تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، افتتح الشيخ عصام بن صقر القاسمي رئيس مكتب سمو حاكم الشارقة مساء أمس الأول بمعهد الشارقة للفنون معرض ''الأكاديمية الرحالة بين الجمهور'' الذي تنظمه إدارة الفنون بدائرة الثقافة والإعلام في الشارقة بالتعاون مع الأكاديمية الملكية الدنماركية للفنون الجميلة·
وحضر حفل افتتاح المعرض الذي يستمر حتى الثاني عشر من ديسمبر المقبل عبدالله العويس مدير عام دائرة الإعلام في الشارقة، وهشام المظلوم مدير إدارة الفنون بالدائرة وحشد من الفنانين والإعلاميين بالإضافة إلى الفنانيين الدنماركيين المشاركين في المعرض·
ضم المعرض 60 عملاً فنياً تراوحت اتجاهاتها بين التصوير والفنون المعاصرة وفنون العمارة المتعلقة بفكرة التعايش بين البيئة والإنسان، بالإضافة إلى الأعمال الحروفية التي توائم بين الخصائص الشعرية للغة والإيحاءات الشرقية والأسطورية·
وتضم ''الأكاديمية الرحالة بين الجمهور'' مجموعة من الشعراء والفنانين والباحثين الجامعيين، وهي تأتي ضمن اتفاقيات التعاون والتبادل الثقافي التي أبرمت في عام 2001 بين إمارة الشارقة والأكاديمية الدنماركية للفنون الجميلة في كوبنهاجن من أجل تأسيس شبكات تضم فنانين من الدنمارك والدول العربية بالإضافة إلى فنانين من الدول الإسكندنافية وبقية أرجاء أوروبا والولايات المتحدة·
وكما ورد في مدونة المعرض فإن ''مشروع الأكاديمية يأتي تمثلاً للمعاني السامية التي يتضمنها الحوار والتفاعل مع الآخر وكل ما يعكسه من خير على الشعوب، وضمن المراجعات الفكرية في عالم اليوم، لتوليد قيم البحث في روح الشباب على المستويين الأكاديمي والإبداعي الحر، وتقييم اللقاءات التي تتم ما بين المبدعين وتطويرها دائماً لتدشين المسارات المتعلقة بالدراسات الإنسانية والحضارية، وتأكيد معاني التواصل مع الأصوات الفنية الجديدة''·
وورد في كلمة دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة والمخصصة للمعرض أن ''كافة المشاركات التي نتطلع إلى إنجازها في هذا اللقاء كالشعر والمحاضرات والفنون البصرية والمعمارية والتشكيلية والسينمائية والجرافيكية وما يتصل بالحواضر والمدن وكل الحوارات الجانبية، كل ذلك يدفعنا أكثر للثقة بالقيمة الاجتماعية والثقافية للفن''·
احتوى معرض الأكاديمية الرحالة على عشرة مشاريع فنية توزعت على أروقة معهد الشارقة للفنون وحملت العناوين التالية: ''واحة ضوء القمر''، و''أدوات'' و''مشهد ضوئي'' و''لونوا الصحراء'' و''حوارات الشارقة'' و''مشاريع فن الجرافيك'' و''مشروع سينما- أرابيسك'' و''المسرح العربي'' و''100 حديقة- معهد الثقافة العربية في كوبنهاجن'' وأخيراً مشروع ''القرية العمودية''·
وسبقت فعاليات افتتاح المعرض سلسلة من المحاضرات التمهيدية التي أقيمت بالجامعة الأميركية في الشارقة وحملت عناوين مثل ''الرومانسية الألمانية والفن الدنماركي'' و''الفن الأدائي في الأماكن العامة'' و''واحة ضوء القمر'' و''ورلد باي- إعادة النظر كلياً بالتصاميم''، وقدم المحاضرات مجموعة من الفنانين والباحثين الجامعيين من الدنمارك·
وقال هشام المظلوم مدير إدارة الفنون بدائرة الثقافة والإعلام في الشارقة لـ''الاتحاد'' إن ''أكاديمية الرحالة بين الجمهور'' ليس مجرد معرض فني ولكنه يدخل ضمن سلسلة من اللقاءات والحوارات الفنية والثقافية مع الأكاديمية الملكية الدنماركية للفنون والتي انطلقت قبل أكثر من عشر سنوات''، وأضاف المظلوم أن هذا المعرض امتداد لمعارض مشتركة بين دائرة الثقافة والأكاديمية الدنماركية ضمت معارض لفنانين من الإمارات في كوبنهاجن مثل معرض الفنان عبدالرحيم سالم والفنانة كريمة الشوملي والفنان خليل عبدالواحد، بالإضافة إلى المشروع المشترك الذي أطلقنا عليه اسم ''مشروع بيت الفنان'' حيث يقيم عدد من الفنانين الإماراتيين في أماكن مختارة في الدنمارك للخروج بأعمال فنية مستوحاة من تأثيرات هذه الأمكنة ومن الحوارات الفنية الثرية بين الشرق والغرب·
وعن المشاريع المقبلة لهذا التعاون الفني المشترك قال المظلوم ''نحن بصدد إصدار مجموعة شعرية من جزءين تضم مختارات من الشعر الدنماركي والشعر العربي لشعراء من الإمارات ودول عربية أخرى، وسيصدر كتاب آخر بعنوان ''الأكاديمية الرحالة بين أعوام 2000 و''2009 باللغتين العربية والإنجليزية ويضم مسيرة ونشاطات الأكاديمية الرحالة في العالم العربي والبلدان الأخرى، ويجري التحضير حالياً لإقامة معرض فني إماراتي كبير في الدنمارك نتوقع له أن يمتد إلى الدول الإسكندنافية المجاورة مثل السويد والنرويج وفنلندا، وأن يستقطب الجمهور الإسكندنافي المحب والمتعطش للحوار الفني والإنساني مع عطاءات ونتاجات فناني الإمارات''·
عدد اليوم
