الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

فيصل دراج يحاضر حول الرواية العربية وتأويل الواقع في أبوظبي

فيصل دراج يحاضر حول الرواية العربية وتأويل الواقع في أبوظبي
14 نوفمبر 2008 01:47
نظمت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث أمس الأول في المجمع الثقافي بأبوظبي محاضرة بعنوان ''الرواية العربية وتأويل الواقع'' قدمها الناقد السوري الدكتور فيصل دراج بحضور عدد من الكتّاب والمثقفين والمهتمين بالرواية· وقدم الناقد الموريتاني محمد ولد عبدي المحاضر قائلا ان ''فيصل دراج صوت مهم في النقد العربي حاز الدكتوراه في الفلسفة عام 1974 وله ''الواقع والمثال'' و''دلالات العلاقة الروائية'' و''نظرية الرواية والرواية العربية'' وساهم بجدية في خريطة النقد العربي الحديث''· بعد ذلك استهل دراج محاضرته بتحديد المفاصل الأساسية لها في تناول تطور بنية ''البطل'' وتحولاته في داخل نسيج العمل الروائي منذ أول رواية عربية وهي ''زينب'' لمحمد حسين هيكل عام ·1913 وأوضح المحاضر ان قراءته تفترض شكلين للتناول هما: أولاً طرح الموضوع بشكل مدرسي وهو ما استبعده أساساً، والثاني تقديمه تطوراً لمنظور الرواية العربية من بدايتها حتى الآن وفقاً لتحولات الوضع العربي مع تطور الشكل الروائي· ويقول دراج ان ''الكتابة الروائية هي رصد لتاريخ ما يجري ضمن اطار من المكر والذكاء مع تغيير في الأمكنة والأزمنة، وان المؤرخين منذ 50 عاماً لم يستطعوا أن يواكبوا ما يجري بسبب الرقابة، ولهذا اصبحت الرواية هي البديل لتسجيل ما جرى في الواقع ضمن صيغ فنية وأسلوبية مختلفة''· وارتأى ان تغير المنظور هو ما يمكن تلمسه في الحقب المتلاحقة التي مرت بها الرواية العربية ومن هذا المنطلق تتبع تحولات هذا المنظور الذي اشار الى مراحله وتسمياته وهي أولاً الرواية النهضوية التي قال انها ابتدأت في العقد الأول من القرن الماضي واستمرت حتى الحرب العالمية الثانية، حيث خلقت ما يسمى بـ''الصبي الواعد'' وهو البطل الروائي الجميل والفضولي والحالم الذي يمتلك بصيرة نافذة واعتبر رواية ''زينب'' لهيكل هي من انتجت هذا البطل الذي تكشفت فيه كل الآمال حيث بدا البطل صبياً يميل إلى العدالة والجمال ونبذ الجهل وقد استمد هيكل افكاره تلك من مفاهيم الفيلسوف الفرنسي ''جان جاك روسو'' صاحب نظرية ''العقد الاجتماعي'' الشهيرة· وادرج المحاضر روايتي ''عودة الروح'' لتوفيق الحكيم و ''الرغيف'' لتوفيق يوسف عواد عام 1939 ضمن هذا الإطار، وتتبع تغيرات بنية ''الصبي الواعد'' وتجدده بطرائق مختلفة في رواية ''الأرض'' لعبدالرحمن الشرقاوي عام ·1954 واعتبر ان منتصف الاربعينيات هو نقطة التحول الأولى في الرواية العربية بظهور ''الرواية الواقعية'' وشخصية ''البطل الايجابي'' الذي يشابه ''الصبي الواعد'' والذي يختلف عنه ان البطل الايجابي عاش في مجتمع سكوني وتمرد عليه ليخلق رؤاه الخاصة، حيث نجد هذه الشخصية في رواية الواقعية الاشتراكية وفي أعمال مثل ''الشراع والعاصفة'' و''الياطر'' لحنا مينا· أما شخصية البطل في حدود المفهوم الرومانسي كونه صانعاً للتاريخ فنجده في روايات ''السفينة'' و''البحث عن وليد مسعود'' و''صيادون في شارع ضيق'' لجبرا ابراهيم جبرا حيث البطل المخلص شبيها بفكرة المسيح المخلص· وتطرق فيصل دراج الى أعمال نجيب محفوظ حيث البطل في اعماله يتصف بالرهافة والمأساوية واطلق على وعيه بـ''الوعي الأسيان'' بسبب اكتشافه المستمر لهشاشة الوجود الإنساني واتخذ الناقد ''خان الخليلي'' و''الثلاثية'' و''ثرثرة فوق النيل'' مجالاً لدراسته ثم قرأ ''أرض السواد'' لعبدالرحمن منيف و''الوجوه البيضاء'' لألياس خوري· كما تحدث المحاضر عن الأعمال الروائية العربية ما قبل وبعد حرب حزيران وخاصة اعمال صنع الله ابراهيم ''تلك الرائحة'' و''6 أيام'' لحليم بركات و''الزيني بركات'' لجمال الغيطاني و''المتشائل'' لاميل حبيبي ثم اعمال حيدر حيدر وادوارد خراط·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©