تراجعت البورصات العالمية أمس مجدداً بسبب استياء المستثمرين من تراجع واشنطن عن خطتها شراء الاصول المتعثرة للمصارف، فيما دخلت المانيا، أكبر اقتصاد في منطقة اليورو حالة انكماش ·
وبعد الاسواق الآسيوية التي سادها الهلع اثر التصريحات التي ادلى بها وزير الخزانة الاميركي هنري بولسن مساء أمس الأول، فتحت البورصات الاوروبية على انخفاض·
وخسرت بورصة باريس الفرنسية 1,17% ولندن البريطانية 1,06% وفرانكفورت الألمانية 0,46%، وفي روسيا تراجعت بورصتا ''آر تي اس'' 4,22% و''ميسيكس'' اكثر من 10,15% قبل تعليق المداولات فيهما ساعة واحدة·
وساهم الاعلان رسميا في المانيا أمس عن انكماش تقني (يعرف بفصلين متتاليين من تراجع اجمالي الناتج الداخلي) في زيادة قلق المستثمرين·
وقد انخفض اجمالي الناتج الداخلي للاقتصاد الألماني، أكبر اقتصاد في منطقة اليورو، 0,5% في الفصل الثالث وهو تراجع اكبر مما كان متوقعا بعد انخفاض نسبته 0,4% في الفصل الذي سبقه، ويفترض ان تلي هذه المعطيات ارقام مماثلة ستنشر في إيطاليا وهولندا اليوم ثم اليابان الاثنين المقبل·
وفي الولايات المتحدة، اعلن وزير الخزانة أمس الأول ان الاستثمار في رؤوس اموال المصارف مباشرة ابسط واكثر فاعلية من شراء اصولها المتعثرة·
واوضح ان الـ700 مليار دولار التي اقرها الكونجرس الشهر الماضي لانقاذ النظام المالي يمكن ان تستخدم لدعم حصول المستهلكين على اموال وخفض مخاطر حجز عقارات، لكنه استبعد ان تعود هذه المساعدات بالفائدة على قطاع السيارات الاميركي الذي يواجه صعوبات كبيرة مثل مجموعة جنرال موتورز العملاقة·
وذلك رغم استمرار تأثر أوضاع المصارف حول العالم بالازمة، حيث أعلنت الدولة الهولندية أمس انها ستضخ 750 مليون يورو في رأسمال مصرف التأمين ''اس ان اس ريال''، وفي اليابان ذكرت الصحف أن ''ميزوهو'' ثاني مصرف في البلاد يعتزم زيادة رأسماله 2,4 مليار يورو· واثارت تصريحات بولسن هلعا في بورصة نيويورك حيث انخفض المؤشر داو جونز 4,73% أمس الأول وناسداك 5,17%، ويشعر المستثمرون بالقلق ايضا من عزوف المستهلكين عن الشراء مع اقتراب اعياد نهاية السنة·
وستنشر الارقام المتعلقة بمبيعات التجزئة في أكتوبر الماضي وثقة المستهلكين في الولايات المتحدة اليوم، ووصف موزع المنتجات الإلكترونية ''بيست باي'' المرحلة الحالية بأنها الاصعب على المستهلكين منذ 42 عاماً·
وأدت هذه السلسلة من الاخبار غير السارة الى انخفاض كبير في بورصات آسيا أمس فقد تراجعت بورصة طوكيو اليابانية 5,25% عند الاغلاق متأثرة بارتفاع سعر الين في مقابل الدولار واليورو، بينما اختتمت بورصة سيدني الاسترالية يومها على تراجع نسبته 5,86% وتايبيه التايوانية 3,85% وهونج كونج الصينية 5,15% وسيؤول الكورية 3,15%·
وسارت بورصة شنغهاي بعكس التيار لتغلق على ارتفاع نسبته 3,86% مع اعلان بكين عن اجراءات ضريبية تخدم مصلحة المصدرين· وكتب داريوس كوفالتشيك الخبير الاستراتيجي في مجموعة ''سي اف سي سيمور'' في هونج كونج في مذكرة الى المتعاملين أن ''امتناع الحكومة عن استخدام اي مبلغ من الـ700 مليار دولار لشراء اصول متعلقة بالرهن العقاري الذي كان السبب الاول لخطة الانقاذ يشكل صدمة''·
واضاف أن ''انخفاض اسعار المنازل والاسهم المرتبطة بالرهن العقاري هو السبب الرئيسي للازمة الحالية والتخلي عن محاولات تسوية هذه المشاكل سيؤدي الى تمديد الانكماش''·
وارتفعت نسبة إجراءات حجز المساكن في الولايات المتحدة في أكتوبر الماضي بنسبة 5,1% بالمقارنة مع الشهر الذي سبقه، حسبما ذكر مكتب متخصص أمس، وقد زادت هذه الاجراءات على مدى عام 24,6%·
وتضع الدول المتطورة والناشئة في مجموعة العشرين اللمسات الاخيرة على الاستعدادات للقمة المخصصة للازمة المالية التي ستعقد السبت في واشنطن·
وأعلنت هولندا القوة الاقتصادية السادسة عشرة في العالم أنها ستشارك في القمة ''بدعوة'' من نيكولا ساركوزي الرئيس الحالي للاتحاد الاوروبي·
وذكرت صحيفة نيكي أن رئيس الوزراء الياباني تارو اسو يعتزم أن يعلن بهذه المناسبة عن تقديم قرض الى صندوق النقد الدولي قد يبلغ مئة مليار دولار، يعادل عشر احتياطات القطع الهائلة لليابان، لتمويل الدول المتضررة بالازمة·
ويسمح هذا المبلغ الهائل بزيادة تبلغ اكثر من الثلث للموارد الحالية للصندوق الذي دعي الى انقاذ آيسلندا والمجر وأوكرانيا في الاسابيع الاخيرة· واعلن البيت الابيض أمس الأول أنه ينتظر من قمة مجموعة العشرين التي ستنعقد نهاية الاسبوع في واشنطن ''مناقشة عميقة ونتائج ملموسة فعليا''، مؤكدا أن هذه القمة ما هي الا حلقة اولى ضمن سلسلة اجتماعات ستعقبها· وقال مستشار الرئيس جورج بوش للشؤون الاقتصادية الدولية دان برايس للصحفيين ''ننتظر مناقشة عميقة ونتائج ملموسة فعليا، ولكن (···) هذه قمة اولى ضمن سلسلة· ستكون هناك اجتماعات اخرى''·
من جهته، صرح وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الذي يزور الولايات المتحدة أن قمة واشنطن ''ستكون بداية عملية او عملا شاقا وصعبا لخبراء من اجل تنظيم اقتصاد السوق هذا الذي يعرفه الجميع ويقرونه''·
وفي بنما اعلن اتحاد المصارف في اميركا اللاتينية أمس الأول أن 1200 مصرفي من 44 بلدا سيبحثون خلال القمة الـ42 للاتحاد الازمة المالية العالمية من 16 الى 18 نوفمبر الجاري في بنما·
عدد اليوم
