الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إبليس في ثياب حلاق

إبليس في ثياب حلاق
14 نوفمبر 2008 00:29
عاد الزوج من عمله قبل الموعد بساعة ونصف الساعة، وراح يفكر في سبب اختفاء زوجته واغلاقها هاتفها المحمول، فلم يشاهدها بواب العمارة التي يقطن بها تخرج نهائيا، ودخل الزوج الشقة وبحث عنها في جميع الغرف اعتقاداً منه انها اصيبت بمكروه أو فقدت وعيها، اصيب الزوج بالجنون لعدم وجود أي اشارة تدل على سر اختفائها، واستمر في البحث عنها 7 أيام لدرجة انه كان يذهب إلى المباحث للتعرف على جثة أي امرأة يتم الابلاغ عن مقتلها· وجلس الزوج في الشقة يفكر في المرأة التي تزوجها بعد قصة حب منذ 7 أشهر فقط، ولم يصدق انها هربت من عش الزوجية لأنه يعلم انها تحبه··· بل تعشقه كماكانت تؤكد له مرارا· وقبل أن يذهب الى عمله في ذلك اليوم الأسود احتضنته بقوة وكأنها تعلم انه أخر لقاء بينهما· وهرولت والدة الزوجة إلى شقتها ومعها بناتها وجلس الجميع يفتشون عن سر اختفائها، فجميع ملابسها واحذيتها كما هي، ومنقولات الزوجية سليمة، وتأكد الجميع أنها خرجت بملابس البيت والشبشب· واسرع الزوج إلى جاره الحلاق يستنجد به ليبحث معه عن زوجته، وذهب معه إلى قسم الشرطة حيث حرر محضرا بغيابها وعادا سوياً، وطلب الزوج من الحلاق أن يبقى معه في شقته بعض الوقت لانه يشعر بالاختناق من مسكنه بسبب غياب زوجته، وأجابه الحلاق بأن شقته غير نظيفة لعدم وجود زوجته التي سافرت إلى المنصورة لاسرتها مع طفليها، وهكذا توجها الى شقة الزوج المصدوم والزوجة المختفية حيث جلسا فيها بعض الوقت، وسمع الجميع أذان العشاء، ونزل الزوج والحلاق إلى المسجد وتقدم الحلاق ليقم الصلاة حيث اعتاد ذلك· وظل الجميع يبحثون عن الزوجة المختفية إلى أن سمع أحدهم أن مباحث الجيزة عثرت على أجزاء بشرية متناثرة في صناديق القمامة·· وفي اليوم التالي عثرت على اجزاء جديدة من اشلاء جثمان سيدة، دون أن تعثر على رأسها، واسرع الزوج إلى المباحث للتعرف على الأشلاء وتوسل إلى رجال المباحث حتى يتعرف على الجثة، ودخل المشرحة وما إن رأى الأشلاء حتى صرخ من بشاعة ما رآه·· انه فعلاً لون بشرة زوجته ولكن لاتوجد معالم · وعاد إلى البيت يدعو الله ألا تكون الجثة لزوجته، ووقف أمام باب العمارة وطلب البواب الذي اكد له أن زوجته المختفية طلبت من زوجته شراء ملوخية وطماطم من السوق وعندما عادت صعدت اليها وطرقت الباب كثيراً دون أن ترد عليها فنزلت الى غرفتها ومعها المشتريات، وقال الحلاق انه سمع الزوجة تتحدث مع زوجة البواب وكانت الساعة وقتها الحادية عشرة صباحاً وبعدها انقطعت أخبارها· وانتظر الزوج بعض الوقت إلى أن عثرت أجهزة الامن على رأس الجثة وتعرف عليها، وانتقل فريق من المباحث والمعمل الجنائي لرفع البصمات من الشقة بداية من غرفة النوم إلى باب الشقة وباب المصعد وفحص جميع سكان العقار والحصول على بصمات أصابعهم· وبدأت رحلة البحث عن القاتل الذي لم يترك دليلاً على جريمته، وظلت الأجهزة الأمنية تستجوب كل من في الشارع لساعات طويلة ، وأثناء ذلك كان الحلاق يخرج بصفة مستمرة ومعه حقيبة سوداء دون أن يهتز أمام التواجد الأمني والتحقيقات المستمرة، إلى أن وصل تقرير المعمل الجنائي الذي كشف العثور على بصمة اليد اليسرى للحلاق على دولاب الزوجة القتيلة وعلى كرسي السفرة وعلى باب الشقة من الداخل· وانتظره الضابط حتى عودته من محل الحلاقة وفور دخوله شقته دفعه ودخل خلفه مع فريق من الضباط الذين اكتشفوا آثار دماء على الحائط وعثروا على شبشب حريمي، وفتح الضابط الثلاجة لتناول زجاجة مياه، لكنه صرخ فجأة عندما تساقطت أشلاء جديدة من جثة الزوجة من الثلاجة، وانطلق الحلاق نحو الشباك وحاول أن يلقي بنفسه من الطابق السابع، وأسرع زوج القتيلة لمعرفة سر الأصوات داخل شقة جاره الحلاق، وطرق الباب ورفض الضباط دخوله وأمر رئيس المباحث باخلاء شقة الزوجة القتيلة وعلم اهلها ان القاتل هو جارها الحلاق وحاولوا اقتحام شقته وقتله لولا تدخل رجال المباحث· وامام النيابة قال الحلاق القاتل: انني مدين بأكثر من 3 آلاف جنيه منذ سنوات بسبب أقساط الزواج وايجار الشقة الذي يزيد على 300 جنيه شهريا وزوجتي انجبت طفلين ومصاريف البيت مرتفعة ومحل الحلاقة لا يحقق مستوى المعيشة المطلوب، وحاولت الاقتراض من أحد الأشخاص بلا جدوى، ففكرت في سرقة شقة جاري وارسلت زوجتي عند اسرتها لكي اتفرغ للسرقة، ولكن زوجة جاري لم تغادر البيت ابدا، فقررت قتلها وسرقة مصوغاتها الذهبية للتخلص من ديوني· وفور خروج زوج القتيلة إلى عمله توجهت إلى شقته وطرقت بابها ففتحت الزوجة بهدوء فدفعتها إلى الداخل وضربتها عدة ضربات على رأسها بآلة حادة، حاولت الفرار وتوجهت إلى غرفة النوم، ولاحقتها بالضربات فوق رأسها حتى فقدت الوعي تماماً، وأمسكت بإيشارب وخنقتها حتى تأكدت من موتها· وأضاف القاتل: سحبت جثتها إلى شقتي ووضعتها أسفل السرير، وذهبت إلى محل الحلاقة وظللت طوال اليوم أفكر في كيفية التخلص من الجثة وبيع المصوغات وهي 8 أساور ذهبية، وعدت إلى المنزل ليلاً وسمعت جرس الباب، وكان الطارق جاري يسألني عن زوجته وتظاهرت بأنني مجهد وأريد النوم فتركني ودخلت غرفة النوم وسحبت الجثة واحضرت منشارا وبدأت تقطيع الجثة وفصلت راسها وظللت القي بالأشلاء أكثر من 4 أيام، وكنت خلالها أجلس بعض الوقت مع جاري حتى لايشك فيَّ، وآخر شيء القيته هو رأسها التي تكشفت معها خيوط الجريمة· احيل الحلاق القاتل إلى محكمة الجنايات التي قضت بإعدمه بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد والسرقة بالأكراه· محامٍ على حبل المشنقة ممدوح العربي، القاهرة ـ استقل الشاب ومحبوبته مركبا شراعيا للتنزه في النيل، وكان قد اتفق معها على قضاء ساعة في رحلة نهرية، وعلى وقع أغاني الحب احتضن محبوبته خوفاً من السقوط في الماء، وفجأة اطلقت الفتاة صرخة مدوية، ونظر اليها حبيبها واحتضنها بشدة وهي تشير الى شيء ما في المياه، واقترب منهما قائد المركب وارتسمت الدهشة والفزع على الوجوه بعد التأكد من وجود جثة طافية لرجل يرتدي بدلة، وعاد قائد المركب الى الشاطىء وابلغ شرطة النجدة· انتقل رجال الشرطة مع فرق الانقاذ لانتشال الجثة، وتم نقلها إلى سيارة الإسعاف، وبالكشف عليها تبين أنها لرجل أعمال، صاحب شركة استيراد وتصدير يقطن في الجيزة جنوب القاهرة· أسرع رئيس المباحث إلى شقة القتيل وطرق بابها، وفتحت الزوجة وارتعش جسدها لتأكدها من أن هناك مكروها أصاب زوجها، وهدأ الضابط من روعها وأخبرها بأن زوجها قُتل مخنوقاً والقي بجثته في النيل، فصرخت ولطمت خديها وسقطت على الأرض مغشيا عليها من شدة الصدمة· مرت 24 ساعة على انتشال الجثة، وراح فريق البحث الجنائي يتحرى عن علاقات رجل الأعمال المتشعبة، والمتعاملين معه في شركة الاستيراد والتصدير التي يمتلكها وسط القاهرة، وفريق آخر يبحث في علاقته بزوجته وما إذا كان هناك خلافات بينهما، وعلاقاته النسائية· وكشفت تحريات المباحث عن أن القتيل كان يتردد على أحد المحامين المشهورين في حي المهندسين لإنهاء بعض القضايا، وأنه كان مع المحامي في وقت معاصر لاختفائه· تم استئذان النيابة لتفتيش مسكن ومكتب المحامي، وكانت المفاجأة حيث عثر رجال المباحث على 6 أجهزة هاتف محمول يحتفظ بها المحامي داخل خزينة المكتب، وتحفظ المعمل الجنائي عليها ورفع البصمات من المكتب وظهرت على المحامي علامات القلق وتم اقتياده إلى قسم الشرطة وبمواجهته بواقعة حضور المجني عليه إلى مكتبه ليلة اختفائه انكر بشدة· واستمر التحقيق أكثر من ساعتين خرج بعدها المحامي ثائراً، وتم استئذان النيابة لمراقبته وتسجيل مكالماته التليفونية، وجاءت المفاجأة على لسان حانوتي يتردد بصفة مستمرة على مكتب المحامي، الذي ابلغه في مكالمة هاتفية بأن هناك ضحية جديدة في انتظاره ومعه أموال طائلة وفجاة انقطع الخط· وبدأت خيوط القضية تظهر وتكشف عن أن الحانوتي الذي يتردد على المحامي دون أن تكون له قضايا في المحاكم، له دور في جريمة القتل·· وتم إلقاء القبض على الحانوتي واقتياده الى قسم الشرطة دون أن يعلم سر القبض عليه، ودون ان يعرف ان المباحث التقطت مكالمته الغامضة مع المحامي، وبمواجهته بقتل رجل الأعمال بالاشتراك مع المحامي، انهار واعترف بمشاركته المحامي في ارتكاب الجريمة· وجلس الحانوتي على الكرسي أمام ضابط التحقيق، كان يرتدي جلبابا بلديا، وكانت علامات الحزن والخوف تخيم على وجهه الشاحب، قال: الله يخرب بيت المحامي، هو السبب في كل المصائب، فقد اختلق قصة الدولارات التي يولدها أحد المشعوذين ويتخذ من مكتبه مكانا لاصطياد الزبائن، وأقنعت رجل الأعمال بأن يستثمر أمواله عند الجان ويصبح كل جنيه بدولار، وبعد اقناعه أحضر 100 الف جنيه إلى مكتب المحامي وقدمت له عصيرا بداخله مخدر، وعندما فقد الوعي خنقناه سويا وتركنا الجثة عدة ساعات، ثم نقلناها في سيارة حتى لايكتشف أحد أمرنا·· وسلمني المحامي 30 الف جنيه نصيبي في العملية· عند هذا الحد من حديثه قاطعه رئيس المباحث سائلا: وماذا عن القتلى السابقين؟··· توقف الحانوتي لحظة وقد أخذته المفاجأة·· ثم قال: المحامي لم يجد وسيلة للثراء السريع إلا عن طريق قتل الأثرياء داخل مكتبه، حيث قتلنا 3 خلال الشهر الماضي، صاحب محلات أحذية، وتاجر مواشي، وصاحب سوبر ماركت··· وحصل منهم على مبالغ كبيرة وجميعهم تم قتلهم بنفس الطريقة والقاء جثثهم في أماكن مختلفة، ولم يتم الكشف عن جثثهم حتى الآن· اقتاد ضابط المباحث الحانوتي إلى أماكن التخلص من الجثث، لمعرفة أسماء القتلى· وفور استكمال التحقيقات أجرت النيابة مواجهة بين المحامي والحانوتي، ودارت معركة بينهما تطورت إلى تشابك بالأيدي، وفي التحقيقات اعترف المحامي بجرائمه، وقال: نعم قتلت رجل الأعمال وقبله 3 آخرين بنفس الطريقة، لأنني وجدت في هؤلاء فرصة للثراء السريع، وكل هؤلاء يريدون مزيدا من الثراء بأي طريقة، واعترف بأسماء المجني عليهم الأربعة وتفاصيل عملية القتل، وأحيل للنيابة التي أمرت بحبسه وأحالته الى محكمة الجنايات التي قضت بإعدامه والسجن المؤبد لشريكه الحانوتي·
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©