقافات الحرة، وهو الحائز جائزة «سيدو كيتا» من ملتقى فن التصوير الإفريقي في مالي عام 2003، يعرب عن سعادته بالانضمام عبر أعماله إلى «جوجنهايم - أبوظبي». ويعتبر أنه من خلال هذه المشاركة سيكون حاضراً ليس فقط وسط جمهور الإمارات، وإنما كذلك لكل من يزور المنطقة الثقافي في السعديات. والتي برأيه سيلمع نجمها قريباً في سماء المتاحف على مستوى العالم. ويذكر الفنان نبيل أن المسيرة الفنية وإن بدأت بخطوات تدريجية من باب السعي لإثبات الذات، غير أن الرسالة النموذجية لابد وأن تصل إلى الذواقة. وهذا ما يشعر به اليوم بعد تنقل أعماله بين متاحف وصالات عرض دولية عدة، من مركز التصوير في مدينة مكسيكو إلى كلية سافانا للفنون في جورجيا، وفيلا ميديشي في روما ومركز الثقافة المعاصرة في برشلونة. خطوط التصوير ويقول عادل السيوي وهو فنان مصري عمل طبيباً ممارساً قبل أن يختار الانضمام إلى كلية الفنون الجميلة، إنه فخور بعرض أعماله في «جوجنهايم - أبوظبي». ويذكر أن المنطقة الثقافية في جزيرة السعديات سيكون لها كبير الأثر لتعريف العالم إلى الفنون العربية المعاصرة. ولاسيما أنها تضيء على مختلف مواطن الإبداعات مع التخطيط الجيد لإقامة المعارض على مستوى دولي شمولي يعود بالإيجابية للحركة الفنية جمعاء. ويشير الفنان السيوي الذي كانت له نقاشات متخصصة حول خطوط التصوير الفني، إلى مسيرته الطويلة التي أوصلته لأهم المتاحف، ومنها ما نظمه من معارض خاصة في القاهرة والإسكندرية وبيروت ودمشق والبحرين. ويلفت إلى أنه إضافة إلى مشواره المهني كفنان تصويري، قام بترجمة الكثير من كتب تاريخ الفن التي ألفها فنانون عالميون أمثال ليوناردو دافنشي وبول كلي، إلى العربية. رؤية ثقافية من جهته يرى فيصل الظاهري منسق العلاقات الخارجية لـ«جوجنهايم - أبوظبي» في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة أن سلسلة «حوارات الفنون» تساهم في تعزيز رؤية المنطقة الثقافية في جزيرة السعديات، مع تحقيق رسالتها الرامية إلى تقديم الفرص للتعلم والاستكشاف. ويقول إن المتحف المنتظر افتتاحه سوف يعرض على مراحل لكوكبة من الرواد المعاصرين الذين استقدمت أعمالهم ضمن مجموعة المقتنيات المتنامية، وهم فنانون ينتمون إلى أجيال وبلدان مختلفة وأساليب ومدارس فنية متنوعة. ويشير الظاهري إلى أن تنوع الأعمال الفنية يعكس الفلسفة التي يعمل على أساسها الفنانون، مع الإشارة إلى رؤيتهم المتفردة وإدراكهم للفنون المنتجة في أماكن وحقبات زمنية مختلفة. وهذا برأيه ما ينطبق على رواد الفن المعاصر الذين تمت استضافتهم خلال «حوارات الفنون» الأسبوع الفائت، وهم الفنان الصيني فنج مينجبو، الفنانان المصريان الأصل عادل السيوي ويوسف نبيل، الفنان إيل أناتسوي والفنان جايمس روزنكويست. حوارات نوفمبر يشهد شهر نوفمبر المقبل برنامج حوارات يعقد بالتزامن مع «فن أبوظبي»، يشارك في جلساته نخبة من الفنانين العالميين الذين اقتنيت أعمالهم ضمن مجموعة «جوجنهايم- أبوظبي»، منهم أنجيلا بولوك، هاينز ماك، مروان، حسن شريف، مونيكا سوسنوسكا، جاك فيليجلي ويانج فودونج. عابر للحدود يعد «جوجنهايم - أبوظبي» متحفاً عابراً للحدود لعرض الأعمال الفنية والثقافية المعاصرة. وهو يقدم فضاءً لمختلف الأنشطة الثقافية من الدولة والمنطقة والعالم. ومن خلال مجموعة أعماله الدائمة، ومعارضه وبرامجه التعليمية، سيعزز المتحف فلسفة جديدة تضيء على المساهمات الفريدة في تاريخ الفن، والديناميات المترابطة ومجموعة من الأعمال التي يكلف بها فنانون مبدعون، لتعرض ضمن قاعاته ومساحاته الخارجية. ورش عمل جاءت ورش العمل التي تم تنظيمها على هامش «حوارات الفنون» الأسبوع الفائت لتمنح العائلات فرصة التعرف إلى الأساليب الفنية وعمليات صناعة الأعمال المميزة. وذلك من باب مساعدة اليافعين على إبداع أفكارهم إما بمساعدة الأهل أو بمفردهم.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©