وسط أمطار غزيرة خالفت التوقعات وتركت آثارها على أداء الخيول ونتائج السباقات، استضاف مضمار كبانيللي بالعاصمة الإيطالية روما عصر أمس الأول السبت، سباق التوأمة مع مضمار جبل علي ضمن فعاليات جائزة سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للخيول التي تقام في سبع دول.
وكان الحصان الإيطالي ذو السبع سنوات “أستيجو” أكبر الرابحين، حيث ساعدته الأرضية اللينة على كسب السباق الرئيسي للفئة الأولى على كأس رئيس الجمهورية الإيطالية، بعد أن حل ثالثا في نسخة العام الماضي على أرضية سريعة!.
أما المهرة ذات الثلاث سنوات “ملاجينيا” ابنة الفحل الفرنسي “وبير” فقد فاجأت منافساتها بانطلاقة كاسحة من المسار الخارجي كفلت لها التقدم في الفيرلونج الأخير، ثم طارت بقيادة الفارس كريستيانو دميرو إلى فوز صريح بكأس التوأمة بفارق طول ونصف عن وصيفتها “اتاسب” بقيادة اموريو ريسبولي، فيما حلت “كابيسارو” في المركز الثالث بفارق طول واحد. والفوز يعد الثاني للمهرة هذا العام بعد أن خسرت في مشاركتها السابقة على مسافة أقصر، وبلغ زمن البطلة 1.25.10 دقيقة.
عقب نهاية السباق قام المهندس شريف الحلواني نائب المدير العام لمكتب سمو الشيخ أحمد بن راشد آل مكتوم، مدير مضمار جبل علي يرافقه عبد الحميد الملا مدير إدارة الشؤون الإفريقية بوزارة الخارجية وباولو بوتاسو رئيس مجلس إدارة مضمار كبانيللي، قاموا بتتويج الفائزين.
وتوج المهر الواعد “بلو مارتي” ابن “دكتور ديفيوس” الوزن الأعلى (61 كجم) بكأس شادويل للأمهار في عمر ثلاث سنوات لمسافة الميل ونصف الميل بقيادة الفارس أموريو ريسبولي. وحل في المركز الثاني حامل الوزن الأدني (51 كجم) المهر “ايماجو لايف”، بفارق طولين ونصف الطول عن الثالث “ريفنشن”.
ونجح المهر “جامباليكر” في انتزاع الفوز بلقب الشوط الثامن والختامي للمهور عمر 3 سنوات بفارق طول واحد عن المرشح الأول “ماسيمو مرديدو” الذي راح ضحية الوزن الزائد (64 كجم)، فيما حل “فري تايمز” ثالثاً.
وكان الفارس فابيو برانكا الذي كسب الشوط الختامي، ترك بصمته مبكراً عندما قاد المهر الناشئ “بلو إير بالي” إلى الفوز على مسافة 1200 متر برعاية مزرعة شادويل فارم، حيث اكتسح وصيفه “ليجاليس” بأكثر من طولين ومن خلفهما “كروس ذا باوندي” ثالثا بأكثر من ثلاثة أطوال.
وأسفر شوط جائزة الإمارات برعاية سفارتنا في روما والمخصص للمهرات عمر 3 سنوات على مسافة الـ 2000 متر عن فوز المهرة “زامندوا” بقيادة الفارس داريو فارجيو، والتي لم تجد صعوبة في التفوق على منافساتها الست لتسجل نصرا مستحقا بجائزة الإمارات.
وكانت الترشيحات قد انصبت على “ماجيك لاف” و”شينكامون” اللتين حلتا خارج الميزان بسبب حالة الأرضية. المركز الثاني كانت نصيب “ترايفال بيرزوت” التي قدمت عرضاً مثيراً، فيما احتلت “ديفلانس” المركز الثالث.
وفي الشوط الخامس المخصص للمهرات الناشئات على جائزة الإمارات برعاية سفارتنا في ورما، قالت المرشحة الرئيسية المهرة “لايت لستر” كلمتها وكسبت الشوط الممتد على مسافة ألف متر بفارق طول واحد عن “كرودا دا لوجو”، ومن خلفهما “سافيناس” في المركز الثالث بفارق مماثل، وحققت صاحبة المركز الأول زمنا بلغ 59.50 ثانية وهو زمن سريع للغاية بالنسبة لمهرات في عمر السنتين على أرضية لينة.
وعانقت الفرس “مايلس جلوريوس” المركز الأول في سباق جائزة طيران الإمارات لمسافة 1400 مترا بعد أن استفادت من تخفيض المسافة، وحلت في المركز الثاني “رانسوم هوب” التي ظلت تكسب سباقا وتخسر آخر، فيما جاءت “لو فاي انفينيت” في المركز الثالث بفارق بثلاثة ارباع الطول. وكان الفارس كارلو فيوشي قد دفع بالفرس “جلوريوس” الى الصدارة مباشرة وبعدها لم يلتفت الى الوراء حتى عبر خط النهاية مسجلا زمنا قدره 1.23.90 دقيقة.
وعقب نهاية السباق توجه المهندس شريف الحلواني مدير مضمار جبل علي بالشكر والتقدير الى سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي وزير المالية على دعم سموه لمشروع التوأمة مع مضمار كبانيللي، مما أوجد حضورا دوليا مرموقا وشهرة واسعة لمضمار جبل علي، تصب في محصلتها النهاية لصالح تعزيز التجربة الإماراتية في سباقات الخيل.
وقال: “العلاقات المميزة لمضمار جبل علي مع اسطبلات شادويل أصبحت رمزاً للتعاون المشترك والثقة المتبادلة وتتيح لكل طرف تدعيم جهود الطرف الآخر، مشيراً الى أن المضمار يعمل على تطوير علاقاته ومشاركاته في سباقات جائزة سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم في مختلف البلدان.
ومن ناحية أخرى أشاد عبد العزيز ناصر الشامسي سفير الدولة لدى إيطاليا بالدور الإيجابي الرائد الذي أصبح يلعبه سباق التوأمة بين جبل علي ومضمار كبانيللي في دعم وتطوير العلاقات الرياضية بين الإمارات وإيطاليا وقال: “حريصون على دعم السباق وتوفير كافة الاحتياجات لإنجاحه وتحويله إلى تظاهرة رياضية كبيرة تهدف إلى التعريف بالدولة وإرثها الحضاري.
وأضاف: “التعريف بالمنجزات عن طريق الإعلام فقط يختلف تماماً عن التعريف الشخصي المتمثل في دعوة أشخاص محددين لهم ثقلهم وأوزانهم وتأثيرهم لحضور مثل هذه الأحداث الهامة حتى يقفوا على الأبعاد الكاملة للصورة من مختلف جوانبها، ومن هذا المنطلق نحرص على دعوة السفراء والمسؤولين لحضور السباق بهدف عكس ماضي الآباء والأجداد وجهود الدولة في إعادته إلى سيرته الأولى من جديد”.
وأشاد السفير بالعلاقات المتميزة التي تربط الدولة بإيطاليا التي تعتبر أحد أهم الشركاء التجاريين، موضحا بان هناك وفودا متعاقبة تتبادل الزيارات بين البلدين مما يدعم المصالح المشتركة بين البلدين الصديقين.
وتوجه السفير بالشكر إلى اللجنة المنظمة للسباق برئاسة ميرزا الصايغ وممثلي الشركات الوطنية الراعية لأشواط السباق على دورهم في جعل هذا الحدث مناسبة وطنية كبيرة خارج حدود والوطن.
يشار إلى أن سفارتنا في روما قامت برعاية شوطين من أشواط السباق.
حضور دبلوماسي
حظي السباق باكبر حضور دبلوماسي في تاريخ مضمار كبانيللي، وتقدم الحضور خالد بن محمد العطية وزير التعاون الدولي بدولة قطر، وعبد الحميد الملا مدير إدارة الشؤون الأفريقية بوزارة الخارجية، وسلطان بن سعيد المريخي سفير دولة قطر، عميد السلك الدبلوماسي العربي، وسعيد ناصر الحارثي سفير سلطنة عمان، وليماء مخيمر سفيرة جمهورية مصر العربية لدى الفاتيكان، وعبد الله ولد كبد القائم بالأعمال الموريتاني. كما حضر السباق سفراء بعض الدول الصديقة منهم سفير تركيا، سفير البوسنة والهيرسك، سفير سلوفينيا، وسفير بلغاريا بجانب ممثلين عن وزارة الخارجية الإيطالية، ومدير منظمة الأغذية والزراعة في روما، ومدير برنامج الغذاء العالمي، ومدير برنامج الأمم المتحدة للتنمية الزراعية، وعدد من كبار الشخصيات ونجوم المجتمع الروماني.
دراسة لتحويل السباق إلى بطولة إقليمية أوروبية
روما (الاتحاد) - أشاد ميرزا الصايغ مدير مكتب سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم رئيس اللجنة المنظمة لسباقات جائزة سموه للخيول بالمكانة المرموقة التي أصبح يحتلها سباق التوأمة ضمن فعاليات الجائزة، مشيرا إلى أن اللجنة تدرس إمكانية تحويل السباق إلى بطولة مركزية للسباقات الأوروبية تقام خلال أكثر من يوم واحد وتوفر عددا من السباقات المخصصة للخيول من مختلف الأعمار وعلى شتى المسافات.
وأضاف: “مشاركة الخيول الأوروبية في السباق فاقت التوقعات، بل اضطر معها مضمار كبانيللي لتطوير مرافق التدريب والإيواء حتى يستوعب الزيادة الكبيرة في أعداد الخيول التي باتت تستهدف هذا اليوم عاما بعد آخر، ونسعى إلى الاستفادة من الحدث وتطويره واستقطاب المزيد من الشركات للمساهمة في برامج الرعاية مستقبلاً”.
وأشاد الصايغ بالجهود الكبيرة التي يبذلها السفير عبد العزيز الشامسي لإنجاح هذا السباق إداريا وتنظيمياً، معربا عن ارتياحه للحضور السفراء العرب وسفراء الدول الصديقة والدبلوماسيين وكبار المسؤولين مما جعل الحدث مميزاً بالفعل.
عدد اليوم
