طالب تحالف يضم أكثر من 200 جماعة دينية الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما بإصدار أمر فور توليه الرئاسة يحظر على اي جهة حكومية اللجوء الى التعذيب· في وقت دعا جامعيون أميركيون اعدوا دراسة عن نتائج الاحتجاز في جوانتانامو الرئيس المنتخب الى تشكيل لجنة مستقلة حول هذا المعتقل لتحديد مسؤوليات إدارة الرئيس المنتهية ولايته جورج بوش عنها·
وقالت رئيسة الحملة الوطنية المناهضة للتعذيب ليندا جوستيتوس ''هذه فرصة يمكن فيها لمسؤول وبجرة قلم أن يغير التاريخ هنا''· وتطالب الحملة التي تدعو الى هذه القضية منذ عام 2006 الكونجرس بتشكيل لجنة خاصة تحقق فيما كانت ادارة بوش تسميه ''تقنيات التحقيق المشددة'' المستخدمة مع من يشتبه انهم إرهابيون والذين احتجزوا بعد هجمات 11 سبتمبر عام ·2001
وكان بوش قد أعلن ان الولايات المتحدة لا تمارس التعذيب لكن وكالة الاستخبارات المركزية اعترفت انها استخدمت اسلوب الإغراق بالمحاكاة في ثلاث وقائع· ورأى المنتقدون ان اسلوب الاغراق بالمحاكاة هو من أساليب التعذيب·
وقالت جوستيتوس ''نريد تقريراً شاملاً·· نعرف اننا عذبنا اناساً والبلاد بحاجة الى موقف حاسم''· ونظمت الحملة الوطنية المناهضة للتعذيب اجتماعات في شتى أنحاء الولايات المتحدة بما في ذلك أمام البيت الابيض في واشنطن وأثارت القضية مع عدد من أعضاء الكونجرس وقدمت التماساً بهذا الصدد لمكتب أوباما في شيكاجو·
ودعا جامعيون أميركيون بدورهم الى تشكيل لجنة مستقلة حول معتقل جوانتانامو لتحديد مسؤوليات إدارة بوش عنها· وكشفت دراسة قاموا بإعدادها تم خلالها استجواب 62 شخصاً كانوا معتقلين في السجن الاميركي في كوبا ''ان هؤلاء الرجال لا يزالون حتى بعد الافراج عنهم يحملون ندوباً ناجمة عن شروط احتجازهم''·
وتحدثت الدراسة عن معتقلين ضربوا وقيدوا لساعات في أوضاع غير مريحة وسجنوا في زنزانات صغيرة جدا ومعزولة لسنوات وأهينوا، وأصبحوا غير قادرين على إعادة بناء حياتهم بعد الافراج عنهم· وكان أوباما الذي سيتولى مهامه الرئاسية في 20 يناير وعد بإغلاق المعتقل الذي لا يزال يضم نحو 250 سجيناً بدون أن يوضح الطريقة التي سيتبعها لتحقيق ذلك·
وقال ايريك ستولر الباحث في جامعة بيركلي في كاليفورنيا (غرب) الذي ساهم في إعداد الدراسة ''لا يمكن تجاهل هذا الفصل القاتم من تاريخنا وغض النظر عن جوانتانامو''· واضاف في مؤتمر صحفي ''ان الإدارة الجديدة يجب أن تحقق في القواعد التي انتهكت ومن يجب ان يتحمل مسؤولية ذلك''· بينما قالت لوريل فليتشر التي ساهمت ايضاً في إعداد الدراسة ''إن كابوس المعتقلين لا يتوقف بالإفراج عنهم· واضافت ''إن هؤلاء الرجال الذين لم يتهموا بأي جريمة ولم يمنحوا فرصة غسل العار الذي لحق بهم يعانون من ندوب دائمة ولا يتمكنوا من العثور على عمل''·
وقال احد المعتقلين بحسب ما جاء في الدراسة التي حملت عنوان ''جوانتانامو وما بعده'' ''اننا لا نزال نعاني من الاشتباه بكوننا إرهابيين''· وقال آخر ''إن كل ما املك وضعته في كيس من البلاستيك أحمله معي باستمرار وانام كل ليلة في مسجد مختلف·· هذا هو وضعي''· وقال صيني مسلم احتجز في جوانتانامو وهو أحد ثمانية استقروا في ألبانيا عام 2006 ''لا يهم انهم برأوا ساحتي بإطلاق سراحي من المعتقل فنحن لا نزال نوصم بأننا كنا إرهابيين''·
ومن بين 55 شخصاً أطلق سراحهم من جوانتانامو وناقشوا طريقة الاستجواب الذي خضعوا له قال 31 شخصاً إنهم تعرضوا للإيذاء بينما قال 24 آخرون إنه مر دون مشاكل· وعبر غالبيتهم عن آرائهم السلبية تجاه الولايات المتحدة بينما قال كثيرون إن آراءهم سلبية تجاه الحكومة وليس الشعب· ودعا معدو الدراسة في الختام الى الا يشوب عمل اوباما اي صفح او عفو عن الذين اصدروا الأوامر المتعلقة بالمعتقل في إدارة بوش·
عدد اليوم
