برلين (د ب أ، أ ف ب) - انتقد ينس فايدمان رئيس البنك المركزي الألماني “بوندسبنك” سعي الرئيس الفرنسي المنتخب فرانسوا هولاند التنصل من المعاهدة المالية لضبط الموازنة في دول الاتحاد الأوروبي والتي وقعتها دول التكتل في الثاني من مارس الماضي باستثناء بريطانيا والتشيك. وفي مقابلة مع صحيفة “زود دويتشيه تسايتونج” الألمانية الصادرة أمس أكد فايدمان أنه “من التقاليد الأوروبية الجيدة الالتزام بالمعاهدات الموقعة”.
كان هولاند دعا مرارا خلال حملته الانتخابية إلى إعادة التفاوض بشأن المعاهدة التي ستوقع عقوبات تلقائية بحق الدول الأعضاء التي لا تلتزم بمعايير ضبط ميزانياتها، غير أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أكدت بشكل واضح وبعد يوم من فوز هولاند أنه لا مجال لإجراء مفاوضات جديدة حول هذه المعاهدة.
ودعا هولاند في وقت سابق ألا يقتصر عمل البنك المركزي الأوروبي على مكافحة التضخم وحسب بل يجب أن يمتد ليشمل خلق فرص عمل وتحقيق نمو اقتصادي، مؤكدا “كافحت دائما من أجل رفع سقف اختصاص البنك المركزي الأوروبي وأنا أعرف التحفظات الألمانية تجاه ذلك”.
ورد فايدمان بقوله إن تغيير النظم الأساسية لعمل المركزي الأوروبي أمر خطير، مشيرا إلى أن خلق فرص العمل وتحقيق النمو ينشآن من العمل المؤسسي وأفضل ما يمكن أن يسهم به المركزي الأوروبي في هذا الشأن هو العمل على استقرار القطاع النقدي.
وهدد هولاند بعدم مصادقة بلاده على المعاهدة ما لم يتم استكمالها بتدابير تهدف إلى إنعاش النمو الاقتصادي.
وقال ردا على سؤال حول اقتراح هولاند تمكين البنك المركزي الاوروبي من اتخاذ اجراءات دعم الاقتصاد أو اقراض الدول مباشرة، إن “تعديل أنظمة البنك المركزي الاوروبي سيكون خطيرا”.
واضاف فايدمان ان “الوظائف والنمو الاقتصادي هي ثمرة المبادلات التجارية. البنك المركزي الأوروبي هو الأكثر أهلية للمساهمة في استقرار العملة الاوروبية.
وفي مجال التضخم، قال فايدمان “ينبغي انتظار البرنامج النهائي لحكومة فرنسوا هولاند. لكن “من الواضح انه يتعين رفض ما طالب به اثناء الحملة الانتخابية، اي تفكيك المعاهدة المالية الاوروبية”، كما اضاف. وتابع فايدمان يقول “هناك عدة دول اوروبية تقضي بالتمسك بالاتفاقات الموقعة”.
وبشأن خطط انعاش النمو ولو مع مديونية، قال ان “كلمة السر هي “نمو” نعم اعرف”، مضيفا “لكن كل شخص يفسر هذا التعبير بمفهوم آخر. وتثبت كل التجارب ان استدانة كبيرة جدا تعوق النمو”.
وقال ان “محاربة الديون بالديون لن تنجح”.
وفي ما يتعلق بالتضخم في ألمانيا، والذي اعتقد البعض هذا الاسبوع ان البنك المركزي الالماني لم يكن حاسما بشأنه، اكد فايدمان مجددا “انه طريق خطير، ينبغي الا نكرر اخطاء السبعينات. التضخم غير عادل على الصعيد الاجتماعي، ولا يسمح بالخروج من الأزمة”.
عدد اليوم
