السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مقتل زعيم «القاعدة»... ردود فعل العراقيين

16 مايو 2011 22:05
تفاعل أبناء العراق، الدولة التي مات عشرات الآلاف من مواطنيها على أيدي تنظيم "القاعدة"، مع أخبار مصرع بن لادن، بمزيج من الارتياح، والتوجس، والخوف من وقوع مزيد من الهجمات. فبعد مرور أربعة أيام فقط على إعلان أوباما أن الزعيم الإرهابي قد قتل في باكستان، استهدف هجوم انتحاري مديرية شرطة الطوارئ في منطقة بابل ما أدى إلى مصرع 15، وإصابة 68، معظمهم من رجال الشرطة -حسب المسؤولين. "هذا هو رد القاعدة على قتل بن لادن" كان هذا ما قاله "خادم تومان" مدير مجلس محافظة بابل الذي يضيف متوجساً: "نتوقع زيادة في الهجمات الإرهابية نتيجة لمقتل بن لادن". ومن المعروف أن هذه المحافظة كانت فيما سبق معقلاً من معاقل جماعات عنف تفرعت عن تنظيم "القاعدة" خلال موجة العنف الطائفي التي اندلعت في العراق عام 2005. وقد تم وضع قوات الأمن العراقية في حالة استعداد قصوى، تحسباً لوقوع أية أعمال انتقامية من الجماعات المتطرفة، بعد الإعلان عن مصرع بن لادن كما يقول اللواء قاسم عطا، المتحدث باسم قيادة العمليات العراقية. وقد أوضح اللواء عطا أن العراق اتخذ كافة الإجراءات الاحترازية اللازمة، دون أن يدلي بالمزيد من التفاصيل. ومن جهته قال المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ في تصريح لوكالة الأنباء العراقية إن مقتل بن لادن لن يؤدي للتأثير على الوضع الأمني في العراق لأن المنظمات الإرهابية التي كان بن لادن ملهماً لها قد ضعفت إلى حد كبير. وقال الدباغ في معرض حديثه عن بن لادن: "كان قتله محتماً لأن يديه تلوثتا بدماء كثيرة"مستطرداً: "إن بن لادن سيُنسى كشخصية، ولكنّ هناك قادة جدداً للقاعدة ينتمون إلى جيل تالٍ أكثر تطرفاً، وأكثر تعطشاً للدماء". وعلى رغم أنه من غير المعتقد أن بن لادن نفسه قد حط قدميه في العراق في أي وقت، إلا أن البلاد كانت واحدة من ساحات معاركه الرئيسية. فعقب غزو العراق عام 2003، شن تنظيم "القاعدة" والمنظمات المتفرعة عنه سلسلة من العمليات الكبيرة التي استهدفت القوات الأميركية وقوات التحالف، والقوات العراقية، والمدنيين، على حد سواء. وفي إطار ذلك التمرد الواسع النطاق، لقي عشرات الآلاف من العراقيين مصرعهم بفعل الهجمات الانتحارية والقتل المستهدف. ومن بين أكثر تلك الهجمات بشاعة الهجوم على مرقد الإمام "العسكري" الموجود في سامراء، الذي كان سبباً في تفجير الحرب الطائفية التي أدت إلى أكبر أزمة لاجئين في تاريخ العراق الحديث. وفي العاصمة بغداد، وهي من أكثر المدن التي تضررت من عمليات "القاعدة"، تراوحت ردود الفعل على مصرع بن لادن بين السعادة، والتوجس، والخلود إلى نظرية المؤامرة حول الدوافع الحقيقية وراء قتله. "أنا سعيد جداً لمقتله، ولكن ذلك لن يعيد أخي إلى الحياة" كان هذا ما قاله أحمد عبدالقادر (31 عاماً) المقيم بحي الأحمدية، الذي لقي أخوه مصرعه في هجوم شنته جماعة متفرعة عن "القاعدة" عام 2009. وأضاف عبدالقادر: "لو كان الأمر بيدي، لكنتُ قد قتلت أيضاً أنصاره لأنهم كانوا بمثابة الأدوات التي استخدمها في ارتكاب جرائمه... أعتقد أن خبر مصرعه يمثل ضربة مدوية لهؤلاء المجرمين". ومن بين المؤمنين بنظرية المؤامرة ذهب البعض إلى أن بن لادن كان عميلاً أميركيّاً طيلة الوقت. ومن هؤلاء أحمد لهيب (25 عاماً) الــذي قال: "لقد كان ربيبهم، أليسوا هم الذين ساعدوه في أفغانستان" مشيراً في ذلك إلى الصراع الذي خاضه بن لادن ضد الروس في ثمانينيات القرن الماضي بمساعدة من الولايات المتحدة. وفي تفسير السبب الذي دعا الأميركيين إلى قتله قال "لهيب": "كل ما هنالك هو أنه اختلف معهم فقرروا القضاء عليه". أما المحللون المستقلون فيرون أن خطر "القاعدة" سيظل يمثل تهديداً للعراق. ومن هؤلاء "علي حيدر" المحلل المتخصص في الشؤون الأمنية، الذي يقول: "إن تنظيم القاعدة في العراق يعمل بشكل مستقل، لأن معظم قادته الذين كانوا على اتصال مباشر مع بن لادن لقوا مصرعهم في العمليات التي شنت ضدهم" . ويضيف حيدر: "إن أكبر خطر يمكن أن يواجهه العراق هو أن يتولى عراقي قيادة التنظيم. فعند تلك النقطة أعتقد أن الأمور ستتغير، وسيعود العراق مرة أخرى كي يكون ساحة لمعارك القاعدة والتنظيمات المتفرعة عنها، مع ما قد يؤدي إليه ذلك من خسائر". أما أحمد علي (24 عاماً)، الـذي يعيش في حي السيدية في بغداد، فقد تبنى وجهة نظر أكثر تفاؤلاً حيث قال: "ربمـا لا يكون لمـوت بن لادن تأثير ذو شـأن على الموقـف الأمني فـي البـلاد. ولكـن مما لاشك فيه أن خبر موته قد مثل دافعاً معنويّاً كبيراً لهؤلاء الذين كانوا يخشون شر القاعدة" وأضـاف مازحـاً: "بموت بن لادن نقص الإرهابيون في العالم واحـداً". هزيم الشراع - بغداد ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم. سي. تي. إنترناشيونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©