هبط النفط أمس لليوم الثالث على التوالي ليصل إلى أدنى مستوى في 22 شهراً دون 55 دولارا للبرميل بعد أن رجحت كفة أجواء التشاؤم المتزايدة إزاء الاقتصاد العالمي على تصريحات اوبك باحتمال خفض الانتاج مرة أخرى أواخر الشهر الجاري·
وقال وزير النفط الإكوادوري ديرليس بالاسيوس لرويترز أمس الأول: إن بلاده دعيت لحضور اجتماع غير عادي لمنظمة اوبك في 28 من نوفمبر الجاري بالقاهرة وإنها سوف تساند خفضا آخر للانتاج إذا قررت المنظمة أن الحاجة تقتضي هذا الخفض·
واتفقت اوبك في اكتوبر الماضي على خفض الامدادات بواقع 1,5 مليون برميل يوميا توازي نحو خمسة بالمئة اعتبارا من أول نوفمبر الجاري، لكن هذه الخطوة لم تفلح في وقف هبوط الأسعار·
وقال بالاسيوس: ''تلقيت دعوة لحضور اجتماع غير عادي لأوبك في 28 من نوفمبر في القاهرة·'' واضاف قوله ''سنؤيد خفضا آخر للانتاج اذا قررت أوبك ذلك''·
وفي وقت سابق أمس الأول قال شكيب خليل رئيس أوبك إن المنظمة قد تخفض الامدادات مرة اخرى ربما بحلول نهاية الشهر الحالي إذا واصلت اسعار النفط الهبوط وإذا استمر ضعف الاقتصاد العالمي·
وبحلول الساعة 11,58 بتوقيت جرينتش أمس كان الخام الأميركي الخفيف في عقود ديسمبر المقبل مرتفعاً 19 سنتا إلى 56,35 دولار للبرميل بعد أن هبط في وقت سابق إلى 54,67 دولار مسجلا أدنى مستوى منذ 30 يناير ،2007 ونزل سعر مزيج برنت سبعة سنتات إلى 52,30 دولار للبرميل بعد أن هبط في وقت سابق إلى 50,60 دولار·
وقالت وكالة الطاقة الدولية أمس في تقريرها الشهري إنها خفضت توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط العام المقبل وإن الزيادة في الاستهلاك هذا العام هي الاقل منذ عام ·1985
وتوقعت الوكالة ارتفاع الطلب العام المقبل بواقع 350 ألف برميل يوميا فقط بانخفاض 340 ألفا عن تقديرها السابق·
وأخفقت تصريحات لأعضاء في أوبك بشأن احتمالات خفض جديد للإنتاج في إنعاش أسعار النفط حيث ركز المستثمرون على المخاوف بشأن الطلب على المدى القصير بعد أن خفضت إدارة معلومات الطاقة الاميركية توقعاتها للطلب الأميركي على النفط في ·2008
وقال ديفيد مور المحلل في كومنولث بنك أوف استراليا: ''أسعار النفط لا تزال تحت ضغط من المخاوف من أن تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي سيؤدي إلى تراجع استهلاك النفط''·
وهبطت أسعار النفط خمسة بالمئة في الأسواق الخارجية تمشيا مع انخفاض كبير في أسواق الأسهم الاميركية بعد أن غيرت الحكومة الأميركية موقفها بشأن كيفية استخدام أموال خطة الإنقاذ البالغة 700 مليار دولار صندوق مما فاقم أجواء التشكك في الأسواق المالية وجدد المخاوف من كساد عالمي طويل·
وخفضت وكالة الطاقة الدولية أمس تقديراتها لنمو الطلب العالمي على النفط في أحدث مؤشر على أن الضعف الاقتصادي يقلص استهلاك البنزين· وفي تقريرها الشهري خفضت الوكالة تقديراتها لنمو الطلب على النفط في عام 2008 بواقع 320 ألف برميل يوميا ليصل إلى 120 الف برميل يوميا·
وقالت وكالة الطاقة: ''تقرير هذا الشهر يظهر تعديلات نزولية ملموسة على توقعاتنا للنمو في عامي 2008 و ،''2009 واضافت ''هذا يتصل بشدة بالتدهور الحاد في الظروف الاقتصادية العالمية خلال الاسابيع القليلة الماضية نتيجة للأزمة المالية المستمرة''·
وفي تقريرها الشهري خفضت الوكالة تقديراتها لنمو الطلب على النفط في عام 2008 بواقع 320 الف برميل يوميا ليصل إلى 120 الف برميل يوميا·
ومن المتوقع الآن أن يصل متوسط الطلب العالمي على النفط إلى 86,2 مليون برميل يوميا في عام 2008 في حين ينتظر أن يصل في 2009 إلى 86,5 مليون برميل يوميا·
وقال محللون: إن توقعات الوكالة لتباطؤ نمو الطلب هذا العام والعام المقبل تبرر خفضا آخر في انتاج اوبك· وقال اوليفييه جاكوب محلل شؤون النفط في بتروماتريكس: ''سيبرر هذا لاوبك خفض مليون برميل يوميا أخرى على الاقل لأنها تسعى إلى عودة العالم إلى أيام التلهف على الإمدادات''·
وفي تقريرها خفضت الوكالة تقديراتها للطلب على نفط أوبك في الربع الأخير من العام إلى 31,1 مليون برميل يوميا مقارنة مع إنتاج المنظمة في اكتوبر البالغ 32,1 مليون برميل يوميا·
ومع تباطؤ الطلب ترتفع مخزونات النفط في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية· وقالت وكالة الطاقة إن المخزونات في نهاية سبتمبر ايلول بلغت ما يوازي 55 يوما من الطلب بارتفاع 2,2 يوم عن المتوسط بين عامي 2003 و 2007 ·
وقالت ادارة معلومات الطاقة الاتحادية الاميركية أمس الأول إن ضعف الاقتصاد الأميركي سيقلص الطلب على النفط في اميركا هذا العام بمقدار 1,1 مليون برميل يوميا أو 5,4 في المئة وهي المرة الاولى التي ينخفض فيها الاستهلاك السنوي للنفط أكثر من مليون برميل يوميا منذ عام ·1980
واضافت الادارة التابعة لوزارة الطاقة الاميركية في تقريرها الجديد للتوقعات الشهرية انه من المتوقع أن يسجل اجمالي الطلب الأميركي على النفط انخفاضا آخر قدره 250 ألف برميل يوميا أو 1,3 في المئة في 2009 ·
وفي بروكسل قالت المفوضية الاوروبية امس إن أوروبا يجب أن تولد مزيدا من الطاقة من الرياح والشمس والبحار وتستغل مصادر جديدة للغاز في افريقيا وبحر قزوين وذلك في الوقت الذي يسعى فيه الاتحاد الاوروبي للتخلي عن اعتماده على الغاز الروسي·
وقال رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو في بيان: ''ارتفعت أسعار الطاقة 15 بالمئة في المتوسط في الاتحاد الاوروبي العام الماضي- يتعين أن نعالج ذلك بصورة عاجلة''·
وذكر تقرير الطاقة الاستراتيجي للمفوضية الاوروبية أن المفوضية ستطلب التزامات ثابتة بشأن الحصول على الغاز من أذربيجان وتركمانستان وستبحث عن إقامة كونسورتيوم لشراء الغاز من بحر قزوين·
وقال اندريس بيبالجس مفوض الطاقة الاوروبي: إن الاعتماد على واردات الوقود الحفري المتزايدة سيجرى تخفيفه بالفعل من خلال خطط حالية لخفض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون في دول الاتحاد الاوروبي بواقع الخمس بحلول عام 2020 في إطار مكافحة التغير المناخي، وأضاف: ''يتعين أن نبذل المزيد وأن نكون أكثر طموحا وأن نكون أكثر جرأة لتفادي مخاطر عرقلة (إمدادات) الطاقة في المستقبل''·
عدد اليوم
