الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حلبة مرسى ياس.. مسرح لاكتشاف المواهب واكتساب الخبرات

حلبة مرسى ياس.. مسرح لاكتشاف المواهب واكتساب الخبرات
14 مايو 2013 10:16
عبر منافسات قوية جمعت حلبة مرسي ياس أكثر من 200 طالب من 37 مدرسة من مختلف أنحاء الدولة، للمشاركة في نهائيات البطولة الوطنية لبرنامج الفورمولا 1 في المدارس، والتي تؤهل الفائزين باللقب إلى تمثيل الإمارات في النهائيات العالمية لبرنامج الفورمولا 1 التي ستقام في مدينة أوستن بولاية تكساس الأميركية خلال العام الجاري. منذ اللحظة الأولى لانطلاق التصفيات النهائية للمسابقة والحماس سيطر على جميع الطلاب، وبدا على وجوه بعضهم القلق، فالكثيرون منهم كان يكتنفهم الطموح في تحقيق حلم الفوز، ومن ثم تمثيل الإمارات في المسابقة العالمية بأميركا، خصوصاً وأن برنامج الفورمولا 1 في المداس منحهم فرصة حقيقية للترويح عن النفس والترفيه في الوقت ذاته، في أجواء مرحة، أكسبتهم الخبرة العملية، وطورت من مهاراتهم الفردية، حيث إن البطولة الوطنية لبرنامج الفورمولا 1 في المدارس انطلقت للمرة الأولى عام 2010 بالإمارات، ومن ثم وجهت العديد من الطلاب المواطنين والمقيمين على أرض الدولة نحو مستقبلهم المهني، وحفزتهم على اكتساب مهارات جديدة في العلوم والهندسة والتقنيات المختلفة. مراكز متقدمة حول هذه المسابقة في دورتها الحالية بحلبة مرسي ياس بجزيرة ياس، يقول مدير برنامج الفورمولا 1 للمدارس عبد الله يوسف الشمري: هذا البرنامج يربط الطلاب بالعلوم التطبيقية بطريقة سلسة، وهو برنامج معروف دولياً منذ عشر سنوات تقريباً، واستضافت الإمارات هذا الحدث منذ العام الدارسي 2010/2009، وفي هذه المسابقة التي حصدت فيها بعض الفرق مراكز متقدمة، تنافس ما يقرب من 200 مدرسة، إلى أن تم تصفيتها إلى 37 مدرسة، وفي السابق كان عدد المؤسسات التعليمية المشاركة قليلاً، لكننا في الوقت الراهن حققنا أعلى نسبة مشاركة منذ الانطلاقة الأولى للبرنامج. وعن كيفية تأهيل المدارس إلى هذه المسابقة يشير إلى أن كل مدرسة تخضع طلابها لاختبارات دقيقة، ومن ثم تحدد الفرق التي تمثلها بناء على قوانين المسابقة التي تعتمد على الابتكار في الأساس، إذ إنه يتعين على كل طالب أن تكون لديه أفكار إبداعية متميزة في المجال العلمي، ويمتلك المقومات الأساسية لتقديم شيء جديد في إطار الفريق الذي ينضم إليه، كما أن كل فريق يقسم أعضاءه وفق قدراتهم ومهامهم المناطة بهم. الكفاءة والموضوعية وبالنسبة لاختيار لجنة تحكيم المسابقة أوضح أنه يتم اختيارها بناء على معايير محددة إذ يشترط فيها الكفاءة والموضوعية والحياد، وأن هذه اللجنة تشكل من قبل شركة أبوظبي لإدارة رياضة السيارات، بحيث يكون كل عضو في لجنة التحكيم متخصصاً في مجال العلوم التجارية ورياضة السيارات، وفي أثناء السباق تتعرّف اللجنة إلى مشروع كل طالب والسيارة التي اختراعها، والتقنيات المستخدمة في هذه السيارة، فضلاً عن أن كل فريق يقدم تصوره الكامل عن سيارته، وهذا التصور يكون في العادة مكتوباً وملحقاً بصور لمراحل التنفيذ، ومعلومات حول قطع السيارة التي تخوض مراحل السباق في الجولة المحددة لكل فريق، فضلاً عن أن اللجنة تمنح كل متسابق مدة زمنية وعدداً معيناً من المحاولات، مع وجود وقت زمني، وهو ما يحدده مؤشر التوقيتات الذي يرصد المدة التي قطعتها كل سيارة حتى تصل إلى نقطة الوصول. شركات داعمة وعن الدعم الذي تتلقاه الفرق المدرسية في تنفيذ مشروعاتها، أشار إلى أن كل فريق بعد تأهله من قبل مدرسته يعكف على عمل تصور للسيارة التي ستخوض المنافسات، وبعد الانتهاء من هذه المرحلة يبحث الطلاب بأنفسهم عن الشركات التي تدعهم، خصوصاً وأن هناك شركات ترسل تصاميم الطلاب إلى الخارج، من أجل تنفيذها بصورة دقيقة، وإدخال تعديلات عليها إن لزم الأمر، وهو ما يجعل كل سيارة مختلفة عن نظيرتها من حيث التقنية والإضافات الفنية التي تم تزويدها بها، وهنا يبرز بعد مهم في هذا الجانب، وهو أن يعتمد كل فريق على نفسه في البحث عن الشركة أو الجهة التي يمكن أن تقدم له الدعم، وبالنسبة لشركة أبوظبي لإدارة رياضة السيارات فهي أيضاً تقدم دعماً للطلاب، وهذا الدعم متنوع، ولم تحدد ماهيته في شكل معين، ويلفت إلى أن نسبة المشاركات الإماراتية زادت في هذا العام، وكذلك العام الماضي، عن الدورات الماضية من عمر هذه المسابقة، فضلاً عن أن برنامج الفورمولا 1 في المدارس أبرز مواهب محلية قوية وجديرة بأن تقدم إضافات حقيقية للدولة في مجالات علمية مختلفة، خصوصاً وأن هذا المواهب تتحلى بروح الابتكار. حب المغامرة في وسط قاعة كبيرة جلس أعضاء لجنة التحكيم يرقبون النتائج، ويسجلون مسافة كل سيارة على طاولة مقابل حلبة السباق، حيث يبدأ كل فريق بوضع سيارته عند نقطة بداية معينة، بحيث يتم تزويدها بالغاز وتثبيتها على خيط في منتصف المجري، ويتم توصيل السيارة بجهاز يعلوه زر، وفي منتصف المجري لوحه بها خمس علامات إضاءة، وفور انطفاء هذه العلامات تدريجياً يضغط المتسابق على الزر فتنطلق السيارة بسرعة كبيرة، وفور وصولها إلى نقطة الوصول تسجل هذه اللوحة المدة الزمنية التي قطعتها السيارة، وفي هذا الجو المشحون بالقلق وقفت عضوات فريق مدرسة الشهب بإمارة أبوظبي آمنة السويدي، وفاطمة نهيان، وشمسة الظاهري، وربى غطاس، والمها المنصوري، اللائي تتراوح أعمارهن ما بين 15 و17 عاماً، وتبيِّن عضوة الفريق ربى أنها تميل بطبعها إلى الاكتشاف، وتحب المغامرة، لذا شاركت مع فريقها في هذه المنافسة الضارية، وتشير إلى أنها اشتركت مع زميلاتها في تصميم سيارة، واعتمدت على أحد البرامج الموجودة على الإنترنت، واستطاعت أن تتوصل بمساعدة الفريق إلى اختراع جزء مختلف عما اعتاد عليه البعض في تصنيع سيارته، وأن جميع التصميمات تم لصقها في المعرض الخاص بالفريق، وتؤكد ربى أنها قدمت من قبل مشروع مبتكر لتخفيف الزحام في دبي عبر تصميم مشروع عبارة عن شارع يمر بمنحدرات عدة، وهذا المشروع دخلت به مسابقات تُعنى بالابتكار، وتلفت إلى أنها سوف تواصل مسيرتها في هذا المجال، إذ تطمح إلى أن تسجل في المستقبل مخترعات باسمها. العجلات السريعة أما فريق مدرسة «جرين وود انترناشيونال»، فقد أطلق على نفسه اسم «العجلات السريعة»، وعبر معرض صغير استقرت مجموعة من الفتيات حورية القاسم، وسها المزروعي، وهنا يوسف، وميار زين، ونورة المطوع، وريم إبراهيم، واللافت في هذا المعرض أن الطالبات صورن جميع مراحل المشروع، ولم يفوتهن أن يتصورن أيضاً مع بعضهن بعضاً، إلى جانب أن معرضهن هو الوحيد الذي احتوى على إطارات سيارات مفرغة، في دلالة واضحة على أنهن أردن أن يضعن شيئاً لافتاً في هذا المعرض. المخترع الصغير في لفتة أبوية حرص المدير التنفيذي للتعليم بمدينة دبي الطبية الدكتور عامر شريف على الحضور مع طفله أحمد، البالغ من العمر ثماني سنوات، وتولي الأمور الهندسية بفريقه الذي يمثل مدرسة البحث العلمي. ويقول أحمد الذي يلقبه والده بالمخترع الصغير: إنني لا أزال في الصف الرابع الابتدائي، وأحب تفكيك الأجهزة الإلكترونية وإعادة تركيبها، وأحياناً أضيف إليها بعض الابتكارات المحدودة، وعندما لاحظت أسرتي شغفي بالتكنولوجيا وميولي العلمية أحاطتني برعاية خاصة، وهو ما جعل والدي يرافقني في هذا السباق الممتع، وأحلم بأن أكون مخترعاً في المستقبل، وأن أقدم للإمارات ابتكارات جديدة، وعلى الرغم من أنني أعلم أن هذا الطريق مملوء بالصعوبات إلا أن مساندة أبي ودعم مدرستي لي سوف يجعلني دائماً متحفزاً إلى تحقيق جميع آمالي في المستقبل.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©