السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نزار رمضان يركز على التفاصيل الإنسانية ويكره الفضاء المغلق

نزار رمضان يركز على التفاصيل الإنسانية ويكره الفضاء المغلق
30 يوليو 2010 21:23
نزار رمضان، مخرج برنامج «فنان من الإمارات» قادم من السينما إلى التلفزيون لهذا كانت الصورة والموسيقى أهم ما ميز أعماله التلفزيونية على قناة أبوظبي، وحول تجربته السينمائية وفوزه بجوائز عالمية، وبرامجه على القناة التقته «الاتحاد» للحديث عن تلك المواضيع وغيرها. محاولة جريئة يصف رمضان برنامجه «فنان من الإمارات» بأنه «محاولة جريئة لمنح الثقافة والإبداع حصة في البث الفضائي العربي الذي يغرق معظمه في المنوعات والجدالات العقيمة، ويبتعد عمداً عن المبدعين وعوالمهم الفنية وحياتهم». ويقول «كل برنامج تلفزيوني مؤلّف من 13 حلقة، إلا إذا كانت هناك إنتاجات خاصة، ففي السنة ثلاث دورات». ويقول «سلط البرنامج الضوء على ثلاث عشرة تجربة فنية تشكيلية كان معظمها من الرعيل الأول، وتكمن أهمية البرنامج في أرشفته لرحلة الفن التشكيلي التي تحكي قصة الاتحاد، والتي جمعت جيل الرواد من إمارات مختلفة يتقاسمون مفردات مكانية قادمة من الصحراء والبحر، وما طرأ على المدن من تطورات وانفتاح انعكس حتما على البعد التشكيلي». أما ما يتعلق بالفن التشكيلي الإماراتي، فيقول رمضان «حين توصلت لفكرة البرنامج لم أكن أعرف شيئا عن الفن التشكيلي الإماراتي، كنت أجهل هذا الوضع بشكل كلي، ولكن بعد البحث والإمساك بمجموعة خيوط بدأت التعرف على المرسم الحر مثلا في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، وكنت أرى حولي الهيئات والمؤسسات وهي تستقدم اللوفر، ومجموعات خاصة لبيكاسو، إلى جانب معارض الخط في إمارات مختلفة، والموسيقى الكلاسيكية فأيقنت أن هناك حركة فنية تشكيلية وكم هائل من الفنانين الذين سيغنون حلقات البرنامج». البداية وثائقية وحول تجربته السينمائية، يوضح رمضان، العضو في نقابة الفنانين السينمائيين في لبنان منذ أكثر من 20 سنة، أنه عمل في بدايته على تصوير الأفلام الوثائقية وكان همه اجتماعيا إنسانيا، مشيرا إلى عمله «شواهد» الذي صور فيه «أبو علي الصباغ» صاحب إحدى مطاحن القمح القديمة التي يمتد عمرها أكثر من 300 سنة. ويقول «المكان كان بطلا في الفيلم، وأبو علي الذي تجاوز عمره الثمانين عاما يشبه المكان، وأذكر أنني قمت بتصوير السقف ونزلت بالكاميرا على رأس أبو علي لأظهر العلاقة بين أبو علي وذلك المكان، وأردت أن أظهر مدى التشابه بين المكان والإنسان». وأشار رمضان، إلى أن تفاصيل إنسانية كثيرة كانت في تلك المطحنة، على سبيل المثال، الغربال فحين يموت النخال كان غرباله يعلق على الجدار مع المريول الذي كان يرتديه، وقد علق أكثر منّ سبعة مناخل لمن ماتوا، هذا يختصر تاريخ المهنة وتاريخ من عملوا بها. ويتابع رمضان «عملت بعدها فيلم «أجراس المجد»، نسبة إلى قرية «مجدل المعوش»، حيث صورت في الفيلم كيفية صناعة الجرس، بعد أن فُقد جرس الكنيسة التاريخية خلال الحرب، والذي كان يزن 450 كيلو جراما، مبينا أن صناعة الجرس أعادت لحمة أهالي الجبل بعد أن فرقتهم الحرب. ويقول «في هذا الفيلم لجأت إلى «الأنيمشن»، الرسوم المتحركة وقد رسمتها بالطريقة التقليدية صورة فصورة، لأبيّن تواريخ مختلفة وظفت كي يكتمل المشهد». قبل الموت حول فكرة فيلم «قبل الموت بعد الحياة»، الذي تدور أحداثه في مقابر متجاورة ببيروت، مباشرة بعد الحرب الأهلية، والذي حصل على جائزة لجنة الحكام الخاصة في مهرجان ساليرنو بإيطاليا، يقول رمضان «بدأت فكرة الفيلم من جدي حين كان يتمشى في أحد أحياء بيروت، فسمع حفار قبور يقول «اللهم ارزقني»، فاستاء جدا، ففكرت حينها أن أعمل فيلما عن مهنة حفار القبور، بعد عدة تساؤلات، من سيكون جاره، أو صديقه، ومن ستكون زوجته، منطلقا من نقطة محورية، هل هناك أزمة يعيشها هؤلاء اجتماعيا؟» ويتابع رمضان «فيلم قبل الموت بعد الحياة، فيلم بدون كلام، فقط صور وموسيقى، فيه بعد وثائقي، لاسيما بعد رفض حفاري القبور الحديث أمام الكاميرا، فانتقلت بالفكرة من حفاري القبور إلى المقبرة، صورنا الجثث، وحينها شعرت بأنني أغتصب حرية الموتى». ويشير رمضان إلى أنه يوجد في بيروت شارع خصصت فيه مساحة كيلو متر واحد لمقابر جميع الطوائف والأديان، ويقول «أردت أن أجعل منه صورة حقيقية للسلام، أردت أن أقول أن أهل بيروت اختلفوا في الحياة وتصالحوا في الموت، وحين فاز الفيلم تمنيت أن يكون والدي على قيد الحياة ليرى ابنه الذي قال له يوما، بأن فلان عاش «شحاذا» من وراء تخصصه في السينما». الإخراج التلفزيوني حول خصوصية الإخراج التلفزيوني، ومدى اختلاف الإخراج داخل الاستديو «المباشر» حيث يغيب المونتاج، يقول رمضان «الإخراج في الاستديو ليس أكثر من آلية ميكانيكية تخلو من الجمالية، وهذا الرأي يجعلني متهما بالنخبوية». ويضيف «من يشتغل في الاستديو قد يكون أعظم الناس فنيا وثقافيا، لكن طالما أن هناك من يقطع التصوير، فإن العملية تتحوّل إلى عملية بليدة، من أجل ذلك يكون المنتج المنفذ هو المسؤول عن العمل، وهذا ما يجعلني أتساءل، أين هذا الشخص الذي يفهم بالإخراج، والتصوير، والموسيقى والأزياء». ويشير إلى أن فعل الإخراج في الفضاءات المفتوحة، وفي الأمكنة يعني أن المخرج يحمل الكاميرا مع فريق العمل. ويشير إلى أن شاشات اليوم استهلاكية، لذا فإن البرنامج محاولة جادة وجريئة لتجديد التواصل بين الفن التشكيلي والشاشة الصغيرة، والانفتاح على الثقافة من نافذة تحمل الجدية والجماليات الفنية، خصوصاً من خلال الفن التشكيلي الذي يحتاج إلى شحذ أدوات التواصل بينه وبين الجمهور العريض. قناة أبوظبي حول الأعمال التي عمل بها على قناة أبوظبي، يقول «بدأت في برنامج «دنيا»، إذ كان لي فيلم وثائقي أسبوعي تحت عنوان «مايسترو»، وهو فيلم وثائقي مدته أقل من عشر دقائق، يدور حول إنسان يقود فريق عمل، وينجح في قيادته، مثل قائد فرقة بحرية، أو شيف في فندق يقود فريق عمل، أو قائد أوركسترا، هذا القائد قد يصغر أو يكبر، المهم أنه يساهم في إنجاح العمل». ويضيف «في الحرب على العراق، قضيت أربعين يوما هناك، كنا نرفد مكتب الأخبار في قناة أبوظبي، وذهبت كمخرج ومراسل حرب، وركزت على الجانب الإنساني الاجتماعي، وكنت أرى بعيون أوروبية، أما شعوري بالذل فكان عربيا». ويتابع «هناك قمت بإخراج وتصوير الحياة اليومية، لذا فقد اتسم العمل بالسياسي الاجتماعي، وصورت الأطفال، والمرضى، والمصابين، والآلات الحربية والتماثيل التي تختزل حكايات، واعتبرت نفسي في نزهة قاسية، لذا أكثر ما يهمني هو الإنسان. ويشير رمضان إلى أنه عمل كمنتج منفذ في برنامج سياسي اسمه «بانوراما»، مدة خمس سنوات، إضافة إلى مقتطفات مكثفة تحت عنوان «من بلادي».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©