السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العناية بصحة الفم والأسنان استثمار طويل الأمد في الصحة العامة

العناية بصحة الفم والأسنان استثمار طويل الأمد في الصحة العامة
13 مايو 2013 20:32
يستهين كثير من الناس بأهمية صحة الفم والأسنان، فتجدهم لا يولونها العناية اللازمة إلا بعد أن تتسوس الأسنان أو تتحسس اللثة. ولا يكمن الهدف الرئيسي في استدامة بياض الأسنان ومظهرها الجميل عند الابتسام كما تروج لذلك عيادات الأسنان والتقويم، بل في الحفاظ على الصحة العامة للجسم باعتبار الفم والأسنان نافذة الجسم ومرآته التي تعكس في غالب الأحيان نوع الصحة التي يتمتع بها الشخص. فاعتلال صحة الأسنان له تأثير يمتد إلى عدد من أعضاء الجسم ووظائفه. ولذلك وجبت معرفة تلك العلاقة المتلازمة بين صحة الفم والأسنان وصحة الجسم العامة، فالعلاقة متبادلة التأثير بينهما أصبحت محط إجماع الأطباء العامين والاختصاصيين، ما يحتم اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة والإيقان بأن العناية بالأسنان استثمار صحي حقيقي يُلازم كل إنسان ما دام فيه عرق ينبض. أمراض اللثة والأنسجة مثل مناطق كثيرة في الجسم، يعج الفم بالبكتيريا، غالبيتها من النوع غير الضار. وفي العادة، تعمل الدفاعات الطبيعية للجسم والرعاية الجيدة للفم والأسنان على إبقاء هذه البكتيريا تحت السيطرة. ولكن عندما تقل العناية أو تنعدم، فإن البكتيريا قد تصل إلى مستويات تجعلها تسبب التهابات فموية تصيب الأسنان أو اللثة. وبالإضافة إلى ذلك، فإن من الأعراض الجانبية لبعض الأدوية المسكنة للألم والمدرة للبول والمزيلة للاحتقان ومضادات الهيستامين والحساسية أنها تقلل من تدفق اللعاب في الفم. ومن المعلوم أن اللعاب يُحَيد الحموضة التي تنتجها البكتيريا عند مضغ الطعام ويساعد على حماية الفم من الغزو البكتيري، أو التكاثر المفرط للبكتيريا لمنع إصابة الأسنان أو اللثة بأي التهاب أو عدوى. وقد أظهرت أكثر من دراسة في الآونة الأخيرة أن بكتيريا الفم والالتهابات المرتبطة بأمراض اللثة والأنسجة الداعمة قد تلعب دوراً في بعض الأمراض. وعلاوة على هذا، فإن بعض الأمراض المزمنة كالسكري من شأنها إضعاف مقاومة البدن للعدوى، ما يجعل مشاكل صحة الفم والأسنان أكثر خطورة وحدة. أمراض ذات صلة تُعد صحة الفم والأسنان عاملاً مؤثراً ومتأثراً في الوقت ذاته. فكما أن اعتلال الأسنان يؤثر سلباً على باقي وظائف الجسم، فإن مرض أحد أعضاء البدن قد يجعل الفم والأسنان أكثر هشاشة تجاه مختلف أنواع العدوى. ومن بين هذه الأمراض: التهاب الشغاف: وهو التهاب في الطبقة الداخلية للقلب، ويتضمن صمامات القلب والهياكل الأخرى التي قد تشمل الحاجز بين البُطينين والحبال الوترية والبطانة الجدارية وغيرها من الأجهزة التي يحويها القلب. ويُصاب الإنسان بالتهاب الشغاف عادة عندما تنطلق البكتيريا أو الجراثيم من أجزاء أخرى من الجسم، كالفم، وتنتشر في مجرى الدم وتلتصق بالمناطق المتضررة من القلب. أمراض القلب والأوعية الدموية: إذ تشير بعض الدراسات إلى أن أمراض القلب مثل تصلب الشرايين والسكتة القلبية تجعل لياقة الفم والأسنان مفتقرة للقوة الكافية لصد أنواع الالتهابات أو العدوى التي قد تسببها لها بكتيريا الفم. الحمل والوضع: فأمراض اللثة والأنسجة الداعمة تحدث أحياناً نتيجة الولادة المبكرة أو نقصان وزن الطفل عند الولادة. السكري: فهذا المرض يُضعف قدرة الجسم على مقاومة العدوى، ويُعرض اللثة للخطر. ويعد مرضى السكري من أكثر الناس عرضة لأمراض اللثة. وقد كشفت دراسة حديثة أن الناس الذين يعانون مرض اللثة يجدون صعوبة أكبر في مراقبة مستويات السكر في دمهم. فقدان المناعة المكتسبة «الإيدز»: فمشاكل الفم والأسنان هي أمراض شائعة لدى مرضى الإيدز، ولكن أكثرها انتشاراً هي الالتهابات المخاطية الأليمة. تخلخل العظام: فهذا المرض الذي ينتج عن ضعف كثافة العظام أو ترققها له علاقة بسهولة الإصابة بأمراض اللثة والأنسجة الداعمة وفقدان الأسنان. مرض الزهايمر: ففقدان الأسنان قبل بلوغ 35 سنة يعد عامل خطورة قد يؤشر إلى ارتفاع قابلية الإصابة بمرض الزهايمر في مرحلة الشيخوخة. أمراض أخرى: هناك علل أخرى قد تكون لها علاقة بصحة الفم والأسنان، وذلك من قبيل مرض متلازمة جوجرن الروماتيزمي المزمن الذي يصيب الغدد اللعابية والدمعية والمخاطية في الجسم، فيسبب جفافاً في الفم والعيون واضطرابات في الأكل. ومن أجل ذلك، يُنصح كل من يصاب بأحد أمراض الفم والأسنان أن يخبر طبيب الأسنان بأي مرض سبق له الإصابة به، إلى جانب الأدوية التي دأب على تناولها، وما إذا كان قد سبق له أن أصيب بالسكري أو أحد الأمراض المزمنة، أو أي تغيرات أخرى طرأت على صحة جسده العامة نتيجة الإصابة بأمراض دورية أو موسمية. طرق الوقاية من أجل حماية صحة الفم والأسنان، يُنصح بالاهتمام بصحة الفم عبر تبني ممارسات يومية من قبيل غسل الأسنان بالفرشاة والمعجون ما لا يقل عن مرتين كل يوم، وتخليل الأسنان بخيط طبي، وتناول طعام صحي، وتقييد عدد الوجبات الخفيفة ما بين كل وجبة رئيسية وأخرى، وتغيير فرشاة الأسنان كل ثلاثة أو أربعة أشهر أو كلما اهترأت شعيرات الفرشاة، وجدولة فحوص منتظمة للفم والأسنان، ومراجعة طبيب الأسنان بمجرد الشعور بأي ألم في الأسنان أو اللثة، لأن معالجة أي مشكلة فموية في بدايتها يمنع استشراءها إلى أسنان أو أنسجة أخرى في الفم. عن «لوس أنجلوس تايمز»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©