الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«الأغنية الشعبية»: تاريخ ثري يحتاج إلى سدّ الفراغات

«الأغنية الشعبية»: تاريخ ثري يحتاج إلى سدّ الفراغات
13 مايو 2015 22:50
إبراهيم الملا (أبوظبي) استضاف جناح بحر الثقافة بمعرض أبوظبي الدولي للكتاب مساء أمس الأول كل من الشاعر والباحث خالد البدور والملحن والموسيقي الإماراتي المخضرم إبراهيم جمعة في ندوة بعنوان: «تاريخ الأغنية الشعبية وروادها في دولة الإمارات»، وأدارت الندوة الكاتبة والباحثة خيرية ربيع، وتخلل الندوة أداء غنائي لجملة من أهم الأعمال التي قدمها عدد من رواد الأغنية المحلية الذين أسسوا لروح وبصمة وخصوصية اللحن والكلمة والأداء الإماراتي في المنطقة. مراحل مفقودة استهل البدور الحديث بالإشارة إلى أن المصادر المدونة حول بدايات الأغنية الإماراتية هي مصادر شحيحة، وأن ما أصدره مع إبراهيم جمعة من دراسة حول الموضوع برعاية مركز حمدان بن راشد لإحياء التراث، اعتمدا فيه على المصادر الشفهية، وبالتالي كما قال البدور فإن هذه الدراسة هي نواة لموسوعة أكبر، وبحاجة لاستكمال وسد لفراغات متعلقة بأسماء منسية أو مجهولة ولمراحل مفقودة في هذا التاريخ الفني الثري والمتعدد الأنساق والتجارب. وأضاف البدور أن تاريخ الأغنية الشعبية في الإمارات يعود إلى الربع الأول من القرن العشرين، وربما إلى أبعد من ذلك، معرّفاً الأغنية الشعبية بأنها الأغاني التي يؤديها مغن بمرافقة آلة العود ومجموعة من عازفي الإيقاع والكمان وغيرها من الأدوات الموسيقية تبعا لنوعية الأداء وحجم الفرقة، وقال البدور إن أصول وألحان الكثير من الأغاني الشعبية ترجع إلى التقاليد البدوية وإلى الفنون البحرية، كما أن بعض المطربين الإماراتيين الذين عملوا قبل اكتشاف النفط في بلدان خليجية مجاورة، نقلوا معهم الألحان والأشعار السائدة هناك. ثم عرّج البدور على اسم غنائي مبكر قد يبدو مجهولاً للبعض، وهو الفنان محمد عبدالسلام المولود في دبي نحو منتصف العقد الثاني من القرن الماضي، والذي احترف (فن الصوت) في مكان لم يختبر هذا النوع من الفنون السماعية بعد، وفي عام 1950 انتقل عبدالسلام مع يوسف الخاجة صاحب تسجيلات (دبي فون) إلى بومباي في الهند ليسجل بعض أغانيه، وكان من أشهرها أغنية: (آه من قلّ الرفيق)، وهي من كلمات الشاعر المبدع مبارك العقيلي، وأغنية: (حديقة ورد أم خدود نواعم)، ومن الأصوات التي تغنى بها صوت: (يظن المعافى أن داء الهوى سهل) وصوت: (إذا صفا لك من زمانك واحد)، كما كانت له أغنية من كلمات الشاعر عبدالله بن سلطان بن سليم. فن الصوت وفي مداخلته، خلال الندوة أشار إبراهيم جمعة الذي عاصر عدداً من هؤلاء الرواد وتعاون مع بعضهم من خلال الألحان والكلمات والتوزيع الموسيقي، إلى أن المطرب الإماراتي محمد عبدالسلام تأثر في بدايات دخوله هذه المهنة بفن الصوت البحريني، خصوصاً لدى أسماء كبيرة مثل محمد بن فارس وضاحي بن وليد، مؤكداً أن معظم رواد فن الصوت في الخليج تأثروا بالتراث الموسيقي والغنائي العريق في اليمن، خصوصاً في اليمن الشمالي، وأضاف أن أحد أهم الأسماء الغنائية الرائدة في الإمارات وهو محمد بن سهيل الكتبي (1931 - 1978) عرف الشهرة خارج الإمارات وبالتحديد في مدينة الدمام بالسعودية حيث كان يعمل هناك، وأسس في الدمام شركة لإنتاج وتسجيل الأغاني وكان له دور كبير في تبني المطربين السعوديين وقتها مثل فرج المبروك وعبادي الجوهر والفنانة مائدة نزهة والفنانة هيام يونس، وأوضح جمعة أنه رافق المطرب بن سهيل وشاركه في الحفلات العامة بالمجالس والأندية وفي مناسبات الأعراس، مشيراً إلى أن كثير من المطربين الإماراتيين الأوائل استفادوا من رحلاتهم وسفراتهم إلى البلدان ذات الإرث الحضاري والموسيقى المتنوع والمتجذر في ثقافة تلك البلدان والمدن، وذكر منها عدن وصنعاء والمكلا وبومباي وبيروت والقاهرة وكراتشي وزنجبار. وتناوب البدور وجمعة استقصاء أثر هؤلاء المطربين القدامى والبيئة المحيطة بهم وعصاميتهم وجهودهم الشخصية التي جعلتهم مخلصين لهذا الفن من خلال إيمان حقيقي وشغف صادق بعيداً عن الطابع التجاري وأشكال الفن الهابط والسريع المسيطر على المشهد الغنائي في وقتنا الراهن، ومن الأسماء المهمة التي ذكرها ضيفا الندوة وتناولا تفاصيل غائبة في حياتها الشخصية والإبداعية الفنان حارب حسن، وعلي بن روغة، وجابر جاسم وعبدالله بالخير وعيد الفرج وميحد حمد وسعيد الشراري، وسعيد سالم، وسالم عثمان مبارك، وجاسم عبيد، وإبراهيم الماس وعبدالله حميد، والفنانة موزة سعيد التي عانت كثيراً الضغوط الاجتماعية، فسافرت إلى البحرين، وتبناها هناك المنتج العماني الشهير في منطقة الخليج بتلك الفترة وهو سالم الصوري، أما الجيل اللاحق لهؤلاء المطربين، فتمثل في كل من مروان الخطيب، وعبدالله حارب، وعبدالله النوبي، وعيسى بدر وعلي محبوب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©