الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أبوك أبوك

27 سبتمبر 2016 22:43
الأب تلبس حذاءه فتتعثر من كبر حذائه لصغر قدمك، تلبس نظارته تشعر بالعظمة، تلبس قميصه فتشعر بالوقار، تطلب مفتاح سيارته وتحلم بأنك هو وأنك تقودها، يخطر في بالك شيء صغير فتتصل به وقت عمله، يرد ويتقبلك بكل صدر رحب ولا تعلم ربما مديره وبّخه أو زميله ضايقه أو مصاريفكم أثقلته وتطلبه بكل هدوء: (أبي أحضر لي معك عصير) ويرد: سمعاً وطاعة بشرط أن تسمع الكلام، يأتي إلى البيت وقد أُرهق من العمل والحرارة وزحمة الناس والشارع فنسي طلبك، فتقول يا أبي أين العصير؟ فيبتسم ويخرج ليحضر لك طلبك الصغير بكل سعادة متناسياً إرهاقه، واليوم لا تلبس حذاءه بسبب ذوقه القديم، وتحتقر ملابسه وأغراضه وسيارته التي كنت تتباهي بها أمام أصحابك، لأنها لا تروق لك وكلامه لا يلائمك وحركاته تشعرك بالاشمئزاز ويصيبك الحرج منه لو رآه أصحابك! تتأخر فيقلق عليك ويتصل بك فتشعر بأنه يضايقك وقد لا ترد عليه إذا كرر الاتصال والقلق، تعود للبيت متأخراً فيوبخك ليشعرك بالمسؤولية فتغضب.. ويستمر في مشوار تربيتك لأنه راع وكل راع مسؤول عن رعيته، ترفع صوتك عليه وتضايقه بكلامك وردودك، فيسكت ليس خوفاً منك بل لحبه وتسامحه معك! واستيعابه لك. بالأمس في شبابه يرفعك على كتفه واليوم أنت أطول منه بكثير، فلا تحاول أن تمسك بيده، بالأمس تتعثر في الكلام وتخطئ في الأحرف واليوم لا يسكتك أحد، فهل نسيت أنه مهما ضايقك فهو والدك؟ كما تحمّلك في طفولتك وسفهك وجهلك، تحمّله في مرضه وشيخوخته، أحسن إليه.. فغيرك يتمنى رؤيته من جديد. محمد أسامة - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©