الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الدول الناشئة تسعى إلى المشاركة في إدارة الشؤون الاقتصادية للعالم

13 نوفمبر 2008 23:37
تسعى الدول الناشئة ذات الاقتصادات سريعة النمو والتي تواصل دورها في الحفاظ على استمرار النمو العالمي الى دخول نادي الدول الغنية لتشارك مشاركة كاملة في ادارة الشؤون الاقتصادية للعالم· وتشارك العاصمة البرازيل وروسيا والهند والصين والسعودية، وهي دول ذات اقتصادات متنامية، وإن كان دورها مازال محدوداً في المؤسسات المالية الدولية، في قمة العشرين التي تعقد في العاصمة الأميركية واشنطن لبحث سبل مواجهة الأزمة المالية العالمية· ويبدو واضحا للعيان أن مجموعة الدول الناشئة الكبرى لم تعد تريد الاكتفاء في هذه العاصفة المالية التي تزعزع اقتصادات الدول الاكثر تقدماً، بمقعد ثانوي في المناقشات حول النظام المالي الجديد التي ستشهدها القمة· وتجلى التأثير الجديد لهذه الدول لاسيما الصين في إعلان بكين عن خطة انعاش اقتصادي ضخمة بلغ حجمها 586 مليار دولار مما ساهم في تنشيط جميع الاسواق المالية الاثنين الماضي· وتطالب الهند والبرازيل اللتان تتحدثان باسم الدول ذات الاقتصادات الناشئة بارساء نظام مالي جديد لتجنب تكرار الازمات التي تلحق افدح الضرر بالدول الاكثر فقرا والتي تعتمد اكبر الاعتماد على صادراتها من المواد الاولية· وقال رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينج الاسبوع الماضي: ''نريد اصلاحا للمؤسسات المالية الدولية وقدرا اكبر من التنظيم والمراقبة لمنع تكرار هذه الازمات''· وقد حققت هذه الدول الناشئة بالفعل مكسبا ولو بشكل جزئي في الاجتماع الذي عقده وزراء المالية ومحافظو البنوك المركزية في الدول الصناعية الكبرى والدول الناشئة الرئيسية في ساو باولو في نهاية الاسبوع الماضي· واعترف المشاركون في ذلك الاجتماع بضرورة انجاز ''اصلاح عميق'' للمؤسسات المالية الدولية مثل صندوق النقد والبنك الدوليين اللذين انشأتهما اتفاقيات بريتون وودز عقب الحرب العالمية الثانية وتبدو سيطرة الولايات المتحدة واوروبا عليهما واضحة بدون ان يظهر تأثير تصاعد قوة الدول الغنية الجديدة في هاتين المؤسستين· وقال الوزراء في اجتماع سان باولو ان ''الدول ذات الاقتصادات الناشئة والدول النامية يجب ان يكون لها صوت اقوى وتمثيل افضل في هذه المؤسسات''، حتى ان المندوب الاميركي في الاجتماع ديفيد ماكورميك اكد ان واشنطن تؤيد منذ فترة طويلة منح دور اكبر للدول الناشئة في صندوق النقد والبنك الدوليين، واضاف مساعد وزير الخزانة الاميركية للشؤون الدولية ''نشعر بالاغتباط للاصلاح ونشارك في الطليعة في هذا الاصلاح''· لكن شيئا لم يتم على ارض الواقع بما يتجاوز هذا الاتفاق المبدئي· فهل يمكن على سبيل المثال ان تحل مجموعة العشرين محل مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى مثلما تريد البرازيل؟· والحقيقة ان هذا غير وارد الان· وقال ماكورميك في هذا الصدد: ''لم أسمع أحداً يرفض مجموعة السبع ولكنني سمعت حديثا عن اهمية اكبر لمجموعة العشرين''· وفيما يتعلق بالمقترحات العملية فانه من المتوقع ان يركز سينغ على ضرورة ان يمنح صندوق النقد والبنك الدوليان مساعدات اكبر الى الدول المتضررة· ومن المتوقع ان يحظى سينج في هذا الشأن بتأييد الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا الذي يتهم الولايات المتحدة واوروبا بين الفينة والاخرى باللجوء الى ''المقامرة المالية'' التي منيتا فيها بالخسارة لكنهما تريدان مع ذلك ان يتحمل العالم كله بما في ذلك الدول الاكثر فقرا نتيجة هذه الخسائر· ويوصي سينج لمنع تكرار هذه الازمة بصورة دورية، بزيادة حجم الاستثمارات في البنية الاساسية للدول النامية على ان يتم دعم ذلك بموارد متزايدة تمنحها المؤسسات المالية الدولية· وافاد مصدر رسمي ان رئيسة الارجنتين كريستينا كيرشنر ستطلب ايضا في اجتماع واشنطن ان يقوم صندوق النقد الدولي بتعويض النقص في السيولة وذلك بتقديم ائتمان الى الدول الناشئة ولكن بدون فرض شروط اقتصادية كلية مثلما كان يفعل في الماضي· وعلى اي حال يرى وزير المالية البرازيلي جيدو مانتيجا ان امام زعماء مجموعة العشرين مهمة دقيقة لانه ''يتعين تغيير اطارات السيارة في الوقت الذي مازالت تتحرك فيه على الطريق''·
المصدر: ساو باولو
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©