اليونان تفكر في مستقبلها المالي عقب اعتقال «كان»

تفكر اليونان في مستقبلها، في أعقاب اعتقال رئيس صندوق النقد الدولي دومينيك ستروس-كان على خلفية اتهامات بالاعتداء الجنسي، في الوقت الذي يناقش فيه وزراء مالية دول منطقة اليورو الصعوبات التي تواجهها اليونان في تحقيق الأهداف المطلوبة للحصول على حزمة الإنقاذ وإعادة اكتساب ثقة الأسواق. ويناقش وزراء مالية دول اليورو خلال اجتماعهم في بروكسل، بحث إمكانية تقديم المزيد من المساعدات المالية إلى اليونان إلى جانب المصادقة على حزمة إنقاذ موجهة للبرتغال. يأتي الاجتماع عقب اعتقال ستروس-كان في نيويورك على خلفية اتهامات بالاعتداء الجنسي على عاملة نظافة في فندق. وكان من المفترض أن يلتقي ستروس-كان مع وزراء مالية دول اليورو على هامش اجتماعهم لمناقشة الوضع في اليونان. أثار اعتقال ستروس-كان القلق في أثينا من أن يتسبب الاعتقال في تأجيل أي مساعدات أخرى موجهة لليونان، حيث كان رئيس صندوق النقد يقود مناقشات حول حزمة إنقاذ جديدة لليونان. وقالت صحيفة “اليفتيروتيبيا” اليونانية اليومية في عنوانها الرئيسي: “عاملة في فندق تعرقل اليونان”، مضيفة أنه “أيا كان من سيتولى رئاسة صندوق النقد الدولي فإنه سيتبنى نهجا أكثر تشددا تجاه دول أوروبا التي تعاني من أزمات مالية. أما صحيفة “تا نيا” اليونانية اليومية فقد ذكرت أن الخطر يهدد شريحة من المساعدات بقيمة 12 مليار يورو من المقرر تقديمها الشهر المقبل، وهي شريحة مهمة لتلبية الاحتياجات العاجلة. إلى ذلك، انتقد المفوض الأوروبي للشؤون الاقتصادية أولي رين أمس اليونان لوتيرتها البطيئة في الإصلاح، وذلك قبل ساعات من بحث وزراء مالية دول منطقة اليورو مشاكل ديون البلاد خلال اجتماع في بروكسل. وقال رين لصحيفة “دي فيلت” الألمانية إن “اليونان يتعين أن تسرع من الإصلاحات الاقتصادية وتضمن إتمام تنفيذ برنامجها للخصخصة”. ودعا الأحزاب السياسية اليونانية إلى إنهاء خلافاتها. وقال رين إن “من الوهم التفكير في أن هناك بديلا لبرنامج الإصلاح الاقتصادي”. وقالت “دي فيلت” مستشهدة بتصريحات لدبلوماسيين أوروبيين كبار لم تحدد هويتهم إن هناك شكوكا داخل صندوق النقد الدولي بشأن قرار توفير مزيد من الائتمانات إلى اليونان. وكتبت الصحيفة قائلة إن صندوق النقد إذا اتخذ قرارا ضد تقديم مزيد من الائتمان، سيتم سد النقص من داخل الاتحاد الأوروبي. كما دعا رين ألمانيا إلى تأييد حزمة إنقاذ بقيمة 78 مليار يورو إلى البرتغال، والتي من المقرر أن يتخذ وزراء مالية الاتحاد الأوروبي قرارا بشأنها خلال اجتماعهم في بروكسل. وقال رين إننا “لا يمكننا القيام بذلك بدون ألمانيا واستعدادها لضمان استقرار اليورو”. وأضاف أنه “من خلال مساعدة البرتغال وفقا لشروط صارمة ولكن واقعية، نقوم أيضا بحماية التعافي الاقتصادي في ألمانيا ومدخرات المواطنين الألمان”. وعقد وزراء مالية سبع عشرة دولة عضو في منطقة اليورو اجتماعا أمس يعقبه اجتماع لوزراء مالية جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأرووبي المؤلف من 27 دولة اليوم.