ارتفعت أرباح الشركات المساهمة العامة المدرجة في سوقي أبوظبي ودبي خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي بنسبة 40,3%، حيث بلغت قيمة أرباحها 45,535 مليار درهم مقارنة بأرباحها المسجلة في الفترة نفسها من العام الماضي والتي بلغت 32,457 مليار درهم·
وبحسب البيانات المجمعة لنتائج 95 شركة مساهمة أفصحت عن بياناتها المالية حتى نهاية سبتمبر الماضي جاءت الأرقام بمستويات تفوق التوقعات التي نشرتها ''الاتحاد'' مطلع أكتوبر الماضي، حيث تكهن خبراء بنمو تتراوح نسبته بين 30% و35%، بعد تقليصهم توقعات سابقة تحدثت عن نمو بنسبة 50% إثر دخول أسواق المال المحلية مرحلة تراجع قياسي بدأ في أغسطس وارتفعت وتيرته بشكل متسارع خلال شهري سبتمبر وأكتوبر الماضيين، جراء الأزمة المالية العالمية، إذ دفعت بالاستثمارات الأجنبية للانسحاب من الأسواق لتغطية مراكزها المكشوفة في الأسواق المالية العالمية، عدا عن عوامل التأثير النفسي الذي سيطر سلباً على قرارات المســـتثمرين·
وأظهرت النتائج تحقيق 65 شركة نمواً في أرباحها، مقابل تراجع أرباح 30 شركة، ثلاث شركات منها تكبدت خسائر، وفقاً للنتائج المفصح عنها، في حين تخلفت ثلاث شركات عن الإفصاح حتى يوم الخميس الماضي وهي شركة الاسمنت الوطنية، الأغذية المتحدة، ودانة غاز·
يذكر أن هيئة الأوراق المالية والسلع منحت الشركات المساهمة مهلة 45 يوماً للإفصاح عن أرباحها بعد انتهاء الفترة المالية وتنتهي هذه المهلة بحلول يوم السبت المقبل الموافق 15 نوفمبر الجاري·
وتصدر قطاع الصناعة نسب النمو المسجلة بين القطاعات الأربعة المدرجة في الأسواق المحلية بنسبة 54,3%، وتلاه قطاع الخدمات والاستثمار بنمو نسبته 49,6%، وتلاه قطاع البنوك بنمو نسبته 28%، وأخيراً قطاع التأمين بنسبة نمو بلغت 20%·
من جانب آخر، تصدر قطاع الخدمات والاستثمار القائمة من حيث قيمة الأرباح المسجلة والتي بلغت 23,860 مليار درهم نظراً لعدد الشركات التي يضمها القطاع فضلاً عن حجمها من حيث القيمة السوقية وطبيعة نشاطها التشغيلي وبخاصة شركات العقار والطاقة والاتصالات، في حين جاءت أرباح قطاع البنوك في المركز الثاني بقيمة 16,090 مليار درهم، وتلاه قطاع الصناعة والاسمنت بربحية قدرها 3,854 مليار درهم، وأقلها لقطاع التأمين بأرباح قيمتها 1,729 مليار درهـــم·
وتضع الأرباح المسجلة أمام الشركات المساهمة عدة تحديات في طريقها والتي تتمثل في محافظتها على استمرارية النمو الحالية أو تحقيق استقرار نسبي في نتائج الربع الرابع، في وقت تعاني فيه البنوك نقصاً في السيولة والتشدد في سياسة الإقراض والتمويل، فضلاً عن تراجع أسعار الأسهم المحلية ما يهدد ربحية الشركات التي تعتمد في جزء من ربحيتها على محافظ استثمارية تركز في قطاعات الأسهم والعقارات، وعلى رأسها شركات الاسمنت والتأمين·
من جهة أخرى، جاء على رأس الشركات الأكثر نمواً في تسعة أشهر شركة فودكو القابضة بنمو نسبته 7811% بعد تحقيقها أرباحاً صافية بقيمة 45,4 مليون درهم مقارنة بـ575 ألف درهم في الفترة نفسها من العام الماضي، حيث كانت الشركة تعاني خسائر في العام الماضي حتى نهاية النصف الأول من العام 2007 بقيمة بلغت 577 ألف درهم·
وحلت في المرتبة الثانية من حيث الأكثر نموا في الأرباح شركة أبوظبي لبناء السفن بنمو نسبته 381%، وتلتها شركة آبار بنمو نسبته 331%، وشركة دار التمويل بنمو نسبته 244%، وشركة دبي للتأمين بنمو نسبته 238%·
من جهتها، تصدرت مؤسسة الإمارات للاتصالات الشركات المساهمة من حيث الربحية التي بلغت 7,252 مليار درهم، وتلتها شركة إعمار العقارية بأرباح قيمتها 4,823 مليار درهم، ومجموعة الإمارات دبي الوطني بأرباح قيمتها 3,667 مليار درهم، وتلتها شركة الدار العقارية بأرباح قيمتها 3,362 مليار درهم، وتلاها بنك أبوظبي الوطني بأرباح قيمتها 2,527 مليار درهم·
من جانب آخر، شهدت الأسواق المحلية في نتائج الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي خسائر متحققة في ثلاث شركات كانت أكثرها شركة أمان للتأمين، حيث تكبدت خسائر بقيمة 11,654 مليون مقارنة بـ13 مليون درهم حققتها في الفترة نفسها من العام الماضي، وتلتها شركة الاتصالات المتكاملة ''دو'' التي خسرت في الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي 74 مليوناً والتي قلصت من خلالها خسائرها المسجلة في الفترة ذاتها من العام الماضي والتي بلغت 738,6 مليون درهم وبنسبة نمو بلغت 90%، مستفيدة من تحقيقها أول أرباح ربعية منذ التأسيس خلال الربع الثالث·
وتكبدت الشركة العالمية لزراعة الأسماك ''أسماك'' في تسعة أشهر خسائر بقيمة 1,042 مليون درهم مقارنة بـ292 ألف درهم أرباحاً في الفترة نفسها من العام الماضي·
وفيما يتعلق بالنتائج، استطاعت شركات التأمين الخروج بنتائح الأشهر التسعة الأولى بأقل الخسائر، حيث كانت تدور التوقعات في فلك تكبد عدد كبير منها خسائر قوية جراء التراجع المسجل في أسواق المال المحلية والذي من شأنه التأثير سلباً في نتائج محافظها الاستثمارية التي تركز نشاطها في الأسهم·
في المقابل، تمكن قطاع التأمين من التماسك مستفيداً من أدائه المسجل خلال الربعين الأول والثاني من العام الحالي حيث شهد القطاع خسائر في شركة واحدة هي أمان للتأمين، في حين تراجعت أرباح 10 شركات فقط مقابل نمو أرباح 14 شركة·
عدد اليوم
