الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

بوصلة الاستثمارات الشرق أوسطية تتجه إلى أفريقيا

بوصلة الاستثمارات الشرق أوسطية تتجه إلى أفريقيا
13 مايو 2012
أديس أبابا (رويترز) - في ظل وفرة السيولة لدى مستثمري الشرق الأوسط، بفضل النفط والغاز وقلة فرص النمو في الأسواق المتقدمة، زاد تطلع هؤلاء المستثمرين إلى أفريقيا. على الرغم من أن القارة السريعة النمو تزخر بالفرص إلا أن مصرفيين يقولون إن هناك مجموعة من التحديات تواجه مستثمري الشرق الأوسط لا سيما بسبب صغر حجم الصفقات المحتملة. وقالت ديانا لايفيلد الرئيسة التنفيذية لمنطقة أفريقيا في بنك ستاندرد تشارترد البريطاني «نلحظ مزيداً من الاهتمام. لكن لم نر الكثير من هذا الاهتمام يتبلور إلى صفقات حتى الآن». وأبلغت رويترز في مقابلة على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي لأفريقيا «صناديق الثروة السيادية الشرق أوسطية مهتمة جداً بأفريقيا.. التحدي الذي يواجهونه هو أن الحجم الذي يريدون الاستثمار به أكبر كثيراً مما تستطيعه القارة في الوقت الراهن». ويعقد المنتدى الاقتصادي العالمي لأفريقيا الأسبوع الجاري في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، ويسلط الضوء على عوامل الجذب في أفريقيا، فهي القارة التي تضم عدداً من أسرع الاقتصادات نمواً في العالم، وتتزايد فيها الدخول بوتيرة متسارعة. وازدادت جاذبية الاستثمار في أفريقيا أيضاً بفضل استقرار سياسي نسبي مستمر منذ عشرة أعوام. وقال وزير الزراعة السعودي، فهد بالغنيم، لـ «رويترز»،: «بالتأكيد سيأتي مزيد من الاستثمار إلى أفريقيا. وأضاف في أديس أبابا «في ظل الرؤية الواضحة التي تتبلور لدى القيادة الأفريقية الآن سيكون هناك المزيد والمزيد من المستثمرين السعوديين». لكن الاستفادة من هذا النمو ليست بهذه السهولة نظراً لقلة السيولة في أسواق رأس المال. وبالنسبة للعاملين في مجال الاستثمار المباشر قلما توجد صفقة يكون حجمها مناسباً لحجم أعمالهم. فعلى سبيل المثال أبلغت شركة أكتيس للاستثمار المباشر في الأسواق الناشئة «رويترز»، الشهر الماضي، أنها تستهدف في أفريقيا صفقات يكون حجم الواحدة منها 50 مليون دولار أو أكثر، وهو ما يعني أن عليها التركيز على أكبر الاقتصادات في القارة -جنوب أفريقيا ومصر ونيجيريا- لتجد الصفقات. ولذلك يركز بعض مستثمري الشرق الأوسط على صفقات أصغر ليستفيدوا من أفريقيا. إلى ذلك، قال مركز دراسات رائد إن تنامي التفاوت الاقتصادي في أنحاء أفريقيا قد يعرقل المكاسب الاقتصادية للقارة، محذراً الحكومات من مخاطر عدم الاستقرار ما لم تعالج مشاكل البطالة والجوع. وأشاد فريق التقدم الأفريقي في تقريره السنوي بالنمو الذي حققته القارة قائلاً: إن 70% من إجمالي سكان أفريقيا يعيشون حالياً في دول حققت معدلات نمو بأكثر من أربعة بالمئة على مدى العقد المنصرم. لكنه أشار أيضا إلى أن معظم الدول ليست بصدد تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية بحلول عام 2015، في حين كان التقدم محدوداً على صعيد التعليم وتغذية الطفل وصحة الأم. وعلى الرغم من تنامي الطبقة الوسطى بفضل النمو الاقتصادي السريع، قال التقرير الذي أطلق على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي لأفريقيا إن نسبة من يزيد دخلهم على عشرة دولارات في اليوم لا تتجاوز الأربعة بالمئة، وإن نصف السكان يعيشون بأقل من 1?25 دولار. وقال كوفي عنان الأمين العام السابق للأمم المتحدة ورئيس الفريق «الفوارق في فرص الحياة الأساسية - بالنسبة للصحة والتعليم والمشاركة المجتمعية - تمنع ملايين الأفارقة من تفجير طاقاتهم، وتعوق التقدم الاجتماعي والاقتصادي». ومن المنتظر أن يرتفع عدد الشبان في القارة لنحو مثليه مقارنة مع مطلع القرن، ليصل إلى 246 مليوناً بحلول عام 2020، مما سيتطلب توفير 74 مليون فرصة عمل في غضون عشر سنوات للحيلولة من دون ارتفاع البطالة. وقال التقرير «عدم توفير الوظائف والفرص لشبان متعلمين تتزايد أعدادهم سريعاً، ويزدادون تمدناً، قد تكون له تداعيات وخيمة، اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً». وبحسب صندوق النقد الدولي من المتوقع أن تنمو اقتصادات دول أفريقيا جنوبي الصحراء أكثر من خمسة بالمئة هذا العام مدعومة بارتفاع الإنتاج الزراعي. ونمت اقتصادات شرق أفريقيا التي ضربها الجفاف 5?8% في 2011، حيث تعزز النمو في إثيوبيا إلى حوالي سبعة بالمئة، بفضل زيادة الاستثمار في الزراعة. وعلى الرغم من التحسن الكبير للأمن الغذائي فإن أكثر من 200 مليون شخص ما زالوا بحاجة إلى مساعدة إنسانية حسبما ذكر التقرير. وقال عنان: «أفريقيا بسبيلها لأن تصبح وجهة استثمارية مفضلة، وقطباً محتملاً للنمو العالمي، وموقعاً للابتكار والإبداع على نطاق واسع. «لكن الطريق ما زال طويلاً، ويجب على حكومات أفريقيا أن تلتفت على نحو عاجل إلى أولئك المتخلفين عن الركب».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©