الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

خرف الرطب.. بشارة الخير في أيام القيظ

خرف الرطب.. بشارة الخير في أيام القيظ
21 يونيو 2018 21:36
هناء الحمادي (أبوظبي) مع تباشر موسم الخير والعطاء لعمتنا النخلة، ازدانت أسواق الدولة بالرطب بمختلف أنواعه ونكهاته، ولحبة الرطب الأولى وضع خاص، حيث تقدم لأعز الناس وأقربهم إلى المزارع كدلالة على المكانة المرموقة التي يحتلها الشخص الذي تقدم له، سواء كان من داخل الأسرة أو من خارجها.. ويجد المزارع الإماراتي قدوم تباشير الرطب كقدوم المولود الجديد، حيث يعتبرون النخلة هي إحدى أقدم الأشجار بالمنطقة التي يرجع إليها الفضل الأكبر في استمرار حياة أبناء الجزيرة العربية قاطبة، فهي مصدر رزقهم الأول. خلفان النقبي مزارع ولديه الكثير من أشجار النخيل في مزرعته بمنطقة اللؤلؤية في خورفكان، أوضح أن النخلة لها أهمية كبيرة في حياة الإماراتيين كرمز للماضي بأصالته، والحاضر بعطائه، فهي «أم الشجر»، وثمارها من أطيب الثمار وعطاؤها كعطاء الأم، ومن فيض نعمها، ظلال وثمار وبهاء، والنخلة مقياس الجمال، وقطوفها تاج الموائد.. ومع بداية الصيف «القيظ» تهل تباشير الرطب فيبدأ موسم خرف الرطب، الذي يتكون من مراحل عدة، تبدأ بإنبات الثمر ثم بجني التمر وتخزينه بأفضل الطرق للحفاظ عليه لأطول فترة ممكنة، وللثمرة تحولات عدة تبدأ بتحولها إلى«بسر» ثم «رطب» ثم «تمر»، وينتهي موسم الجني مع حلول الصفري أو الخريف. وبحسب النقبي، فإن لكل جزء من أجزاء النخلة فائدة عظيمة، ثمارها، وليفها، وساقها، وسعفها، وعلاوة على الجريد والخوص، لافتاً إلى أن المناطق الجبلية والواحات كانتا وجهة الناس خلال موسم القيظ للاحتماء من درجة الحرارة المرتفعة بظلال النخيل، والاستمتاع بقطوفها، منوهاً إلى أن جني الرطب يحتاج إلى مهارة خاصة تحتاج إلى باع طويل في المهنة. تباشير الصيف وعن موسم خرف الرطب، الذي يبدأ خلال يونيو من كل عام ويستمر لنحو 4 أشهر، قال حسن إسماعيل مزارع من منطقة الذيذ، إنه مع دخول القيظ تبدأ تباشير الرطب، حيث يستعد الكثير من الأهالي، خاصة من يملكون أشجار النخيل في منازلهم أو عزبهم لموسم جني الرطب.. وقصة خرف الرطب في حياة حسن تمتد لنحو 40 عاماً منذ أن كان عمره 13عاماً حين كان يصعد النخلة ويخرف الرطب، وقال: تبدأ مرحلة جني الرطب حينما نراقب عذوق النخلة المحملة بالخيرات في انتظار أن نقطف أول حبة رطب نضجت، ليتم إعلان هذه التباشير للأهل لبدء موسم الخراف، ويتبادل هذا الخير من الرطب بين الأهل والجيران تعبيراً عن الفرحة بقدوم ثمار شجرة النخيل. نبتة سيف أما الستيني مسعود الكعبي من أهالي الفجيرة، الذي يمتلك الكثير من أنواع النخيل ويجد ضالته بين أشجار النخلة، وهو يقطف من العذوق حبات الرطب.. يقول: ينتهي موسم الجني مع انتهاء موسم القيظ ودخول الصفري الخريف أي مع نضوج التمر، وتخزين جزء منه في أوعية مصنوعة من سعف النخيل اليراب، واشتهرت الإمارات سابقاً بأنواع مختلفة من الرطب والتمور، منها خنيزي، ولولو، والنغامة، التي كانت تثمر قبل البقية، وبعدها ظهرت نبتة سيف وغيرها من الأنواع التي تم جلبها من بلدان أخرى وزراعتها في الإمارات. وأكد ضرورة وجود التمر في كل بيت إماراتي لقيمته الغذائية، وارتباطه بكرم الضيافة مع القهوة العربي.. وعن الطقوس الباقية في ذاكرته من مواسم جني التمر ذكر أن الأهالي كانوا يجنون الرطب، ثم يوزعون جزءاً منها ويخزنون الآخر، ويبيعون الفائض منه، لذلك فإن ذلك الموسم كان رمزاً للعمل والعطاء للجميع حتى بالنسبة إلى الأطفال الذين كانوا يشغلون أوقاتهم بلم الرطب والتمور المتساقطة على الأرض. زراعة النخيل الاهتمام بزراعة النخيل يعد موروثاً شعبياً يمتد لقرون مضت، نتيجة ارتباط الإنسان المواطن بالنخلة منذ بدايات تشكل الحياة في المنطقة، حيث كانت من أهم المظاهر الحياتية، وعاش على خيراتها الأجداد جنباً إلى جنب مع عطاء الصيد البحري في المناطق الشرقية خاصة وعموم المناطق المفتوحة على البحار.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©