الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

الكعبة المشرفة.. أول بيت وضع للناس

10 أغسطس 2017 23:50
أحمد محمد (القاهرة) تفاخر المسلمون واليهود، فقالت اليهود: بيت المقدس أفضل وأعظم من الكعبة، لأنه مهاجر الأنبياء، وفي الأرض المقدسة، وقال المسلمون: بل الكعبة أفضل، فأنزل الله تعالى: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ  لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ)، «سورة آل عمران: الآية 96». وقال الإمام القرطبي، ثبت في صحيح مسلم عن أبي ذر قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن أول مسجد وضع في الأرض قال: «المسجد الحرام»، قلت: ثم أي؟، قال: «المسجد الأقصى»، قلت: كم بينهما؟، قال: «أربعون عاماً ثم الأرض لك مسجد، فحيثما أدركتك الصلاة فصل»، قال مجاهد وقتادة، لم يوضع قبله بيت، وقال علي رضي الله عنه: كان قبل البيت بيوت كثيرة، والمعنى أنه أول بيت وضع للعبادة، وقال مجاهد: خلق الله موضع هذا البيت قبل أن يخلق شيئاً من الأرض بألفي سنة، وأن قواعده لفي الأرض السابعة السفلى، وأما المسجد الأقصى فبناه سليمان عليه السلام. موضع البيتوقد روي أن أول من بنى البيت آدم عليه السلام، فيجوز أن يكون غيره من ولده وضع بيت المقدس من بعده بأربعين عاماً، ويجوز أن تكون الملائكة أيضاً بنته بعد بنائها البيت بإذن الله تعالى، وكل محتمل. وبكة موضع البيت، ومكة سائر البلد، جعله الله سبحانه مباركاً لتضاعف العمل فيه، فالبركة كثرة الخير، وهو هدى للعالمين، فيه آيات بينات على التوحيد، ومنها الصفا والمروة والركن والمقام، يعني مقام إبراهيم، فأثر قدميه في المقام آية بينة، والحجر الأسود والحطيم وزمزم والمشاعر كلها، ومن دخله كان آمناً، لأن الناس كانوا يتخطفون من حواليه، فأوجب الله سبحانه الأمن لمن دخله، ولا يصل إليه جبار، قال الله تعالى: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ)، «سورة الفيل: الآية 1»، وهم الذين توجه بهم أبرهة الحبشي لهدم الكعبة - قبل الإسلام - فسلط الله عليهم الطير الأبابيل التي جعلتهم مثل العصف المأكول. وقال الطاهر بن عاشور في «التحرير والتنوير»، هذا البيت المنوه بشأنه كان مقاماً لإبراهيم ففضائله تحقق فضيلة شرع الذي بناه في متعارف الناس، وهو أيضاً إخبار بفضيلة الكعبة وحرمتها، وهذا البيت لما كان أول بيت وضع للهدى وإعلان توحيد الله ليكون علماً مشهوداً بالحس على معنى الوحدانية ونفي الإشراك، فقد كان جامعاً لدلائل الحنيفية، فإذا ثبت له شرف الأولية ودوام الحرمة على مر العصور، دون غيره من الهياكل الدينية التي نشأت بعده، وهو ماثل، كان ذلك دلالة إلهية على أنه بمحل العناية من الله تعالى، فدل على أن الدين الذي قارن إقامته هو الدين المراد لله، وهذا معنى قوله إن الدين عند الله الإسلام. أول البيوتوالمقصود إثبات سبق الكعبة في الوجود قبل بيوت أخر من نوعها، وظاهر الآية أن الكعبة أول البيوت المبنية في الأرض، كانت مبنية من عهد آدم عليه السلام ثم درست، فجددها إبراهيم، وإذا كان أول بيت عبادة حق، كان أول معهد للهدى، فكان كل هدى مقتبس منه فلا محيص لكل قوم كانوا على هدى من الاعتراف به وبفضله، وذلك يوجب اتباع الملة المبنية على أسس ملة من بناه، وهذا المفاد من قوله «فاتبعوا ملة إبراهيم حنيفاً»، وقد جمعت الكعبة جميع المزايا فكانت أسبق بيوت العبادة الحق. وقال البيضاوي، إن أول بيت وضع للناس أي للعبادة وجعل متعبداً لهم، والواضع هو الله تعالى ببكة وقيل هي موضع المسجد، ومكة البلد من بكة إذا زحمه، أو من بكة إذا دقه فإنها تبك أعناق الجبابرة، وقيل هو أول بيت بناه آدم فانطمس في الطوفان، ثم بناه إبراهيم، وقيل المراد إنه أول بيت بالشرف لا بالزمان، مباركا كثير الخير والنفع لمن حجه واعتمره واعتكف دونه وطاف حوله، وهدى للعالمين لأنه قبلتهم ومتعبدهم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©