السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حقيبة «الأثقال» المدرسية

13 مايو 2012
أخيراً وبعد طول انتظار وترقب، ها هو أحد المعاهد التطبيقية في الدولة، يقوم بالتخلي والاستغناء والتخلص تماماً من الكتب الورقية، واستبدالها بالكمبيوتر اللوحي “آي باد”. حيث تم إحلال هذا الأخير، كبديل رئيسي ورسمي عن الكتاب الورقي، ثقيل الوزن متعدد الصفحات، الذي أصبح اليوم يعيش في زمانٍ ليس بزمانه، ومكانٍ ليس بمكانه. فهذا الكتاب كان يعد ولوقتٍ ليس بالبعيد، الرفيق المسلي، والصديق الصدوق، والذي كان ملمس ورقه وتصفح صفحاته وقراءة محتواه، يدخل قارئه في عالم وزمنٍ جديد، عالم بعيد كل البعد عن عالمنا وواقعنا وحاضرنا الذي نعيشه اليوم. هذا الصديق والصاحب القديم، أصبح اليوم عبئاً كبيراً، وهماً صباحياً مريراً، على أطفالنا صغار وكبار السن، فقد امتلأت به حقائبهم المدرسية، وتكدست به أدراجهم ومكتباتهم، وأصبح مصنعو ومنتجو هذه الكتب، يتفاخرون بأوزانها وأشكال أوراقها وألوانها، قبل تفاخرهم بالمواد والمعلومات التي تحملها بعض هذه الكتب، فأصبحت بعض كتب المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية... وكأنها موسوعات تعليمية من كبر حجمها، أما من حيث وزنها فبدأ بعضها يجاري أمهات الكتب القديمة، في الوزن والثقل، وبات بعضها يلزمه حقائب سفر بدلاً من الحقائب المدرسية، ليرقد فيها بسلام. حاول أن تحمل حقيبة ابنك المدرسية بيدك أو ضعها على ظهرك أو حتى قم بجرها وتحريكها... وذلك خلال نصف الأسبوع الدراسي المزدحم بمثل هذه الكتب، مختلفة الأشكال والأحجام والأوزان، وتخيل أن طفلك الذي لم يتجاوز سنه الثامنة، يتحايل على “حقيبة الأثقال” هذه، محاولاً جرها، أو طالباً المساعدة من “صديق” يكبره سناً ليساعده في وضع هذه الأحمال على ظهره ذي الفقرات الغضة الطرية، والتي تعاني اليوم من ضغط هذه الأثقال المستمر عليها، والتي ومن المؤكد أنها ستعاني في المستقبل من مشاكل هذا الضغط وهذه الأوزان التي أرهقت هذه الفقرات وهذا العمود الفقري، الذي يصرخ من الألم ويصيح طالباً المساعدة والعون... ولكن دونما جدوى ودون أن يسمعه أو يغيثه أحد. أخيراً وبعد طول انتظار وترقب، بدأنا نسمع وفي واقعنا الحالي الذي نعيش أيامه الآن، عن معاهد بدأت بالفعل في خطوة كبيرة وجريئة، وبدأت بالتماشي مع التطور التكنولوجي، حيث بدأت في التخلص من ثقل الكتب الورقية وأوزانها وأحجامها، واستبدالها بالأجهزة اللوحية، القادرة على تخزين، كل ما شاء وكل ما يحلو للمفكرين والمؤلفين... للكتب الورقية، في هذه الأجهزة اللوحية الذكية، التي من المؤكد أن الدراسة من خلالها، ستكون أمتع وأجمل لأطفالنا، وأن استيعابهم للمواد التي تدرس من خلالها سيكون أكبر، هذا بالإضافة إلا أن حملها سيكون في غاية السهولة، ولا يتطلب مهارات فنية.. أوعضلات قوية.. لحمل أو التعامل مع الحقيبة المدرسية “حقيبة الأثقال” هذه. لسنا ضد الكتاب الورقي، ولسنا نقول في هذا المقال إن الأجهزة اللوحية، هي بمثابة البديل الحصري الرئيسي القادم لاستبدال هذا الكتاب، إنما نحن ضد ما تأتينا به بعض الكتب المدرسية من أوزان وأحجام، تثقل كاهل الكبار قبل الصغار. المحرر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©