الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

السلبية والتردد في الاختيار

27 يناير 2006

المشكلة :
أنا شاب أبلغ من العمر 28 سنة، وهي تبلغ من العمر ·26 تعرفت عليها منذ 4 سنوات، وتطورت العلاقة حتى أصبحنا نكلم بعضنا هاتفياً يومياً، كان الحديث بيننا بعيداً كل البعد عن العواطف بل كان يدور حول مواضيع عامة، وكان مجرد مزاح وضحك·
لا أذكر يوماً اختلفنا فيه، كلما كنا نصل لنقطة خلاف كانت هي تنسحب، وتعلن خطأها حتى لو كانت هي المصيبة، لم أكن أشعر بحب ناحيتها، ولكن كنت على يقين بأنه ليست هناك فتاة تفهمني وتخفف عليّ همومي وأحزاني مثلها، وأنا أعرف أنه لا يوجد فتاة لديها روح مرحة مثلها·· وكما قلت لم يكن هناك عاطفة بيننا، ولكن كانت هي تعبر لي بأني لا ينقصني شيء، وأنها تتمنى شاباً بمواصفاتي·
الفتاة لا يعيبها شيء أبداً؛ شكلها فوق المقبول، وأخلاقها رائعة، ودينها مقبول، وحسن التصرف· أنا أعلم أن علاقتي بها طوال الأربع سنوات كانت مخالفة للدين، ولكن من منا لا يخطئ؟! في خلال هذه السنوات طرحت أمي عليّ فكرة الزواج، فوافقت على الفكرة بحثنا هنا وهناك، ورأينا واحدة واثنتين وثلاثاً وأربعاً؛ بل الكثير من الفتيات، ولم أجد في إحداهن من تشجعني على الزواج بها·
توالت السنون وأنا لم أجد فتاة قد أكون سعيداً بالارتباط بها· لم أجد فتاة تقنعني بنفسها، لم أجد فتاة أحس بأنها زوجة المستقبل، لم أر في إحداهن أنها مناسبة لي سوى واحدة، ولم توافق هي عليّ بعد الاستخارة· رأيت العديد من الفتيات؛ حتى ظن الناس أني لست جاداً في موضوع الزواج، وبعدما رأينا عدداً كبيراً من الفتيات استخرت الله في موضوع الفتاة التي أعرفها، وطرحت الموضوع على أمي، لم تعارض، ولكنها لم تتحمس، ونصحتني بصرف النظر عنها؛ لأنها من جنسية مختلفة، ولأن عاداتها وعادات أهلها مختلفة عنا، وأني سأواجه مشاكل معها·
أنا لم أقتنع بكلامها، ولكن كنت قد عزوت عدم رغبة أمي إلى الاستخارة، فقلت في نفسي: إن الله لم يسهل الموضوع؛ لأنه ليس فيه خير والله أعلم، أكملنا بحثنا هنا وهناك ولم أجد ضالتي وعندما ذهبت إلى بلدي في فترة الإجازة كنت قد عزمت على ألا أرجع من غير خطوبة، فاتحت الفتاة التي أعرفها بموضوع الزواج، وكنت قد صرحت لها في خلال فترة معرفتي بها بأني أفضل فتاة من بلدي، وأني أريد كذا وكذا مواصفات تكون لخطيبتي، وهذه المواصفات ليست موجودة بالفتاة التي أعرفها؛ فعندما فاتحتها بموضوع الزواج قالت لي إني لا أناسبك، فأنا مختلفة تماماً عن المواصفات التي تريد، فقلت لها: ليست لديّ مشكلة، فقالت: صعب أنا أتمنى أن أرتبط بك فهو حلم حياتي، ولكن لو ارتبطت بك فسوف أشعر بعذاب بأني لا ألبي رغبتك·
فقلت: ليس لديّ مشكلة، أنا أريد الارتباط بك على ما أنت عليه، فقالت: صعب، وقالت: إنك لو تقدمت لي وأنت متزوج فسأكون في قمة سعادتي، وسأوافق دون تردد، فاعتبرت أن هذه نقطة أخرى لكي تمنع الزواج، ربما حدث ذلك نتيجة الاستخارة، قلت ذلك في نفسي مع أني على يقين أني لو كنت حازماً أكثر في أمري لوافقت الفتاة·
ذهبنا أنا وأمي لكي نرى فتاة دلنا عليها أهل الخير فوجدت أن هذه الفتاة الأخيرة لا يوجد لديّ اعتراض عليها مبدئياً؛ فهي متدينة ولكنها خجولة جداً، لا أدري أهي صفة جيدة أم سيئة؟ أنا لا يعجبني الخجل، ولكن كانت هذه الفتاة خجولة عندما ذهبنا أول مرة، وبعدما انصرفنا قلت لأمي أهي دائماً كذلك خجولة؟ قالت: أصبحت خجولة عندما دخلت علينا، ولكن هي ليست خجولة، بل اجتماعية· استخرت في أمري وتوكلت على الله وأبديت موافقتي عليها، وقلت: لو كان فيها خير فستوافق هي، وإن لم يكن فيها خير فسترفض، مع أني كنت لا أرغب في موافقتها لأني لم أكن مقتنعاً بها تماماً، ومر يوم ويومان وثلاثة ولم يردوا لنا خبراً، وبعد 5 أيام اتصلوا وأعلنوا موافقتهم·
أحسست أني تورطت، ولكني توكلت على الله، وذهبنا واتفقنا على المهر وكتبنا الكتاب، وبعد ذلك رأيتها من غير منديل فلم تعجبني، وأحسست فعلاً أني في ورطة، مبدئياً الفتاة لم تعجبني بدون منديل، وشخصيتها ليست كما أحب أنا؛ فهي تميل إلى الهدوء وقلة الكلام والطيبة الزائدة والخجل و··· مكثت قرابة اسبوعين بعد الخطبة في بلدي لكي أزداد تعرفاً على خطيبتي، والآن عدت إلى البلد الذي فيه عملي، مر الآن قرابة الشهر ونصف على خطوبتي، طبعاً أنا لم أبد أي تصرف يسيء لخطيبتي في خلال هذه الفترة·
ولكن كنت قد سألتها أنه ماذا يحدث لو جاءت ظروف وقررت فسخ الخطوبة؟ فقالت: سيكون الموقف صعباً عليها، وخصوصاً أنها تحبني كثيراً؛ فكان جوابها هذا يزيد من صعوبة موقفي، ويزيد من صعوبة قراري لو قررت فعلاً الفسخ· وحاولت أن أتصرف بما يمليه عليّ واجبي حتى أرى ماذا أفعل في أمري، وبعد الخطبة صرت أستيقظ مكتئباً كأن الدنيا ضاقت في عيني، وأصبحت أشعر أني في ورطة ليس لها حل· أنا الذي كنت أرى أن الزواج نعمة، وأن الذي من الله عليه بالزواج فهو في نعمة، وأنه يجب أن يحافظ على هذا العقد المقدس، وأنه يجب عليه أن يسعد مع زوجته ولا ينظر لسواها·
كل هذه المبادئ أصبحت بلا معنى الآن· أنا أصبحت أرى أن زواجي هذا غير كل حياتي، حاولت أن أبحث عن الخطأ أين ولماذا حدث·· فخلصت إلى قرار هو كالتالي: أن أقطع علاقتي بالفتاة الأولى، وأن أحاول أن أحب خطيبتي، وأن أنسى كل من سواها، وأن أتقرب اليها أكثر، وأحاول أن أتعود عليها إلى ما بعد عيد الفطر، فإن لم أجد في قلبي حباً لها فعلي أن أسارع إلى فسخ الخطوبة (الطلاق) لكي لا تزيد الطين بلة وتزيد خطيبتي تعلقها بي·
افيدوني أين الخطأ في موقفي، وما الحل لهذه المشكلة؟ افيدوني هل أفسخ الخطوبة بعد مضي هذه الفترة إن لم أجد في قلبي حباً لها، هل أرجع وأتقدم للزواج من الفتاة التي أعرفها بجدية أكثر؟ هل أضغط على نفسي أكثر حتى نهاية السنة، محاولاً تقبل خطيبتي ومحبتها؟ ماذا أفعل؟ مع العلم بأن كل يوم يمضي يزيد من تعقد المشكلة لو كانت النتيجة هي فسخ الخطوبة، فكلما كان الفسخ أسرع كان أسهل هذا باعتقادي مع صعوبة الفسخ عليّ سواء الآن أم لاحقاً، بصراحة أنا أرى أن الفتاة الأولى مناسبة لي وستسعدني، ولا أحد يعلم الغيب إلاّ الله·ت·ت·ح
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©